رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اختلاف الطباع لا يفسد للزواج قضية

فتـوح سـالمان

يعتقد البعض أن التشابه بين الزوجين فى الطباع والصفات هو المعيار الأول لنجاح الزواج واستمراره والوصول إلى السعادة المأمولة كثيرا ما يقع الطلاق بسبب اختلاف الطباع فهل يجب أن يكون الاثنان نسخة طبق الأصل فى السمات والطباع الشخصية والهوايات والعادات اليومية؟ ما يعطى الامر أهمية لطرح السؤال دراسة أعدها المركز القومى للبحوث الاجتماعية أكدت نتائجها أن 25% من أسباب الطلاق بين حديثى الزواج تقع بسبب اختلاف الطباع وأن 20% من الحالات استمر زواجهم اقل من عام و18% أقل من عامين فإلى أى درجة يضمن التشابه بين الزوجين استمرار الزواج او نجاحه وسعادة الزوجين؟

بالطبع كلما زادت الصفات المتشابهة بين الزوجين كانت إحتمالات استمراره أكبر، لكنه ليس اختلاف الطباع ما يؤدى إلى فشل الحياة الزوجية كما قالت دراسة أعدتها جامعة أمستردام ونشرها موقع هيئة الإذاعة البريطانية فما يحدث الفرق ليس تشابه الصفات وتطابق الطباع فى حد ذاته ولكنها القدرة على تكوين هوية مشتركة للزواج وللزوجين بل إن اختلاف الطباع قد يثرى الزوجين على الصعيد الشخصى والعملى والعائلى ويضيف لهما، فحتى الأهداف المشتركة للزوجين قد تؤدى فى النهاية إلى اختلافات ونوع من الغيرة والتنافس كما أن تشابه الصفات والطباع قد يؤدى إلى الملل والروتين اكثر من غيره وقالت الدراسة إن ما يؤدى لوقوع المشكلات هو أسلوب إدارة الوقت المشترك للزوجين لكن اختلافهما وممارسة هوايات او أنشطة منفصلة عن الطرف الآخر لا يسبب نفس المشكلة وتشرح د.نهلة ناجى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس موضحة أن الهوية المشتركة للزوجين هى النقاط المشتركة للحياة الجديدة والخاصة بالعائلة الحديثة فالشاب والفتاة يدخلان الزواج بتربية مختلفة لكل منهما وبعادات وطباع تميز كلا منهما تكشف عنها الحياة المشتركة وحتى أبسط القرارات مثل شراء احتياجات المنزل قد يسبب شقاقا فكل طرف تعود على طريقة معينة وشكل معين وعادات يومية خاصة وكل منهما يعتمد على مرجعيته السابقة، والطبيعى بل الصحى أيضا أن يكون لكل طرف طباعه الخاصة وأن يتفهم كل الطرف الطرف الثانى ويتقبل هذه الاختلافات فاذا كان الزوج من الاشخاص الذين يحبون السهر ليلا فليس معنى ذلك أن له الحق فى الشكوى بأن زوجته تنام مبكرا لأنه لابد أن يدرك أنها تفعل ذلك لان طبيعة دورها فى الحياة الزوجية مختلفة عنه وتكمل دوره واختلاف الطباع مفيد للحياة الزوجية، فلو أن الزوج عصبى وارتبط بفتاة عصبية لاحترقت حياتهما الزوجية لكن الافضل أن تكون هادئة كى تمتص غضبه أو العكس، إلا أن مشكلة الجيل الحالى انه اقل قدرة ورغبة على التأقلم وبالتالى يبدأ حياته الزوجية راغبا فى فرض شروطه على الحياة الجديدة وعيشها بطريقته مع رغبة أكيدة فى تغيير الطرف الآخر فاذا لم يحدث هذا التغيير فهو ليس على استعداد للتنازل وليس الامر خطأ فى التربية كما تؤكد استاذ الطب النفسى بل هى طبيعة العصر الذى نشأ فيه هؤلاء الشباب فالاختيارات لديهم متعددة ومتنوعة فى كل شىء ويمكنه ببساطة ان يبدل بينها ويختار ما يحلو له ويجرب أمرا جديدا كلما شعر بالملل وهو لا يرتبط بشىء واحد فترة طويلة فهم الاجيال الأكثر والاسرع شعورا بالملل لكن الاسرة نفسها قد تبذل كل جهدها لتربيته وتنشئته لكنه ابن لعصر مختلف ولم تعد الاسرة هى صاحبة الامر والنهى والمسئولة الأولى والوحيدة عن التربية

وفى الحياة الزوجية فقد يسعد التشابه فى الصفات الانسان لكن الاختلاف هو من يكمله ويعد حافزا شخصيا للتغيير واكتساب صفات جيدة فحتى لو كان الزوجان بطباع واحدة فذلك لا يضمن استمرار الزواج لكنه قد يحقق قدرا أقل من الاختلافات فى الحياة اليومية لذلك فإن تكوين هوية مشتركة للزواج هو الهدف الأول من الزواج وللاسف كثيرا ما يقع الطلاق لعدم استيعاب الزوجين لهذه النقطة وعدم استقلالهما الحقيقى فى حياتهما الجديدة وفهم معنى تأسيس عائلة جديدة قائمة على شخصين مختلفين ولكل منهما شخصيته وطباعه الخاصة والاهم هو الارضية المشتركة للزواج والقدرة على التفهم والاحتواء وقبول الطرف الآخر وتكشف الدراسات النفسية أن أهم صفتين يكتسبهما الانسان فى الزواج الناجح هما ضبط النفس والقدرة على التسامح وقد يحقق الزواج الشعور بالسعادة خلال الفترة الأولى لكن يعود الانسان لما كان عليه قبل الزواج فى غضون مدة لا تزيد على عام وهنا تكمن أهمية الهوية المشتركة للزوجين ونقاط التشابه بينهما فى حياتهما الجديدة وليس فى حياتهما قبل الزواج.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق