الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح «مواليد 1937»
يمر بوعكة صحية شديدة وقد نعى نفسه مبكراً، ونعى اليمن وطنه المكلوم، فى قصيدته «أعلنتُ اليأس» ونحن نعيد نشر هذه القصيدة متمنين لشاعرنا الكبير دوام الصحة والعافية.
.....................
أنا هالكٌ حتماً
فما الداعى إلى تأجيل موتى
جسدى يشيخُ
ومثله لغتى وصوتى
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتى ووقتى
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتى
لصمتى
أبكى
فتضحكُ من بكائى
دورُ العبادةِ والملاهى
وأمّدُ كفى للسماء
تقولُ: رفقاً يا إلهى
الخلقُ – كل الخلق –
من بشرٍ، ومن طيـرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر حزنْهم
واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ –
من آهٍـ..لآهـ
حاولتُ ألاَّ أرتدى
يأسى
وأبدوا مطمئناً
بين أعدائى وصحبى
لكننى لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفتُ بأنهم مثلى
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ.
أعلنتُ يأسى للجميع
وقلتُ إنى لن اخبـى
...........
هذا زمانٌ للتعاسة
والكآبة
لم يترك الشيطانُ فيهِ
مساحةً للضوء
أو وقتاً لتذكار المحبةِ
والصبابة
أيامهُ مغبرّةُ
وسماؤُه مغبرّةُ
ورياحه السوداء
تعصف بالرؤؤس العاليات
وتزدرى التاريخ
تهزأُ بالكتابة
أنا ليس لى وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه:
فليحيا الوطن
وطنى هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن
صنعاء
يابيتاً قديماً
ساكناً فى الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم فى وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارة
رابط دائم: