حين تصحو باكرا لتمارس عاداتك الصباحية
وتسرح فى الضغط النفسى، وهموم العائلة
وجدول مهامك اليومى
والأنطولوجيا، والإبداع الفوتوغرافي
وحضارات المدن
وانتحار الوطن فى التاريخ
وطرائف الطفولة فى القرية
وذكرياتك فى مواسم الحصاد ورائحة الخبز
لا تنس أن تختتم بتذكر الميمات الإغريقية لمفهوم الحب
وأنت تتغذى على الموسيقى
تزامناً مع اشتعالى بك
لا تنس حساب الأرباح والخسائر فى نهاية هذه الفترة القصيرة
لتخبرني:
كم يوما عشت فى الجنة.
كم يوما سرقك منى انعزالك.
كم عدد الرصاصات التى أصابتنى منك بالخطأ.
كم جنيت من هامش الربح فى نهاية الحكاية.
أكثر ما يضحكنى أنك تتوهج وتنطفئ
وكأن الحب عندك يعيش بذاكرة سمكة
وكأننى محطة لعابر اعتاد على عبور مدن الفوضي
لم يعلم أنه يحيا الموت بداخلي
فى صورة تفاصيل بشعة
تقول: أنا بخير حين تكونين بخير.
أنا لست بخير الآن
هل أنت بخير ؟!
حاولت إخفاء أمرى ولكن
الشعر لا يكذب أبدا ياصديقي
الشعر يفضح الشعراء أكثر مما تتخيل
تقرؤنا الأعين أكثر مما نقرأ أنفسنا
لنجد أسرارنا فى الكتب وصفحات الجرائد
ومنشورات الفيس بوك
وشرائط الأخبار العاجلة
ونحن آخر مَن يعلم
البعد له رائحة كريهة
كلانا يشمئز منها
والأكثر دهشة اننا نداوم على استنشاقها
احذر
المشاعر تئن من أكل السوس فيها
فى القريب سيتغذى علينا رويدا
نحن فى البداية ونمضى عكس عقارب الساعة
نبنى فى الهرم المقلوب لنصل إلى الصفر
ولا أحد منا فى الغرفة المجاورة الآن.
ليس هناك سوي:
ملابسنا البدائية
فوضى الفراش والنمارق المتناثرة
الفناجين الفارغة
الفحم ورماد المدفأة
صوت نجيب الريحانى الذى عشنا معه الماضي
وانطلقنا منه لرحلاتنا الفضائية
حيث وضعت هناك خطة للطوارئ
لثبات
درجة
الحرارة
لكننى لم أحبذ انخفاضها إطلاقاً
الحبُ بالمجان
لكنه أغلى من المكافآت المالية
والتحف الأثرية
لأنه يحتاج وقتا ليطيب على مهل
واختبارات متكررة
وفرصا نادرة
ومغامرات فى الوقت الضائع
وحروبا مع الموج
أنا أمتلك الشراسة والجنون والشعر والمخاطرة
وسحر يوسف، وصبر أيوب
ووووووووووو ( يافرحة ما تمت ...... )
أنت لا تتسلح بغير الصمت
ولا مانع عندك من فتح ذراعيك للخسارة
مثلما فعل «هيدجر مع أرندت»
ما أصعب نهاية النص حين تكون مفتوحة
فأنت لم تخبرنى فى حضنك الأخير
أنك لم تعد تقول:
صباح
الخير
يا حبيبتى.
رابط دائم: