فى الوقت الذى تقترب فيه الولايات المتحدة من تسجيل نصف مليون حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد، شارك أمس الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبته كامالا هاريس فى مراسم تأبين من لقوا حتفهم جراء الوباء الذى فتك بالبلاد.
ومن جهته، وصف أنتونى فاوتشى خبير الأمراض المعدية ومستشار بايدن حصيلة ضحايا كورونا فى البلاد بأنه « أمر رهيب ومروع». وأضاف «لم نعرف شيئا كهذا منذ أكثر من ١٠٠ عام، منذ جائحة ١٩١٨»، موضحا «هذا الأمر سيبقى فى التاريخ».
وكان الرئيس الأمريكى قد صرح الجمعة الماضية بأن تسجيل ٥٠٠ ألف وفاة بالفيروس يعد أكثر بسبعين ألفا من العدد الإجمالى للأمريكيين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الثانية خلال فترة أربع سنوات.
وفى غضون ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن الحركات المؤمنة بفكرة تفوق العرق الأبيض والنازية الجديدة تتحول إلى «تهديد عابر للحدود»، وقال إنها استغلت الجائحة لتعزيز شعبيتها.
وفى خطابه أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قال جوتيريش إن «حركات تفوق العرق الأبيض والنازية الجديدة ليست مجرد تهديد إرهابى محلي»، وأشار إلى أن كورونا أدت إلى «تفاقم مواطن الضعف، وغيرت حياة مئات الملايين من الأسر التى فقدت عملها أو انخفض دخلها».
وفى بريطانيا حيث تجرى حملة التلقيح على قدم وساق، ومع تراجع أعداد الإصابات والوفيات، أعلن أمس رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون أمام البرلمان خطة وصفها بالحذرة والتدريجية لتخفيف الإغلاق فى مختلف أنحاء إنجلترا فى نفس التوقيت على أن يتم البدء فى تطبيق الخطة اعتبارا من ٨ مارس المقبل. وذكرت تقارير إخبارية أن الخطة ستنفذ على أربع مراحل على أن تكون مدة المرحلة الواحدة خمسة أسابيع، وستشمل المرحلة الأولى إعادة فتح المدارس فى الثامن مارس.
وفى الوقت ذاته، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مجددا إلى اتباع إستراتيجية حذرة فى إعادة الفتح المحتمل للحياة العامة فى ضوء المخاوف بشأن حدوث موجة ثالثة من جائحة كورونا.
وبحسب المصادر، ستجرى مجموعة عمل، تضم ميركل ورئيس ديوان المستشارية هيلجه براون ورؤساء مستشاريات الولايات، مشاورات حول موضوع إعادة الفتح اعتبارا من اليوم. و سيُجرى خلال هذه المشاورات التحضير لمؤتمر رؤساء حكومات الولايات المقبل مع المستشارة، والمقرر عقده فى ٣ مارس المقبل. وتهدف المشاورات إلى تقديم خطط لخطوات الفتح المحتمل. وبحسب المصادر، قال براون إن طفرات فيروس كورونا دمرت للأسف التطور الجيد فى ألمانيا.
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس إلى اتخاذ تدابير جديدة ضد الأسلحة البيولوجية فى ضوء العواقب المدمرة لكورونا.
وقال ماس فى رسالة عبر الفيديو لمؤتمر نزع السلاح فى جنيف إن الجائحة أظهرت «مدى ضعفنا أمام الفيروس»، مضيفا أن الأسلحة البيولوجية يمكن أن تكون أكثر خطورة، وقال: «لذلك يجب مراجعة اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية من أجل مواجهة التهديدات الجديدة ومواكبة التقدم السريع فى التكنولوجيا الحيوية والعلوم».
ونظرا للتحول التكنولوجي، دعا الوزير أيضا إلى التفكير على نحو جديد بشأن الحد من التسلح، موضحا أن أنظمة الأسلحة المستقلة المزودة بذكاء اصطناعى والتى يمكن أن تعمل بدون تحكم بشرى تشكل تهديدا خطيرا لحقوق الإنسان، وقال: «إذا أردنا الحفاظ على الأمن فى القرن الحادى والعشرين، فعلينا التعامل مع هذه المخاطر». لقد حان الوقت لوضع اللوائح اللازمة - على أساس القانون الدولى ومن خلال التعاون متعدد الأطراف.
رابط دائم: