رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

زكريا الزينى .. مزيج من البهجة «الشعبية» والأقنعة الكاشفة

كتبت ــ نجوى العشرى

يعود الفنان التشكيلى الكبير زكريا الزينى بسيرته ومسيرته الإبداعية لتقديم ذاته وفنه إلى الأجيال الجديدة، وذلك من خلال تصدر جانب من أعمال الفنان الراحل جناحا خاصا من قاعة «ضى» الفنية.

الزينى من مواليد حى السيدة زينب العريق فى عام 1932،تأثرت اتجاهاته الفنية بنشأته الشعبية. فقد قضى طفولته يتابع مولد السيدة زينب، ويشاهد الزار، ويخرج فى موكب محمل كسوة الكعبة المشرفة، ويحتفل بباقى العادات والمراسم المتعارف عليها مع أطفال الحى. هناك فى تلك الأجواء الشعبية تكونت شخصيته وتركت تلك العادات والاحتفالات الشعبية أثرها العظيم فى أعماقه، وعندما التحق بكلية الفنون الجميلة، لم يكن عجيبا أن يتناول مشروع تخرجه فى عام 1960 مولد السيدة زينب. ولتكن تلك بداية مرحلة رئيسية فى مسيرته، يصور خلالها الحياة الشعبية بالقاهرة الفاطمية، ومريدى أهل البيت، متأثرا بشتى الاحتفالات والموالد. وعندما درس التصوير والرسم الملون فى إيطاليا عام 1964، انبهر بمعمار فينيسيا، التى تحاصر مبانيها المياه من كل اتجاه.ولكن رغم انبهاره بالعمارة الإيطالية، فإنه ظل على عشقه لسحر الشرق والحياة الشعبية فى حارات القاهرة الفاطمية.

وبعد أن حصل الزينى على دبلوم أكاديمية الفنون بإيطاليا عام 1966، متخصصا فى قسم التصوير الجدارى، عاد إلى مصر ليعمل أستاذاً ثم رئيس قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان. وواصل إبداعاته الفنية حتى بعد أن ترأس قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالمنيا.

والمتابع لمراحل إبداعه، يجد أن الفنان الراحل يتنقل من مرحلة تصوير الاحتفالات الشعبية بالموالد والزار وغيرها، إلى التركيز على «موديل العروسة» فى السبعينيات. ثم اعترض من خلال آعماله مع أخطر مشكلة بيئية واجهتها القاهرة فى الثمانينيات، وهى ظاهرة غزو القمامة الشوارع والطرقات فى ذلك الوقت.

فى مرحلة لاحقة، اهتم فى إبداعاته بتوابيت النساء المتحجرات فى الفن القبطى، وكان يستلهم تصاويره من وجوه شخوص هؤلاء النساء. بعد ذلك وردت مرحلة، اهتم فيها بإبداع لوحات تصور الزهور بلمسة رومانسية وشاعرية ذات جمال وإشراق ينبع من ذاته المنفعلة بهذا الجمال، فكان يحول لوحاته إلى إبداعات تنطق بفلسفته فى الحياة. أما آخر مراحله الفنية فهى تلك التى يصور فيها الأقنعة التى كانت تبدو كمظلات يحملها شخوص لوحاته، ولم يكن من الضرورى أن تختلف كثيراً عن وجوههم الأصلية، لكنها كانت تكتسب أشكالاً هندسية وزخرفية لها معنى يفهمه المتلقى وفقا لرؤيته الخاصة دون توجيه من الفنان، الذى وافته المنية 15 يوليو عام 1993. يستقبل جناح فنون زكريا الزينى فى قاعة «ضى» بالمهندسين جمهوره، حتى 20 فبراير الجارى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق