رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عين القاهرة

بريد;

«ياللهول.. هذه إهانة لتراثنا القومي وبقعة سوداء تلوث وجه مدينتنا الجميلة العريقة»! لا تسرع في الاستنتاج، فقد كانت هذه الكلمات بل والصرخات الاحتجاجية تملأ صفحات وشاشات تليفزيون فرنسا حين قررت أن تطور متحف اللوفر العتيد، إذ أعلنت عن مسابقة فاز بها مهندس من «الهند الصينية»، وكان مشروعه يضم إنشاء ثلاثة أهرامات في فناء اللوفر، وتصاعدت الأصوات والأقلام المحتجة على مدى سنوات، وافتتح «اللوفر الجديد» وانبهرنا بهذا «التناقض الجميل» الذي أصبح مزارا لمئات الآلاف يوميا. 

وتكررت صيحات الاحتجاج حين فكر فرانسوا ميتران الرئيس الفرنسي الأسبق في إقامة قوس نصر حديث في ضاحية «لادفنس»، وأقيم القوس بالرغم من الصيحات العالية صرحا مهيبا جميلا، ومزارا عالميا خير تعبير عن تطور الإنشاء الهندسي علي مدي الأعوام المائتين الماضية.. طبعا هذه الضجة المعارضة لا تصل إلي ما أثير يوم بدأ إيفل في انشاء هذا (العملاق المعدني القبيح كما وصف يومها)، فقدم لنا وللفن الإنشائي وللحضارة برج إيفل الذي أصبح رمزا لباريس، ولو كان قد قدر  الاستجابة لهذه الاصوات التي أسرعت في الرفض لحرمت الحضارة والتاريخ والجمال من إضافات لا تعوض. 

تذكرت هذا مع عودتى إلي مصر الجديدة بعد غياب أربعة أشهر، وكنت قد تركتها والأوناش وآلات الحفر تقلب أحشاء شوارعها، و شهدت وقرأت أيامها سيلا من المقالات المحتجة.. كالعادة «التراث ـ الجمال ـ الأشجار»، ويوم عودتى كانت المفاجأة السعيدة...مرورا انسيابيا ولا الأحلام..  تشجيرا جميلا.. الإستفادة من أسفل الكباري بالمحال والمقاهى الصغيرة الجميلة وأماكن انتظار و«كبارى» علوية بمصاعد، وفي طريقي للعمل اتخذت طريق صلاح سالم، وكنت أسميه «طريق العبر والمواعظ، فأنت محاط بالمقابر التى تكاد تلامس كتفيك، وفي شارع كان آخر كوبري معدني أنشئ فيه منذ خمسين عاما، ولم نسمع أو نقرأ احتجاجا إلا يوم أن بدأت الدولة في توسيعه، وإنشاء جداريات هي تحفة جمالية، ولعل بعضنا يذكر سجالات الاعتراض عند انشاء كوبري ونفق الأزهر، و تخيل ما كان سيحدث للمرور لو استمعت الدولة لهذه الصيحات!

وأحدث الاحتجاجات والاعتراضات هى التى تواكب فكره إنشاء «عين القاهرة».. وهى عجلة دوارة عملاقة مضيئة تتيح لراكبها التمتع بأجمل منظر بالقاهرة والنيل في أوسع وأبهج إطلالة.. العجلة موجودة في دول كثيرة، وتزين حدائق «التويلرى» بباريس، وعواصم كبرى أخرى، والمشروع المصري  مهيأ بجراج سفلي يسع٥٠٠سياره لمنع تكدس المرور،  والموقع سوف يزدان بالحدائق والبوتيكات الصغيره والمقاهى، فأين الضرر بالنسبة للمرور أو التنسيق الحضاري؟.. ليتنا نعتبر بماضي الإسراع  فى الاحتجاجات  ببلادنا وفي الخارج.. فلو تمت الاستجابة لها لحرمت الحضارة والجمال من الكثير مما يزينها اليوم. 

د. خليل مصطفي الديوانى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق