منذ نحو 120 عاما، ولد الرئيس الراحل محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد زوال حكم الأسرة العلوية، الذى استمر نحو 150 عاما «1805 -1953»، وذلك بقيام ثورة 23 يوليو 1952، وكان مولده فى فبراير عام 1901، ولم يحدد يوم ميلاده بالضبط كما جاء فى مذكراته، هل هو يوم 19 أم يوم 20 من الشهر، وقد ولد بالسودان، وهو سليل أسرة استهوتها الحياة العسكرية أباً عن جد، وكان والده من ضباط الحامية المصرية هناك حيث كانت نشأة الرئيس وأشقائه، والتحاقهم بالمدارس بالسودان وكان بين أخوته «على» الذى يصغره بعام، ثم التحق الاثنان بالمدرسة الحربية، وتخرجاً معا، «محمد ضابط بسلاح المشاة، وعلى بسلاح الفرسان»، وخدم الاثنان بالسودان.
وفيما يتعلق بالبطولات والوطنية نجد أن محمد نجيب أبلى بلاء ًحسناً فى حرب فلسطين، وحصل فيها على أرفع الأوسمة، وأصيب أكثر من مرة، وبعيداً عن ويلات الحرب كان هو القائد الذى تحدى إرادة الملك «ملك مصر والسودان» فى انتخابات نادى الضباط، ومعه مجموعة من الضباط الشباب الأحرار، الذين عندما عرضوا عليه تولى قيادتهم ضد النظام القائم، قبل عن طيب خاطر برغم ما فى ذلك من مخاطر جسيمة بالغة إذا ما انكشف الأمر وأحبطت الثورة، خاصة بالنسبة له بحكم أنه قائدها وكان قبوله بدافع من حسه الوطنى الذى لازمه طوال حياته منذ كان ضابطاً شاباً، فى حين رفض غيره تولى مسئولية القيادة.
أما عن الجانب العلمى والثقافى فى حياته، فهو الضابط المثقف الحاصل على العديد من الشهادات الجامعية منها ليسانس الحقوق، ودبلومات فى الدراسات العليا، وكذا ماجستير العلوم العسكرية.. الخ، علاوة على إتقانه أكثر من لغة أجنبية.
وعن الجانب الدرامى المأساوى فى حياته، فقد تم القبض عليه واعتقاله وتحديد إقامته لأكثر من عقدين من الزمان ـ منذ عام 1954 حتى عام 1974، عندما أفرج عنه وفك أسره من المعتقل الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام بعد خوض معركة أكتوبر المجيدة. وكانت وفاة الرئيس محمد نجيب بعد ذلك بنحو عشر سنوات فى 28 أغسطس 1984.
وعن حقه رحمه الله فى شرف التكريم والإجلال، فقد بدأ فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، بإطلاق اسمه على أحد ميادين منطقة سيدى بشر وعلى أحد شوارعها برمل الإسكندرية، ثم على إحدى محطات مترو الأنفاق ثم جاء التكريم الأكبر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما أطلق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية فى إفريقيا والشرق الأوسط، وتقع فى غرب الإسكندرية على مساحة حوالى 18 ألف فدان، وذلك تقديرا لبطولاته ووطنيته، ووفاء وعرفاناً بما قدم، وأيضا إنصافاً وتعويضاً عما لاقاه وتعرض له هو وأسرته، كما أطلق اسمه على أحد المحاور فى مدينة القاهرة الجديدة، وأحد شوارع وسط القاهرة، وهناك غير هذا وذاك. ويا حبذا لو تناول الفن السابع قصته، ويا لها من قصة !! .
جلال إبراهيم عبدالهادى
مصر الجديدة
رابط دائم: