رغم النجاح التاريخى الذى حققته الأحزاب العربية فى انتخابات الكنيست الماضية، فإنها فشلت فى الحفاظ على وحدتها ضمن قائمة واحدة لخوض انتخابات مارس المقبل، وهو ما يشير إلى تضاؤل فرصها فى تحقيق مكاسب بالكنيست القادم. فقد حققت القائمة العربية المشتركة، التى ضمت 4أحزاب هي: (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطنى الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة/ الحركة الإسلامية الجنوبية والقائمة العربية للتغيير)، 15مقعدا بانتخابات الكنيست مارس الماضي، ما جعلها ثالث أكبر كتلة بالمجلس السابق.
لكنه، وعلى خلاف الانتخابات الماضية، تدخل الأحزاب العربية انتخابات مارس المقبل بقائمتين، تضم الأولى (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطنى الديمقراطي، والقائمة العربية للتغيير)، فيما تشكل (القائمة العربية الموحدة) القائمة الثانية وحدها. وجاء فشل الأحزاب العربية فى خوض الانتخابات على قائمة واحدة، نتيجة للخلافات التى دبت بينها مع إعلان منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، الامتناع عن التصويت لحل الكنيست ديسمبر الماضي، وهو ما تم تفسيره علىأنه بمثابة رسالة دعم لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو. وجاء موقف عباس كخروج عن الموقف الموحد لأحزاب القائمة العربية المشتركة، فى الوقت الذى انتقد فيه عدم قدرتها على استغلال نفوذها البرلمانى للتعاون مع الأحزاب اليمينية بالكنيست، من أجل دعم قضايا ومطالب المجتمع العربى فى إسرائيل. ومع الانقسام المتنامى بين الأحزاب العربية، جاءت رسائل نيتانياهو إلىالناخبين من العرب، فى محاولة لاستمالة أصواتهم وتعزيز فرص «الليكود» فى الفوز بالانتخابات وتشكيل الحكومة المقبلة، حيث أعلن نيتانياهو مطلع فبراير الحالى، ترشيح نائل زعبى على قائمة «الليكود» لانتخابات الكنيست، وهو أول عربى مسلم ينال ترشيح الحزب، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وقال نيتانياهو إن «الإسرائيليين العرب، سئموا تضييع أصواتهم على أحزاب تبقى فى المعارضة»، مضيفا أن «الليكود وحده يمكنه ضمان أصواتهم». كما وعد نيتانياهو أن يمنح زعبى منصبا وزاريا فى الحكومة المقبلة حال فوز «الليكود» بانتخابات مارس. وقال «سأقوم بتعيين نائل الزعبى وزيرا لتطوير المجتمع العربى بحكومتي». ووفقا للمشهد الحالي، فإن أغلب استطلاعات الرأى فى إسرائيل تشير إلى تضاؤل فرص الأحزاب العربية بشكل كبير فى الانتخابات المقبلة، فى ظل توقعات بأن تحصد القائمة الأولى من 7إلى 9مقاعد، فيما قد تفوز القائمة الثانية بمقعدين أو عدم تجاوزها نسبة الحسم.
رابط دائم: