-
الأطباء ينصحون بارتداء التلاميذ قناع الوجه أفضل من الكمامة
-
حاملو الفيروس قبل ظهور أعراضه «قنبلة موقوتة»
-
وكيل «صحة» النواب : الدولة تسير على الطريق الصحيح .. والالتزام بالإجراءات الوقائية حماية
في مثل هذه الأيام من السنة الماضية ظهر فيروس كوفيد ١٩ المعروف بكورونا وبدأ الخوف والهلع فأغلقت المدارس والمحال والمساجد وفرض حظر التجوال, ثم بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا ولكن مع بعض الاختلافات. فأصبح في كل منزل أدوات مطهرة وتعقيم و احتياطات احترازية قبل الخروج وقبل استقبال أي زائر.
والسؤال هنا هل جميع الأسر ما زالت ملتزمة بتلك الإجراءات الاحترازية وهل مازال الجميع ملتزمًا بالتعقيم وما هي ميزانية الأسرة في شراء
تلك المنظفات والكمامات وأدوات التعقيم؟ وقد صاحبت تغيرات جوهرية ظهور الضيف الثقيل فى حياة الأسر المصرية وأثارت مخاوف الجميع داخل البيت المصرى سواء الأبناء أو الآباء والأمهات لدرجة بلغت حد الهلع أحيانا وعلى العكس تعامل البعض معها باستخفاف بالغ أضعف جهود مواجهتها مما دفعنا إلى مناقشة الظاهرة بموضوعية دون تهوين أو تهويل مع أخذ رأى المختصين من الأطباء وخبراء التغذية ولجنة الصحة بالبرلمان حتى نتجاوز هذه الأزمة.
علي الرغم من أن الموجة الأولى من فيروس كورونا كانت آمنة على الأطفال، حيث أثبتت كل المؤشرات المحلية والعالمية أن معدلات إصابتهم كانت أقل بكثير من كبار السن والبالغين، فإن الموجة الثانية لم تعد آمنة عليهم، بعد تسجيل إصابات بل ووفيات للأطفال بالكورونا.ومع بداية الموجة الثانية لانتشاره فى مصر، حذر العديد من الأطباء والخبراء والمسئولين، من رصد زيادة ملحوظة فى إصابة الأطفال والشباب بالعدوى ، الأمر الذي أثار مخاوف شديدة لدى الأسر حول مصير أبنائهم مع اقتراب بداية الفصل الدراسي الثاني، ومدى خطورة حضور الأطفال والتلاميذ بالفصول فى ظل هذا الانتشار الجديد لهذا الفيروس ، خاصة بعد إعلان أول حالة وفاة لطفلة بفيروس كورونا فى مصر التي تم إعلانها مطلع يناير الماضي، بمدينة دمنهور فى محافظة البحيرة، حيث توفيت الطفلة التى تبلغ من العمر 16 شهرا متأثرة بإصابتها بالفيروس.
فى البداية تقول »سها حسين« لاحظت أن ابنى البالغ من العمر عاما وثلاثة أشهر أصبح غير منتظم فى الرضاعة فكانت رغبته بالرضاعة شبه منعدمة وكان يقوم بحركات غير طبيعية وكأن شيئا غريبا يحدث، وكنت عاجزة عن فهم ما يجري لرضيعى، وعندما تكرر الأمر ذهبت به للطبيب الذى طلب منى إجراء بعض التحاليل التى أثبتت إصابة صغيري بفيروس كورونا وفقده حاستى الشم والتذوق على الرغم من عدم ظهور اى أعراض واضحة تدل على إصابته بالفيروس، وقد أوضح الطبيب أن الاضطرابات التي يتعرض لها فى أثناء الرضاعة بسبب فقدانه حاسة التذوق حيث يتعرض الطفل لصدمة كونه لا يشعر بطعم اللبن، وقد اتبعت تعليمات الطبيب والتزمت بالبرنامج العلاجى إلى أن منّ الله عليه بالشفاء.
أما هدى إبراهيم - موظفة - فتقول إن ابنتي نسمة عمرها 10 سنوات أصيبت بدور برد شديد، صاحبته سخونة، وصداع مستمر، وهمدان، واسهال كما فقدت حاستى الشم والتذوق فذهبت بها للمستشفى، وعلى الفور تم إجراء مسحة لها فكانت نتيجتها إيجابية وطلب منى الطبيب عزلها بالمنزل واتباع البروتوكول العلاجى الذى حدده لنا واتبعت التعليمات حرفيا حفاظا على ابنتى وباقى أفراد أسرتي إلى أن تعافت من الفيروس ولكن الأمر ترك أثراً نفسياً عليها.
أعراض متشابهة
وحول أعراض إصابة الأطفال بفيروس كورونا، يقول الدكتور محمد شبيب - استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة - إن الصغار والبالغين يصابون بأعراض متشابهة في حال التعرض لعدوى فيروس كورونا وهي ارتفاع درجة الحرارة ، احتقان، وألم البطن، والإسهال أو القىء، والسعال، والصداع، التهاب الحلق، آلام العظام، ضعف الشهية، فقدان حاسة الشم والتذوق، وصعوبة في التنفس أو ضيق تنفس، ونزلات شعبية، ونزلات معوية، ويشير إلى أن الأطفال قد لا يتأثرون بشدة بالفيروس لأن هناك فيروسات تنتشر في فصل الشتاء منها الإنفلونزا والروتا وغيرهما، وكثرة إصابة الأطفال بنزلات البرد تجعل أجهزتهم المناعية مهيأة لتزويدهم بالحماية من الفيروسات التاجية ومنها كوفيد 19، كما أن أجهزة المناعة لدى الأطفال تتفاعل مع كوفيد ـ 19 بشكل مختلف عن أجهزة المناعة لدى للبالغين، وينبه د. شبيب إلى أن الأطفال الأصغر من سنة أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بأعراض أشد مقارنة بالأطفال الأكبر سنا.
ينبه د. شبيب إلى خطورة حمل الأطفال الفيروس دون ظهور أعراض، وأطلق عليهم « القنبلة المؤقوتة » نظرا لاحتمال انتشار العدوي عن طريق الاختلاط بهم دون التزام بالإجراءات الاحترازية خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والمرأة الحامل، ويوضح أن تحور فيروس كورونا المستجد ( إخفاء جزء من الجينات ) خلال الموجة الثانية أدى إلى سرعة انتشاره سواء بين الصغار أو الكبار خصوصا في وجود الاطفال في أماكن تجمعات مثل المدارس والحضانات.
وحذر من أن الاطفال قد يكونون العامل الأسرع لنقل العدوى بسبب عدم اتباعهم الإجراءات السليمة نتيجة صغر سنهم والمتمثلة فى التباعد وغسل الايدي ولبس واقى الوجه المعروف بالـ«فيس شيلد» وغيرها.
ويناشد د. شبيب الأمهات فى حالة عودة أطفالهن إلى الدراسة فى التيرم الثاني. تطبيق الإجراءات الاحترازية بكل صرامة وجدية مع أولادهن، وتلك الاجراءات عبارة عن غسل الأيدي باستمرار في المنزل، واستخدام الكحول خارج المنزل ولبس الكمامة أو الفيس شيلد، لأن خطر انتقال الإصابة بالفيروس من الشخص المصاب الي السليم يقل في حالة ارتداء كليهما (السليم والمصاب) الكمامة، بالإضافة إلى عدم خروج الطفل إلا للضرورة القصوى وعدم الوجود في أماكن مغلقة، وحذر الدكتور شبيب من الاستخدام المفرط لأدوية المناعة للأطفال.
بروتوكول علاجي
أما الدكتور علاء المسلمي أستاذ طب الأطفال فيرى أنه فى حالة إصابة الصغار بالفيروس يتم إخضاعهم لبروتوكول علاجي متشابه مع نظيره للبالغين مع اختلافات بسيطة على حسب شدة الأعراض التي تظهر على الطفل.
ففي الحالات البسيطة من الإصابة يتم إعطاء مسكن وخافض للحرارة (باراسيتامول) والحالات المتوسطة خافض للحرارة، مسكن أيضا، ومضاد حيوي الى حين ظهور نتائج التحاليل أو الأشعة، فإن ثبت من خلالها وجود عدوى بكتيرية، فيتم إعطاء مضاد للفيروسات، ومضادات للتجلط ، أما في حالة إصابته بأعراض شديدة فنلجأ فورا إلى حجز الطفل بأحد مستشفيات العزل.
ويشير أستاذ طب الأطفال إلى أن هناك نوعين من الاصابة بالفيروس، نوع يكون حاملا للفيروس والنوع الثاني يكون مصابا بالفعل بالفيروس، والنوع الأول يكون الطفل طبيعيا ولا تظهر عليه أي أعراض ولكنه ينقل الفيروس لمن حوله لذلك كان من الأفضل غلق المدارس والحضانات والجامعات فترة طويلة تجنبا لانتشار الفيروس لهذه الدرجة، أما النوع الثاني فتظهر عليه الأعراض المتعارف عليها. ويطمئن د. المسلمى الأمهات بأن أكثر الحالات يتم عزلها في المنزل ويتم شفاؤهم بسرعة دون الاحتياج للمستشفى.
عزل منزلي
من ناحيته ينصح الدكتور مصطفى الشريف - طبيب أمراض باطنة في أحد مستشفيات العزل - بأن يتم عزل الطفل المصاب داخل المستشفى، أو اللجوء إلى العزل المنزلى ولكن بطريقة صحيحة وعلمية، مفضلا العزل المنزلي عن العزل بالمستشفى بسبب صعوبة التعامل مع الطفل داخل العزل في المستشفى لصغر سنه مع الحفاظ على حالته النفسية.
بينما حذر الدكتور هاني الناظر استشاري الأمراض الجلدية رئيس المركز القومي للبحوث سابقا، من الإفراط في استخدام الكحول والكلور للوقاية من فيروس كورونا لخطورتهما على الأطفال والكبار لتسببهما في التهابات جلدية. وأكد أن الكلور مخصص لتعقيم أرضيات الحمام والمستشفيات والعيادات وفي حالة وجود مصاب بالفيروس في المنزل فقط ، مشيرا الى أن استخدام الماء والصابون كاف تماما للتطهير والحماية من فيروس كورونا.
وأضاف أنه لاحظ على مصابي فيروس كورونا اعراضا مثل تساقط الشعر أو ظهور ورم في العين وبعض الأمراض الجلدية التي تظهر في حال تعرض الإنسان لأمراض بكتيرية أو فيروسية منها طفح جلدي مثل الجديري المائي أو بقع جلدية وغيرها من الأمراض التي بدأت تظهر في بداية الموجة الثانية لذلك يؤكد ضرورة تعرض الطفل لأشعة الشمس وتناول الغذاء الصحي وارتداء الكمامة وعدم الخروج من المنزل، موجها النصح للأمهات بضرورة التعامل بجدية مع الفيروس واتخاذ كل الإجراءات الوقائية للحماية منه.
وقال إن الكمامة تعد خط الدفاع الأول، مع التهوية الجيدة للمنزل لأن كورونا مثل الفيروسات الموسمية ينشط في فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة ويقل نشاطه خلال فصل الصيف.
على الطريق الصحيح
ويقول الدكتور عصام القاضي وكيل لجنة الصحة في مجلس النواب ان الدولة تسير على الطريق الصحيح في مواجهة فيروس كورونا من توفير مستشفيات مجهزة وعنايه مركزة وعلاج ومستحضرات طبية واطباء ذوي كفاءة عالية، منوها بتجربته الشخصية مع الإصابة بالفيروس، حيث كانت إصابته شديدة الخطورة وعلى الفور تم نقله الى أحد مستشفيات العزل وبدأ فى تلقي العلاج داخل عناية مركزة بمستشفى حكوميه. ويوضح أن انتشار الفيروس لهذا الحد جاء بسبب عدم التزام كثير من المواطنين بالإجراءات الاحترازية او عدم استكمالها على أكمل وجه، وقال د. القاضى إن الدور الأكبر يقع على عاتق الأمهات اللاتي يكن مسئولات عن صحة الاسرة بالكامل، حيث نصحهن بأن يحرصن على تهوية المنزل جيدا، والحرص على ارتداء القناع الواقي للوجه »فيس شيلد« وعدم ارتداء الطفل الكمامة لأنها تعد مناسبة للأطفال الذين يقل عمرهم عن 12سنة وتعد خطيرة لمن هم أصغر من 6سنوات.
رابط دائم: