قالت دينا باول - نائبة مستشار الأمن القومى الأمريكى السابقة - ذات مرة عن صعودها المهنى إنه لم يعتمد على كثير من التخطيط وإنما على قفزة الثقة. ولدت دينا حبيب (وهو لقبها الأصلى قبل أن تتزوج من ريتشارد باول) فى مصر لأسرة من الطبقة الوسطى فى يونيو1973. ولم تمض أعوام الطفولة حتى قرر الأبوان الهجرة للولايات المتحدة عام 1977 ووقع اختيارهما على مدينة «دالاس» فى ولاية تكساس. لم تكن دينا أو اختها الصغيرة آنذاك يعرفان اللغة الإنجليزية.
وبسبب ظروف الهجرة اضطر الأب أن يعمل سائقا لحافلة ثم امتلك بقالة كان يديرها مع والدتها. درست دينا العلوم الاجتماعية فى «أوستن كوليدج» بجامعة تكساس وتخرجت فيها عام 1995. وقد ساعدت دينا فى توفير مصاريفها الدراسية من خلال عملها كمساعدة لاثنين من المشرعين الأعضاء فى مجلس شيوخ ولاية تكساس من الحزب الجمهوري. وجدت دينا اتفاقا بين معتقداتها وبين مبادئ الحزب الجمهورى الخاصة مثل: انكماش دور الدولة فى حياة الأفراد، وتمكين الأفراد وإتاحة فرص للاستثمار. ثم كانت القفزة المهمة فى حياة دينا عندما حصلت على دورة تدريبية فى مكتب كاى بيلى هاتشيسون السناتور الجمهورى بمجلس الشيوخ الأمريكي. وهى الخطوة التى تخلت من أجلها دينا عن دراسة القانون التى كانت تطمح إليها. وفى عام 1998 تزوجت دينا من ريتشارد باول رجل علاقات عامة وبدأت فى استخدام لقب باول رسميا.
وحازت على دور لها فى اللجنة القومية للحزب الجمهورى وهو ما مهد لها الطريق لدخول البيت الأبيض مع مجئ إدارة بوش الإبن للسلطة لتكون أصغر مساعدة له عن عمر يناهز 29عاما. وقد أثبتت جدارتها لتتقلد منصبى مساعدة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للشئون التعليمية والثقافية ومنصب نائبة وكيل وزارة الشئون العامة والدبلوماسية عام 2005، وتدرجت فى مناصب عديدة بالمؤسسة حتى أنها كانت مسئولة عن استثمارات تطوير عقارية بقيمة 4 مليارات دولار. ومع وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، تلقت باول مكالمة هاتفية من ايفانكا ترامب التى أرادت أن تعرف المزيد عن البرنامج الذى كانت تديره فى جولدمان ساكس لتشجيع رائدات الأعمال، ومن ثم تم اختيارها ضمن فريق ترامب لتكون مستشارة للمبادرات والنمو الاقتصادي، ثم اختيارها نائبة مستشار الأمن القومي. ونقلت «بى بى سي» عن ترامب قوله إن دينا باول معروفة بامتلاكها رؤية استراتيجية فى برامج المبادرات والنمو الاقتصادي.
رابط دائم: