الكُتاب مخلوقات مبدعة، مرهفة الحس، ومزاجية إلى حد كبير، ولهم سمات شخصية قد تجعل من يتعامل معهم وكأنه يسير على وتر مشدود..تلك إحدى الصور النمطية الغالبة على توقعات معظم الناس وفهمهم لشخصيات الكُتاب . وهذا دفع بإصدار بعض الكتب التى تتناول موضوع الحب وتعقيداته فى حياة الكُتاب، وكيف سيكون الحال إذا ما وقعت فى حب واحد منهم، وكيف يمكنك التواصل معهم.
يحذر محمد عدنان كل امرأة وينهيها عن الوقوع فى حب أى كاتب. فى كتابه «لا تعشقى كاتبا أبدا»، الصادر عن دريم بوك. يأخذنا فى جولة بحياة الكُتاب والشخصيات العالمية لنرى ماذا فعل الحب بحياتهم وكيف تشكلت نظرتهم للمرأة وللحب مثل بلزاك، ودوستويفسكي، وتولستوى، وكافكا، وفيرناندو بيسوا، وهنرى ميلر، وتشيزارى بافيزي، وآرثر ميلر، وجوزيه سارماغو، وفلاديمير نابكوف، وغابرييل جارسيا ماركيز، وسكوت فيتزجيرالد، لنستكشف كيف أشقاهم الحب وألهمهم، وكيف عانت كل امرأة ممن وقعت فى حبهم أحيانا كثيرة بسبب طبيعتهم.
فى البداية يحذر أى امرأة : « لو وقعت يوما فى حب كاتب، لن أعدك بأن الأمر سيكون سهلا لأن الكتاب سيكونون مجانين أحيانا. فما الممتع فى الحب إن لم تقفز من حافة التعقل؟ إذا ما كنت تحبين كاتبا ما، سيحملك مثل الوميض الذى يتألق فى عينيه، إذا ما وقع كاتب فى حبك لن تموتى أبد، فإنك تصبحين خالدة للأبد، ستحيين للأبد فى أعماله. وتسكنين للأبد فى قلبه».
ويسرد بعض الصفات التى يتميز بها الكُتاب والتى تؤثر على علاقاتهم العاطفية. فهم ينتبهون للتفاصيل، ويتذكرون الأشياء الكبيرة والصغيرة وتلك التى لم تحدث أصلا، ويتعلمون حب العيوب، كما يتعلمون من خلال التجربة ويعيشون بلا ندم، مؤكدا ستظلين فى رأس الكاتب وقصصه حتى عندما تكونين قد غادرت منذ زمن طويل.
ثم يأتى محمد الضبع ليدعو إلى مواعدة من تحب الكتابة. فى كتابه البديع المترجم «اخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة»، الصادر عن دار كلمات، ويتضمن مقالات أدبية مترجمة يستهلها بتعريف الحب من واقع رسائل أشهر العشاق بالتاريخ، وسر القبلة وتاريخها، حب الكتب وعشق القراءة والكتابة فى حياة الكتاب والأدباء العالميين، ورسائل الانفصال والوداع بين المحبين ولماذا لا يمكنك الحفاظ على شخص يريد المغادرة، فنحن لا نمتلك شركاءنا، هم أحرار لهم حرية الحب وحرية الرحيل. فهم ليسوا بعضا من ممتلكاتنا.
المقال الذى يحمل اسمه عنوان الكتاب يسرد أسباب تبدو منطقية ومشجعة لمواعدة فتاة تحب الكتابة، هى فتاة «لم يسبق لك أن رأيتها فى ملابس نظيفة تماما، بسبب قهوتها التى تحملها معها دائما، وبسبب بقع حبر قلمها. ولديها مشاكل دائمة فى ترتيب غرفتها، ستضحك بشدة حين تخبرك أن ملابسها مبعثرة حول أغلفة الكتب، لتعتذر منك وتخبرك أنها تحتاج وقتا أطول لتنزل إليك. . ظهرها متقوّس باتجاه مفكرتها الصغيرة، أصابعها ملطخة أحيانا بالحبر الذى سيسافر إلى يدك عندما تتشابك مع يدها».
ولكن تحسبا لما قد يحدث، يقدم لك كتاب «إذا وقعت فى حب كاتبة» الذى ترجمته أماليا داود وصدر عن دار الخان الكويتية، نصائح لفهم وحب كاتبة. أولى تلك النصائح أن عليك أن تتفهم أن الكاتبة شغوفة بالكتابة اليومية، ولديها أيضا قوة ملاحظة. هى أيضا عنيدة لا تستمع للنقاد، وبدلا من ذلك، تستمع إلى صوتها الداخلى الذى يشجعها على متابعة شغفها، والكاتبة تداوم على القراءة لأنها جزء من الحياة بالنسبة لها كما الكتابة، هى أيضا تقدر الرفض وتعتبره تجربة ودرسا عليها تعلمه، لذا تتعلم كيف يمكنها استخدام الرفض كفرصة للنمو والتحسن والازدهار.
عليك أن تدرك أيضا أن الإلهام قد يأتيها فى أى وقت، لذا عليك تقبل فكرة حاجتها الدائمة لتدوين الملاحظات، حيث يظل الهوس بالكتابة له الأولوية على ما تعتبره عاديا. تقع الأعمال المنزلية بالتأكيد فى هذه الفئة. فالكتابة لها الأولوية على الغسيل والأطباق. فالحاجة إلى الكتابة لن تتغير. لذا يمكنها الكتابة فى أى ساعة. إلا أنها تكتب بشكل أفضل فى أوقات معينة من اليوم. لا تضع خططا اجتماعية لها خلال الوقت الذى عادة ما تكتب فيه.
وختاما، سواء أحببت كاتبا أو كاتبة أو حتى من يمتهن أى مهنة آخرى فلن يتغير من تحب. على العكس من ذلك، فقد يلهمهم الحب ويصابون بالإدمان على الإبداع فى مهنتهم.
رابط دائم: