وفقا إلى يوفو كازاوا، مدير «مؤسسة اليابان» بالقاهرة، فإن من أهم مهام مؤسسته تعريف الجمهور بالسينما اليابانية، التى قليلا ما يتم طرحها كنموذج سينمائى لجذب المشاهد المصرى.
وكانت مؤسسة اليابان قد عقدت مهرجانا خاصا للفيلم اليابانى مؤخرا فى القاهرة، وعرضت 25 فيلما «أون لاين» وتنتمى هذه الأفلام إلى الفئات المنتجة حديثا ما بين عامى 2014 و 2020 ، فيما عدا فيلم روائى من إنتاج عام 1952.
وكان هذا العدد من الأفلام الأكبر الذى تعرضه «مؤسسة اليابان» منذ بداية نشاطها فى القاهرة عام 1995.
وإجمالا تشتهر صناعة السينما اليابانية دوليا بالإنتاج الضخم والتميز الحرفى، وخاصة فى مجال أفلام الرسوم المتحركة «أنيميشن»، التى تحظى بشعبية طاغية، خاصة فى أوساط الشباب داخل اليابان وخارجها. وصناعة السينما اليابانية ليست فقط واحدة من الأكبر على مستوى العالم، إذ تحتل المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة وكندا والصين، لكنها أيضا واحدة من أقدمها على الإطلاق. فتاريخ أول العروض السينمائية يعود إلى عام 1897 فى مدينة أوساكا، حيث بدأت بتصوير عروض «الكابوكى» المسرحية، قبل أن تتطور إلى السينما الصامتة التى تأثرت بنظيرتها الأمريكية آنذاك، ثم اتجهت بعد ذلك لإنتاج أفلام الساموراى.
وغالبا ما يصنف المتخصصون منتصف القرن الماضى بأنه العهد الذهبى للسينما اليابانية بسبب أعمال كبار المخرجين مثل أكيرا كيراساوا وفيلمه الأشهر «الساموراى السبعة» الذى أعادت هوليوود إنتاجه لاحقا. وقد أعقبته قصة نجاح أخرى هى فيلم «جودزيلا» عام 1956، الذى أرسى دعائم موجة أفلام «الكائنات المتوحشة»، التى غالبا ما تحظى بنجاح هائل فى شباك التذاكر.
ويتنوع الإنتاج السينمائى اليابانى بين أربع فئات هى: «الأنيمى»، و«الجيدايجكى»، وهى أفلام تصور حقبات تاريخية غالبا ما تتعلق بالساموراى، وأفلام الكائنات المتوحشة، وأخيرا: الأفلام التى تتناول عصابات الجريمة المنظمة «الياكوزا».
وأكبر دليل على نجاح هذه الصناعة فى اليابان أن أفلامها نالت جائزة أوسكار عن فئة «أفضل فيلم أجنبى» أربع مرات، للتفوق بذلك على أى بلد آخر فى آسيا. كما أن مهرجان طوكيو السينمائى الدولى للأفلام - الذى عقدت أولى دوراته عام 1985 - يعد أحد أهم المهرجانات السينمائية فى آسيا والعالم.
وبالرغم من تحذير النقاد من أن الأفلام الأمريكية مازالت تنافس وبقوة ضد نظيرتها، لكن الواقع يشير إلى أن الأفلام الأمريكية لم تعد هى المسيطرة على السوق اليابانية. فمنذ عام 2008 أخذت الأفلام اليابانية تحقق إيرادات أعلى فى شباك التذاكر حتى وصلت عام 2019 إلى 261 مليار ين يابانى.
إلا أنه بالرغم من الحجم الهائل لهذه السوق فى اليابان، إلا أن شركات الإنتاج لا تحدد ميزانيات خيالية لتنفيذ أعمالها كتلك التى تخصصها نظيرتها الهوليوودية. وربما يعود السبب فى ذلك إلى أن السوق السينمائية تكاد تسيطر عليها أربع شركات ضخمة تحظى بالحصة الأكبر من السوق، وتهيمن على الصناعة بالكامل من الانتاج للتوزيع وحتى دور العرض.
رابط دائم: