رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قبل الخروج .. شهادة عابر سبيل

قبل الخروج .. شهادة عابر سبيل

«كان لابد أن أشير إلى أننى رصدت لهذه المشاهد فى السيرة عبر الأسفار المعاصرة، أى أننى كنت كلما عشت فى أزمنة أو تجربة جديدة أسرع إلى تسجيلها هنا فى زمن حضورها، ومن ثم، فأنا لم أخرج من أنواع السيرة عبر أشكالها: المذكرات أو اليوميات أو الشهادات أو ـ حتى ــ المحاورات ــ وما إلى ذلك كما فعلت فى الأجزاء السابقة».

بهذه الكلمات بلور د. مصطفى عبد الغنى ــ الذى تسبق اسمه مجموعة معتبرة من الجوائز الثقافية ــ مضمون القسم الثالث والأخير حتى الآن من ثلاثيته «قبل الخروج» (السيرة الذاتية والفكرية) لرحلته الحافلة بالمجاهدة الفكرية والكفاح العنيد أملا فى نشر وعى مجتمعى وتحقيق استنارة عقلية على نطاق واسع، شأن كل مثقف حق مهموم بمستقبل وطن وحياة أمة، وهو فى سبيل ذلك يتحرى الصدق ويبذل كل جهد ممكن لبلوغ القصد. مستكملا به القسمين السابقين (قبل الخروج/ الشهادة). وفى هذا القسم ــ وقد تجاوز به إنتاجه مائة كتاب ــ لم يوظف عبد الغنى ضمير الغائب فى السرد؛ بل عمد الى ضمير الخطاب ــ كما فعل فى السيرتين (الذاتية) و(الفكرية) ــ مقدما شهادات ومشاهد ووثائق مكتوبة ومصورة، موثقا الشهادات بنسبتها إلى رموزها العلمية ومصادرها الفعلية.

تلمس عبد الغنى فى هذه السيرة الاشكال والضمائر والمشاعر المشوبة بالغموض، ووظف كثيرا من الرموز جسورا إلى مقصده موثقا بالرسائل والمستندات والمصادر الورقية والرقمية، مؤثرا فى تسجيل المشاهد الجزئية اندياحها فى فضاء المشهد الكبير؛ الرؤية البانورامية. مدققا مصادره الحية، وساعيا أن يكون الزمن تابعا للحدث، كما الحال فى «زمن الكتابة» غير غافل عن الماضى وإن أراد تجاوزه وهو يضيء الحاضر ويستشرف المستقبل.

ويغامر عبد الغنى بتدوين بداية الزمن الذى شغلته هذه السيرة ومشاهدها، مأخوذا الى مجهول من حيرة وخوف لم يفارقاه قط، عامدا إلى رصد مشَكلات الوعى، محاولا التخلص من الماضى انطلاقا إلى المستقبل الى زمن آت غير متعين بالضرورة. وترمز مفردة «الشهادة» إلى إيمانه بأنه «مسئول» وواع لذلك، ومؤمن كل الايمان بمسئوليته، مسكون دون ريب بالحس الدينى، وجل أشد الوجل من المجهول (الآتى) حتما «بعد الخروج»، متماس للغاية مع ما نسميه «البصيرة»، حتى ليمكن القول إنه ــ ودون تزيد أو ادعاء ــ جمع الوعى والرؤية وصدق الشهادة فى آن؛ فيما نراه مشغولا بترديد الآية الكريمة: «اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق