خدمات الطرق

تزامنا مع التوسع فى إنشاء الطرق، فإنه يلزم أن تكون مجهزة بالخدمات التى توفر الأمن والأمان لمرتاديها، ومن أهم الخدمات التى يلزم توفيرها محطات الخدمات والتموين، ونظرا لأن الدولة تتوسع فى استخدام الغاز الطبيعى والكهرباء لتموين السيارات إلى جانب أنواع الوقود التقليدية، فإنه يلزم الاهتمام بتوفير أعداد جديدة كافية من محطات الوقود على كل الطرق، خصوصا على الطرق الصحراوية الجديدة، وأن تكون شاملة للأنواع المختلفة من الوقود إلى جانب توفير الأطعمة والمشروبات، واستراحة ودورات المياه اللازمة، وسوق صغيرة لبيع بعض المستلزمات الخاصة باكسسوارات السيارات، ومساحة لبيع المنتجات الزراعية والحيوانية والصناعات الحرفية اليدوية إذا كان الإقليم له ما يميزه فى هذا المجال.

وحتى يمكن تحقيق ذلك، يجب اتباع أسلوب جديد لجذب مستثمرين لإنشاء جيل جديد من محطات تموين بمساحات كبيرة تشمل أماكن انتظار للسيارات مقسمة إلى مناطق للسيارات الملاكى والأنواع الأخرى من السيارات الكبيرة المخصصة لنقل البضائع أو الركاب، إلى جانب خدمات شاملة للسيارات كخدمات صيانة وغسيل وإصلاحات خفيفة وخدمة الإطارات وغيرها، ولتحقيق هذا الهدف بكفاءة، فإن تخصيص قطع الأراضى يجب أن يتم بمساحات كبيرة وبنظام التخصيص أو تمليكها بأسعار رمزية حتى يمكن أن تحتوى كل الأنشطة المطلوبة لخدمة الطرق وبحيث تكون كافية لاحتواء مسكن للمستثمر وسكن مؤقت للعاملين وكذلك مساحات كافية لممارسة بعض الأنشطة الترفيهية مثل حديقة أطفال وربما «ملاهى» أو حديقة حيوانات مصغرة، ومنطقة مناسبة لممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة، وأخرى للأنشطة الإنتاجية مثل الزراعة المحمية وتربية بعض الحيوانات أو الطيور مثل نحل العسل، وحظيرة للدواجن والأرانب وبرج حمام، وبعض الورش الحرفية لإنتاج بعض الأعمال اليدوية، مما يجعلها تشبه «المزرعة الإنتاجية» الصغيرة التى توفر شبه اكتفاء ذاتى للمقيمين بها بهدف تحويلها إلى نقطة جذب ومزار بجانب نشاطها الأساسى فى خدمة الطريق والمسافرين، وربما يمكن فى بعض الحالات إضافة غرف فندقية إذا كانت مواقعها فى مناطق صحراوية بعيدة عن العمران للارتقاء بمستوى الحركة على الطرق لخدمة التوسع والامتداد العمرانى المستقبلى.

د. سامى على محمد كامل