للوهلة الأولي تبدو سيدة بسيطة في عقدها الخامس، ولا يتصور المرء أنه يمكنها ارتكاب حتي مخالفة صف سيارة، ولكن يبدو أن المظاهر كانت ومازالت « خادعة». فسيلفيا ميراز مورينو، سيدة مكسيكية في العقد الخامس، لم تتفرغ كمثيلاتها لتولي شئون منزلها أو الاستمتاع بآخر سنوات الوظيفة قبل بلوغ سن المعاش. ولكنها عوضا عن ذلك كله، تزعمت فرقة دينية متطرفة ارتكبت عدة جرائم قتل.
ففي سبيل تكريس زعامتها، قادت سيلفيا فرقتها إلي قتل ثلاثة أشخاص كقربان لما يعرف بالقديسة موريتي، وهي قديسة غير معترف بها من جانب الكنيسة الكاثوليكية، ولكنها ذائعة الشهرة في مكسيكو سيتي، حيث تنتشر مزاراتها في مواقع عديدة. ويعتقد أن «موريتي» هي قديسة الموت التي توفر الحماية والرعاية للقتلة و عصابات الاتجار في المخدرات. ورغم وقوف المؤسسة الدينية الرسمية ضد هذه الروايات ونفيها نفيا قاطعا، إلا أن أسطورة موريتي تتعاظم وتكتسب أتباعا جددا كل يوم. وتكشف وسائل الإعلام عن تكدس المزارات الخاصة بالقديسة المزعومة بعطايا وهدايا الأتباع والتي تتنوع ما بين أنواع السجائر الباهظة أو مبالغ نقدية بسيطة. ولكن عطايا سيلفيا وفريقها كانت الأكثر تكلفة والأكثر إجراما، وكان يمكن أن تمر تلك الجرائم بلا عقاب لولا المصادفة البحتة التي قادت قوات الشرطة المكسيكية لاكتشاف جثث ثلاثة أشخاص تم قتلهم بشكل وحشي وتصفية دمائهم تماما. وبدأت التحقيقات حول مقتل الضحايا الثلاث.. ومنهم اثنان لم تتجاوز أعمارهما العاشرة، ليتضح أن حياتهم كانت ضحية طقوس متطرفة لإرضاء القديسة المزعومة ونيلهم ثروة كانوا يسعون للحصول عليها. أشارت التحقيقات إلي أن سيلفيا وفريقها تعمدوا شق أجساد ضحاياهم وتركهم ينزفون بغزارة وهم علي قيد الحياة، قبل أن يتم جمع الدماء في حاويات، لتقديمها إلي القديسة المزعومة. واستمرت جرائم الفرقة المتطرفة لفترة طويلة منذ عام 2009، وتخللها قتل أحد أبناء الفرقة التي كان يغلب عليها الطابع العائلي. ولكن ذلك الطابع لم يحل أبدا دون التضحية بأعز المقربين من أجل إرضاء القديسة المتوهمة. والأعجب أن قائدة الفرقة لم تتردد في دفن ضحاياها داخل منزلها، وسط يقين تام بأن بركات قديستها ستغمرها، وهو ما لم يحدث، ليتم بدلا من ذلك اعتقالها وسجنها منذ 2012. ورغم المحاولات المستمرة حتي اليوم لإخراج سيلفيا. ولكن في كل مرة يتم تذكير الرأي بجرائمها، يتم إطلاق التحذيرات الحادة لأتباع القديسة المزعومة والمقدر عددهم بحوالي مليوني شخص بتجنب الممارسات التي قد تنتهي بهم نهاية سيلفيا وفريقها.
رابط دائم: