عدنان بن حليمة نائب رئيس شركة هواوى لمنطقة شمال إفريقيا
مصر تخطو بقوة نحو التحول الرقمى.. ولديها فرص هائلة لريادة المنطقة

طرحنا حلولا مبتكرة لإتاحة التكنولوجيا للمواطنين فى أى وقت وبأى مكان حول العالم

أشاد عدنان بن خليفة، نائب رئيس شركة هواوى لمنطقة شمال إفريقيا، بجهود وخطط الحكومة المصرية للتحول الرقمى وتطوير البنية الأساسية، مؤكدا أن مصر تمتلك فرصا هائلة لريادة المنطقة رقميا، كاشفا عن مباحاثات وتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات لتأهيل الكوادر البشرية للتعامل مع التقنيات الحديثة وإعداهم لسوق العمل، وكذلك دعم جهود التحول الرقمى.

وقال فى حوار مع الأهرام إن التكنولوجيا الحديثة ساهمت بشكل كبير فى التعامل مع تداعيات «كورونا» والتقليل من أثارها مشيرا إلى أن هواوى تركز بشكل كبير على طرح مبادرات وتوفير حلول مبتكرة لاتاحة التكنولوجيا لكافة سكان العالم، وهنا نص الحوار:

حدثنا عن مشاركة هواوى فى «المؤتمر العالمى للجوال MWC شنغهاي» ودورها فى تعزيز التنمية المستدامة؟

فى البداية، أود ان أوجه التحية الى القائمين على تنظيم المؤتمر العالمى للجوال حيث انه على الرغم من الظروف الحالية، حرصوا على تنظيم المؤتمر واستغلال التكنولوجيا فى التواصل مع قادة الرأى لتبادل المعرفة والتعرف على أحدث الحلول التى تساهم فى تحقيق التنمية المستدامة، وطرحت هواوى فى المؤتمر العديد من الأفكار والحلول المبتكرة، وكان التركيز على كيفية توفير التكنولوجيا لأى شخص فى أى مكان وفى أى وقت، وهذه هى الرؤية الخاصة بهواوى، واستخدامات المواطنين ستتطور كثيرا خلال السنوات القادمة، خاصة أن التكنولوجيا ستلعب دورا كبيرا فى تنمية الاقتصاديات فى المستقبل، ولدينا الكثير من الحلول على رأسها Rural Star لمساعدة المواطنين الذين ليس لديهم وسيلة للتواصل تكنولوجياً حيث يمكن الحصول عليها بشكل أسهل، خاصة فى المناطق النائية.

وطرحنا مع منظمة اليونسكو حلولا لتطوير التعليم عن بعد، بالمدارس والجامعات، خاصة فى ظل أهمية هذا التوجه فى فترة فيروس كورونا، كما نركز على تطوير استعمال التكنولوجيا فى قطاعات التعليم والذكاء الاصطناعى والتوسع فى استخدامه لتطوير وتنمية الشركات.

ما هى أهم الحلول التى تم طرحها؟

تركز ابتكارات هواوى على ثلاثة مجالات رئيسية هى التكنولوجيا (البنية التحتية) والمنتجات والتطبيقات، حيث توفر سرعات اتصال لا مثيل لها، لمساعدة الشركات على تعزيز اعتمادها على الإنترنت الصناعي، كما ساهمت منتجات الحوسبة السحابية الطرفية فى نشر محطات بسرعة أكبر بما يصل إلى 10 أضعاف. وتوفر مختبرات هواوى اللاسلكية تطبيقات الجيل الخامس إلى الشركاء فى مختلف القطاعات مثل التصنيع والرعاية الصحية والمال والنقل. وطرحنا حلول لتمكين البلدان المنعزلة أو التى ليس لديها بنية تحتية للاتصالات من الوصول واستخدام التكنولوجيا وحلول لتنمية أداء الشركات.

كيف ترى دور قطاع الاتصالات والتكنولوجيا فى التنمية المستدامة؟

بلغة الأرقام، تطور الاقتصاد الرقمى العالمى ينمو أسرع بمعدل 6 أضعاف الاقتصاد التقليدى، وهذا مؤشر يعكس تأثير استخدام التكنولوجيا على الاقتصاد والتنمية المستدامة، وهذا نلحظه فى أكثر من مجال مثل الصحة ودور التكنولوجيا فى مواجهة جائحة كورونا، فالصين سيطرت على الجائحة باستخدام التكنولوجيا، وكذلك دور التكنولوجيا فى التعليم، والمواصلات وكذلك المدن الذكية، كذلك الفلاحة الذكية والتى تناسب الدول التى تعانى نقص فى مصادر المياه. وبالنسبة لهواوى نعمل مع شركائنا لتطوير كل هذه القطاعات بالتأكيد سيسهم فى تنمية الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام.

ما تقييمك لأداء الحكومة المصرية فى التحول الرقمى؟

نحن مبهورين وسعداء بأداء الحكومة، ولمسنا توجه واضح نحو التحول الرقمى، فى الكثير من القطاعات، حيث التقينا مع وزارة السياحة، للتعاون وبحث خطط تنمية التحول الرقمى فى مجال السياحة، وهذا التوجه ليس فى السياحة فقط، ولكن هناك خطط قوية لرقمنة المجالات الحيوية للاقتصاد المصرى، وهذا شيئ مفرح وهذا ضرورة لمواكبة تطورات العصر، ومصر بموقعها الجغرافى المميز وامكانياتها الكبيرة، لو أسرعت فى هذا المجال ستسبق البلدان المجاورة، وسيكون لها الريادة، وأرى أن الحكومة بصفة عامة لديها رؤية واضحة وتقوم بعمليات تطوير وتنمية هائلة للبنية التحتية بشكل عام.

ما هى أبرز القطاعات التى تركز عليها هواوى فى مصر؟

كما قلت رؤيتنا تقوم على توظيف التكنولوجيا لتكون نافعة للمواطنين، وأرى أن تطوير القطاعات الحيوية مثل السياحة والمواصلات والصحة والتعليم واعتمادها على التكنولوجيا سيدفعها للنمو، ولأن البنية الأساسية هى أساس الوصول للرقمنة، فإننا نوفرها بأعلى جودة ونتعاون مع شركائنا فى الكثير من القطاعات، ونرى أن لديهم فرص كبيرة للنمو.

ومصر من أكبر الدول فى المنطقة، ونعمل بها منذ سنوات ولدينا شركاء كثيرين، وأعمالنا بها فى تطور مستمر، وفى فترة الكورونا كان هناك ضغط كبيرعلى شركات الاتصالات، وساهمنا فى دعمهم لمواجهة هذا التحدى. وعموما مصر لديها توجه واضح وتمضى بقوة لتنمية وتطوير بنيتها الأساسية، وهذا أمر يشجعنا على التوسع مع المشغلين فى مصر.

حدثنا عن نسب النمو وكيف تعاملت هواوى مع جائحة كورونا؟

لقد حققت هواوى نسبة نمو بنحو 9% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وبالنسبة للتعامل مع جائحة كورونا، فقد تعاملنا مع الجائحة بايجابية وبشكل سريع، وحافظنا على نظام العمل دون تأثر، وعملنا على حماية وتوفير الوقاية اللازمة للعاملين بالشركة، وساعدنا عملاءنا على مواجهة زحام الاستخدام والطلب المتزايد على خدمات الاتصالات خلال الجائحة وذلك لتلبية احتياجات ومتطلبات المستخدمين. ولقد نجحنا فى تلبية احتياجات عملائنا ومساندتهم، مع الحفاظ على العاملين.

من وجهة نظرك ما هو المطلوب لتسريع وتيرة التحول الرقمى؟

لابد من التوسع فى تنمية المهارات وتطوير الكوادر البشرية، وتنمية الوعى وتشجيع استعمال التكنولوجا فى الخدمات والتوسع فى تقديم الخدمات الرقمية، سواء الحكومية أو الخاصة. وهذا ما تسعى هواوى الى تحقيقه من خلال العديد من البرامج على رأسها بنك القدرات iTB، و«بذور من اجل المستقبل»، حيث نؤمن ان مصر غنية بشبابها ونعمل على تطوير المواهب، وأيضا تصديرها لتصبح مصر مركزا للتكنولوجيا والتحول الرقمي.

ما هى القيمة المضافة لـ هواوى فى السوق المصرى؟

جودة الخدمات، وأحدث الحلول التكنولوجية، وتنمية وتطوير المواهب الشابة، هى القيمة المضافة والبصمة الحقيقية لهواوى فى السوق المصرى، فالخدمة التى نقدمها عالية الجودة وتقدم فى أسرع وقت ممكن وبأفضل كوادر بشرية

هل لنا بكلمة أخيرة فى نهاية الحوار؟

يمكن القول أن 2021 هو نافذة مفتوحة للتحول الرقمى، وخلال السنوات الثلاث القادمة، إذ لم يتم تطوير الاقتصاد الرقمى وأن يمضى بخطى متسارعة، فسيكون هناك فوارق اقتصادية كبيرة مع البلدان التى أسرعت فى هذا التحول.