رفاهية الاختيار

يبدو أن كلمتى (إلزامى) و (إجبارى) باتتا تثيران حفيظة الكثيرين، وتحركان فى نفوسهم بواعث الغضب والضيق فقد اندلعت فى استراليا مظاهرات تعرف بـــ (مسيرة الملايين) ضد التطعيم (الإلزامى) الخاص بفيروس كورونا أو ما يطلقون عليه (الإكراه الطبى) معتبرين – أى المتظاهرين – أن ما يقومون به، هو معركة بين (الخير والشر) !! وتعليقا على ذلك أقول إن استراليا ليست وحدها التى شهدت مثل هذه الإضطرابات ولنفس السبب أيضا فقد سبقتها دول أخرى كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وأرى أن كلا الجانبين - الحكومة والمتظاهرين - قد جانبه الصواب فى هذا الشأن، إذ كان يجب على الحكومة طمأنة مواطنيها بخصوص فاعلية اللقاحات، وانتفاء الآثار الجانبية الخطيرة، وإطلاق حملات التطعيم على نحو غير إلزامى، مثلما حدث في دول أخرى مثل مصر.. أما المتظاهرون، فقد كان عليهم أن يدركوا أنه فى زمن الوباء، فإن الشعوب لا تملك رفاهية الاختيار، أو صكوك الحرية، فيما يتعلق  بالأخذ بأسباب الوقاية والتعافى والنجاة، وأن  الأمر حتمى ووجوبى لضمان سلامة المجتمعات.

أحمد أنور أشرف