رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

القصرى وزينات.. رحلة البهجة والألم

أحمد السماحى

عاشا فى عصر قمم نجوم الكوميديا، واستطاعا أن يحفرا مكانا بارزا بينهم، هما زينات صدقي، وعبد الفتاح القصرى.

جمعت بينهما الكوميديا فى الفن، والألم والحزن فى الحياة، كما جمعهما أيضا نفس شهر الرحيل، مارس.

حاول الكثيرون تقليد أسلوبهما، لكن دون جدوى، فلكل منهما طلة وطريقة فى الأداء، هى السهل الممتنع وما يعكسه من صدق وتلقائية وخفة ظل.

كافح «القصري» ليشق طريقه فى عالم يموج بالفنون، وكان يسبح عكس إرادة والده الصائغ الشهير فى «حى الجمالية»، الذى كان يحلم أن يصبح ابنه موظفا كبيرا أو تاجرا مثله، فألحقه بمدرسة «الفرير الفرنسية»، ولكن عبد الفتاح كان يسلك طريقا آخر نحو فرق التمثيل، مما جعل والده يغضب منه ويطرده.

فعمل مع فرقة «جورج أبيض»، الذى أسند إليه دور العراف الأعمى، فى مسرحية «أوديب»، وفى أحد المشاهد يقول «أدويب» للعراف الذى وصفه بالقاتل: «صه يابن الجحيم»، فرد القصرى بطريقته المميزة: «واحسرتااااه أنا تقوللى صه».


فانفجر الجمهور ضحكا، وارتبك جورج وأغلق الستار، وطرده من المسرح، فتلقفه نجيب الريحاني، وربطت بينهما صداقة وطيدة، وحقق معه شهرة عريضة.

وتنقل بين المسرح والسينما وقدم نحو مائة فيلم، وعشرات المسرحيات، حتى تبدلت الأحوال وقست عليه الحياة، وأصيب بالعمى وتزوجت زوجته الثانية بابنه بالتبني، ومات فقيرا وتكفلت هند رستم بمصاريف جنازته.

أما زينات صدقى فبدأت حياتها كراقصة و«مونولوجست»، وكان لقاؤها نجيب الريحانى نقطة تحول فى مشوارها الفني، فعملت معه، وحققت شهرة عريضة. وكان المنتجون يسعون إلى نيل توقيعها قبل أبطال الفيلم، فهى العانس التى تبحث عن ابن الحلال، والجارة سليطة اللسان، والخادمة، وغيرها من الأدوار التى قدمتها فى نحو ٢٠٠ فيلم سينمائي.


وفى نهاية حياتها تراكمت عليها الديون ، مما جعلها تبيع أثاث منزلها، وترحل عن عالمنا وهى فقيرة حزينة، لكن لا تزال أيقونة الكوميديا بيننا، تمتعنا بأدوارها وتتردد «قفشاتها» على الألسنة وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعى أفيهاتها لتضحك الملايين. فقد كون القصرى وزينات ثنائيا فنيا فى العديد من الأفلام .. وتنافسا فى إلقاء «اللزمات الكوميدية»، قبل أن تنتهى حياة كل منهما نهاية تعيسة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق