بات المطلوب الآن ونحن بصدد صياغة أسس تنمية شاملة لمجتمعنا استنفار كل الجهود وترشيدها لتكون بمثابة بروتوكول علاجي يعمل على لملمة شتات الخصال الحميدة من خلال مبادئ قيمية حاكمة ومعايير ضابطة تكون ركيزة لمفهوم «الشخص الملتزم»، والذي يُعتبر جسراً رابطاً بين المبادئ والغايات، وحريصاً على الوفاء بما قطعه على نفسه من التزامات ووعود، وهو إنسان عفيف وصادق يفطن إلى أوجاع أمته انطلاقاً من مفهوم الواجب، ويكون بمثابة روح الأمة والناس، قادرا على أن يحيا حياةً على مستوى المسئولية أمام الله وأمام الناس وأمام ضميره، فهو لا يلتزم بالعمل فحسب بل أيضاً بنوعية ممتازة في انجازاته، وبالتالي فهو يراقب نفسه، ولا يحتاج إلى رقيب عليه يتملكه شعورٌ باحتقار نفسه، حينما يبدر منه ما هو خارج عن نطاق الصالح من الأعمال، ويُمثل روح العقل المنضبط الذي يُمسك بجوهر الحس الأخلاقي والخيري، وبالتالي يكون دائماً قدوة لغيره ولأبنائه، فيتعلمون منه أبجديات الجدية وعلو الهمة، لا يقول إلا الحق، ولا يتصرف إلا به، عبر تدفق أخلاقيات تأتي من أعماق ضمير يقظ.
أيضا هو حريص على وقته باعتباره جزءا من حياته، ولا يسمح لنفسه بأن يضيع وقته في توافه الأمور.. إن السلوكٌ الشريف يُكسب صاحبه المبادئ السامية لبناء الذات، والتي تُجسد عمق التفكير والفهم والوعي كجزءٍ أصيل من طباعه بدوافع داخلية ليكون النموذج المثالي كأرضية يتم عليها البناء مستقبلاً، فلا سبيل للدخول إلى جوهر التنمية المستدامة دون أن يكون الإنسان ضلعاً لا غِنى عنه لبلوغها، وعندئذٍ تُصبح فعلاً صحيحاً كنقطة ضوء تُنير سُبل الخروج من الأزمات والصِعاب.
عبدالحى الحلاوى
رابط دائم: