نتطلع جميعا الى استقبال فصل الربيع لنتمتع بالخضرة والزهور التى تشيع البهجة والسرور فى النفوس، ولعلها تزيح عنا القلق والهم والنكد الذى نعايشه بسبب الفيروس اللعين.
إن مدن العالم تتجمل وتزدهر بألوان الطبيعة الخلابة فى الربيع من خلال أشجارها المزهرة على جانبى شوارعها وزهورها المبهرة بالحدائق والميادين، فشوارع اليابان تكتسى باللونين الأبيض والبمبى لأزهار الأشجار، فتشعر بصفاء النفس وتسبح بقدرة الخالق، وشوارع الصين تتمبز بألوان الطبيعة المبهجة والحدائق الغناء.
وفى شهر ابريل من كل عام يتوافد المقيمون فى أمريكا إلى حدائق «الكابيتول» فى واشنطن ليتمتعوا بجمال أزهار أشجار الكريز اليابانى باللونين الأبيض والبمبى .. لوحة من الإبداع الجمالى ترسمها 3000 شجرة أهدتها اليابان إلى الولايات المتحدة عام 1912لتجعل منها أمريكا كرنفالا سنويا يسر النفوس، أما بداية الربيع فى جنوب أفريقيا فهى فى نهاية شهر سبتمبر، وفيه تكتسى شوارعها باللون البنفسجى الخلاب لأشجارها التى نرى مثلها عندنا فى بعض المنازل.ونتحدث عن الأشجار فى شوارعنا ـ ان وجدت ـ فنجد أشجارا قديمة جدا فى المعادى والزمالك، وليست كلها مزهرة ولكنها على الأقل مظللة، وتميزت هذه الأحياء بخضرتها، وحديثا نرى توجها نحو تجميل الشوارع بأشجار النخيل، ولكنه مكلف، ولا ظل له.
والآن ونحن على مشارف افتتاح المدن الجديدة التى تجسد النهضة العمرانية والتنموية الحديثة، لعلنا نراعى إضافة لمسات جمالية طبيعية من أشجار وحدائق وزهور فى كل أنحاء هذه المدن، وأن يكون التنسيق شاملا لكل المدينة، بحيث تكون هناك منظومة فنية متكاملة لكل مدينة، ولدينا الكثير من الخبرات الفنية التى تستطيع أن ترسم لوحة خلابة لهذه المدن نستمتع بها ليس خلال الربيع فقط ولكن فى كل فصول السنة.
د. ممدوح وهبه
رابط دائم: