رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دموع بيروت فى عيون الفنانين التشكيليين

حنان النادى;

انعكست الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى لبنان، بداية من تفجير مرفق بيروت وحتى المظاهرات وغيرها، على توجهات الفن التشيكيلي، فدفع ذلك الفنانين للرسم ليس بريشتهم وحسب، بل بمشاعر فياضة وإحساس راق ومصداقية فنية.. وأصبح الواقع الراهن صاحب الكلمة الأولى فى رسم صورة معبرة عنه لمستقبل بات رهينة الصراع القائم والعجز عن الخروج من نفق الفوضى والموت المخيم.. وبات الخوف من المجهول سمة فى أغلبية الرسوم واللوحات التعبيرية.

....................

مشاريع توثيقية..

عندما بدأ كل من الفنانين اللبنانيين شوقى دلال ونبيل سعد، مشاريعهما الفنية التوثيقية لبيروت، لم يكن يعلمان انه ربما تكون لوحاتهم هى الأثر الوحيد المتبقى من عدة مناظر وشوارع ومبان أثرية اندثرت بالكامل اثر انفجار مرفأ بيروت فى أغسطس الماضي، والذى نتج عنه فقدان وإصابة وتشريد الآلاف من المواطنين وتدمير المنطقة بالكامل.

الفنان اللبنانى شوقى دلال، رئيس جمعية محترفى الفن التشكيلى للثقافة والفنون بلبنان، بدأ منذ عدة أعوام مشروعه الفنى بعنوان «وتبقى بيروت لون للحياة»، حيث وثق فيه عدة لقطات من بيروت، بعضها جاءت لتوثق ذكرياته، مثل لوحته لبيروت القديمة فى شارع الصاغة وسط بيروت عام 1975، وذكرياته فى شارع مار الياس ببيروت عام 1985، ولوحته «أكسبرس خلدة» وهى تمثل ذكرياته عام 1980على طريق بيروت ذهاباً نحو خلدة الشويفات، وحديثا قام الفنان بتوثيق لحظة انفجار المرفأ ليكون عبرة للأجيال المقبلة، يقول دلال: «رغم أننى لا أحب رسم الحزن إلا أننى أردت توثيق وأرشفة هذا الحدث المؤلم، فالفن سيظل دائما مسحة جمالية تقاوم البشاعة والظلم، وستظل بيروت مدينة الثقافة والفن رغم كل المصاعب والمحن، ويضيف: اهدى التحية الى جميع الدول الشقيقة والصديقة التى تقف إلى جانب لبنان فى محنته وخاصة مصر، فتحية من القلب لمصر ولشعبها الشقيق».

أما نبيل سعد فهو فنان تشكيلى لبنانى ينتمى إلى المدرسة الانطباعية، وعرف بشغفه فى رسم المشهد اللبنانى المرتبط بالذكريات ولا سيما المشهد التراثي، بدأ عام 2017 مشروعا توثيقيا بعنوان «بيروت على خط الأفق»، وكانت البداية بمعرض يحمل نفس الاسم، وهو عبارة عن مجموعة لوحات أرخت لبيروت لحقبة ممتدة بداية من 1840وحتى 1975، حيث لاقى صدى واسعا بين المهتمين بالفن التشكيلى العربى والمهتمين بالتراث وتاريخ بيروت، وبعدها استكمل الفنان مشروعه التوثيقى وأطلق عليه (المجموعة الكبري)، فهى أكبر مجموعة رسمت عن بيروت لفنان، وقد رسم ضمن مشروعه لوحة بعنوان «لحظة من الزمن» تعبيرا عن وقت انفجار المرفأ، وتبين مدى الدمار الذى أصاب بيروت، يقول الفنان: رسمت هذه اللوحة وكلى خجل من دماء الجرحى والشهداء، رسمتها رغم بكائى لما أصاب مدينتي، «لحظة من الزمن» جاءت بعد أكثر من مائة لوحة رسمتها وكانت بمثابة تأريخ لبيروت وقد كنت وقتها أغض النظر عن كل ما يشوب مدينتى أما الآن فلم استطع غض النظر لان بيروت دمرت بالكامل وأينما يقع النظر تكون بصمة بتوقيع الانفجار

فنانون أجانب يبكون لبنان.

عبر الفنان توم يونج، «فنان بريطانى يقيم فى لبنان منذ عام 2009، وعضو جمعية تراث بيروت»، برسوماته، عن أحداث المرفأ، بعد أن تعرض منزله فى حى الجميزة، ومرسمه فى حى الأشرفية للدمار الكامل بسبب الانفجار، وكانا يطلان على مرفأ بيروت.. وبالرغم مما حدث لم يغادر بيروت، ورسم عدة لوحات توثيقية للأحداث منها لوحة تعبر عن مدى حزنه وشعوره وقت الانفجار، يقول يونج: «أشعر بمزيج من الغضب الشديد والحزن لما يحدث فى لبنان، ولا أنوى مغادرته فهذا هو الوقت المناسب للبقاء والمساعدة، فقد ألهمنى نزول الشباب إلى الشوارع للمساعدة فى إزالة الضرر ونشر الحب والنور بلا مقابل، فهم يمثلون لبنان الحقيقية، وبصفتى فنانا وشاهدا على الأحداث، أشعر بمسؤوليتى فى نشر طاقة إيجابية من خلال فني، ويجب أن أرد الجميل للمكان والأشخاص الذين يقدمون لى الكثير، ففى احدى لوحاتى رسمت طفلا ضائعا يقف وحيدا وسط الركام والحطام، فهذا حال بيروت، دمار وخراب وطفولة صادمة، وبالرغم من ذلك هناك بصيص من الأمل عبرت عنه من خلال وجود شمسية ملونة فى الوسط، تعبيرا عن أن لبنان سيظل رمزا للسعادة والفرح والمتعة.

أما الفنان ايفان ديبس، «فنان شاب من ساحل العاج» انتقل إلى لبنان منذ عدة سنوات لإتمام دراسته، وهو رسام كاريكاتير، رسوماته تعبر عن مواقف إنسانية مؤلمة للأحداث الجارية، فرسم لوحة للطفلة الكسندرا ذات الثلاثة أعوام والتى قتلت أثناء انفجار المرفأ فتحولت إلى ملاك صغير يحمل علم لبنان، كما رسم لوحة تعبر عن الدماء الإنسانية التى تراق على ارض لبنان فى صورة شاب ملقى على الأرض وتنساب دماؤه لتروى ارض لبنان، ورسم لوحة للطفلة يارا التى أصيبت أيضا فى الانفجار بإصابات بالغة فى وجهها، يخاطب الفنان هذه الطفلة بقوله: عزيزتى يارا ندبات وجهك هى ندبات على وجوهنا جميعا، فما حدث هو جريمة ضد الإنسانية لايمكن أن ننسى أو نسامح فيما حدث.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق