رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وللشرطة مهام إنسانية أخرى

بهاء مباشر

ضاقت الدنيا عليه رغم رحابتها، ولما لا وقد بدأ حلمه يتسرب من بين يديه وهو الآن عاجز لا يستطيع أن يواجه هذا القدر المحتوم وما أصعبه وأقساه حينما لا يجد سبيلا لإنهاء معاناة وآلام صغيره.، ولم يعد يتحمل سماع صرخات رضيعه والتي كانت قبل عشرة أشهر أو يزيد قليلا حلما يشتاق إليه ويتطلع إلي تلك اللحظة التي يصل فيها لدنياه ليملأ أركان عشه الصغير صراخا وضحكا، ويقطع حالة السكون التي تخيم علي بيته ليعرف الفرحة، ومنذ اليوم الأول لوصوله إلي عالمنا ظل صوت ذلك الصغير كنسمات يستمتع بها يوميا كأنشودة عذبة يرنو لها قلبه لتهون عليه مشقة يوم عمل طويل وتكون زادا له لتحمل مهام يوم عمل جديد اخر.

توالت الأيام وتتابعت وبدأ قلقه يتسرب لقلبه عندما ألمحت له شريكة رحلته أن هناك امرا غريبا لدي صغيرهما يوسف فبالرغم من مرور ما يقرب من عشرة أشهر علي ميلاده إلا أن حالته غير طبيعية مثل اقرانه ويبدو عليه في أحيان كثيرة صعوبة في التنفس وصراخ متواصل بشكل غير عادي ، ظنت الأم أن ذلك قد يكون لعدم خبرة لديها فهو الابن الأول ولكن هناك شيئا غريبا ، حاول الزوج التهوين علي زوجته معزيا الأمر لخوف مبالغ فيه ، إلا أنه لاحظ بالفعل ان هناك شيئا غير طبيعي وتحولت الصرخات إلي حالة هستيرية لدي الصغير يوسف بشكل غير محتمل ونظرات وحركات لا إرادية وكأنه يستغيث من آلام.. وناجي طفله متسائلا: ماذا بك يا صغيري؟ 

ويبدأ الأب رحلة طويلة من المعاناة في عيادات الاطفال والمستشفيات ومن طبيب الأطفال إلي طبيب المخ والأعصاب وتخصصات أخري عديدة في رحلة بحث عن سبب لتلك الحالة إلي أن استقر بهم المطاف عند طبيب للقلب نصح بالحاجة إلي تدخل جراحي ضروري لسرعة إنقاذ ما يمكن انقاذة حفاظا علي حياة الصغير.  ولكن كيف لموظف بسيط لا يتجاوز دخله اليومي عدة جنيهات ان يوفر هذا المبلغ الضخم ، وتحولت الصرخات التي كان يشتاق إليها الي كابوس مزعج ومستمر. 

وبعد أن ضاقت به السبل ونفدت منه الحيل ، لم يجد إلا أن يعبر عن معاناته في استغاثة مفتوحة علي الشبكة العنكبوتية لعلها تصادف أحدا من اصحاب القلوب الرحيمة ليرق قلبه لقلب رضيعه ،  وبكلمات بسيطة وغير منمقة وضعها مع رقم هاتفه علي الشبكة العنكبوتيه وانشغل بمعاناة صغيره، مرت الساعات كالدهر وكانت المفاجأة عندما تلقي اتصالا ممن يخبرة بأن قطاع الاعلام والعلاقات بوزارة الداخلية تلقي استغاثته ويطلب منه عنوانه، وخلال وقت ليس بالطويل وصل الي مقر مسكنه بمدينة حوش عيسي بمحافظة البحيرة فريق من وزارة الداخلية ليؤكدوا أنهم تلقوا باهتمام رسالته وتصدر التعليمات بسرعة توفير الرعاية الطبية اللازمة للصغير علي نفقة وزارة الداخلية، حيث أمر بذلك اللواء محمود توفيق وزير الداخلية. ويأتي هذا انطلاقا من إستراتيجية وزارة الداخلية وتنفيدا لمبادرة رئيس الجمهورية «كلنا واحد» ليتم اصطحاب الأسرة الصغيرة إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة ليخضع لفحوص طبية متعددة ودقيقة جدا لتكشف عن وجود انعكاس في الشرايين الرئيسية الخارجة من القلب اضافة الي وجود ثقب بين البطينين والأذينين، وينتهي التشخيص إلي حاجة الصغير يوسف إلي تدخل جراحي دقيق جدا، واقترح أطباء مستشفي الشرطة إجراءها بمركز مجدي يعقوب للقلب بمحافظة اسوان. 

وخلال أيام وانطلاقا من إستراتيجية وزارة الداخلية في جانبها الانساني لرصد الحالات والنداءات الانسانية، اصدرت الوزارة قرارها بسرعة نقل الصغير يوسف لمركز دكتور مجدي يعقوب بأسوان، ومن خلال تجهيزات دقيقة تم نقل الصغير برفقة والدية بإحدى السيارات المجهزة طبيا وبرفقة فريق طبي الي مطار القاهرة ومنه عبر طائرة إلي اسوان وصولا الي مركز الدكتور مجدي يعقوب مع توفير مقر إقامة مناسب بأسوان للأسرة الصغيرة وتقديم جميع التيسيرات المطلوبة إلي أن نجح فريق مركز الدكتور يعقوب في إجراء الجراحة الدقيقة للقلب الصغير، وسط متابعة لحظية من جانب وزارة الداخلية وتعود الأسرة الصغيرة الي مسكنها وتعود معها ابتسامة غابت اشهر وتشق ضحكات الصغير جنبات المكان لتشرق شمس هذا البيت مرة أخرى. 

وبكلمات بسيطة أخري توجه الأب البسيط ابن حوش عيسى بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي وأجهزة وزارة الداخلية، ، مشيرا إلي أنه لم يكن يتصور عندما أحاط به اليأس من كل جانب وعندما ارسل استغاثته عبر الشبكة العنكبوتية أن يتلقي هذه الاستجابة السريعة وتلك الرعاية والمتابعة التي أدخلت الفرحة علي اسرته البسيطة وأعادت فلذة كبده ورجاءه من هذه الدنيا إلي الحياة مرة أخرى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق