مما لاشك فيه أن الأسمدة النباتية أصبحت جزءا مهما من الزراعة الحالية، لأنها تعمل كغذاء سريع للنباتات، مما يجعلها تتطور بسرعة أكبر وكفاءة أعلي، ولا غنى عنها فى الزراعة فى الوقت الحالي، وتنقسم الأسمدة إلى نوعين الأولى «عضوية» وهى الأصح للإنسان والبيئة والأخرى «صناعية»، تم اللجوء إليها للحصول على كمية أكبر من الغذاء، وهى ضارة على الإنسان والبيئة على المدى البعيد، بالإضافة لتكلفتها المرتفعة.
ونظرا للآثار الجانبية التى تنتج عن استخدام الأسمدة الكيماوية «الصناعية»، ومنها تلوث الغلاف الجوى وخصوبة التربة وتلوث المياه الجوفية، مما يتسبب فى آثار ضارة على صحة الإنسان، الأمر الذى دفع فريق بحثى من كلية الزراعة بجامعة القاهرة ومركز البحوث الزراعية برئاسة الدكتور عمرو مصطفي، عميد الكلية واستاذ الكيمياء الحيوية وصاحب الفكرة، إلى تحضير سماد عضوي، سيحدث طفرة فى المجال الزراعي، لما له من العديد من المميزات، أهمها أنه ينتج من خلاله محصول عضوى عالى الجودة والإنتاجية، ويحضر من مصادر طبيعية رخيصة الثمن ويقاوم الإصابة بالحشرات.
فى البداية، يقول الدكتور عمرو مصطفي، أن الأسمدة العضوية «الحيوية» لها دور مفيد فى إنشاء الغلاف الجذرى المناسب لنمو النبات، وتحويل العناصر المهمة تغذويًا من خلال العملية البيولوجية، كتوافر النيتروجين والبوتاسيوم والفوسفور، مما يساعد على تعزيز خصوبة التربة وتحسين تأثيرات المكافحة الحيوية للعزل المضاد، وزيادة معدلات بقاء الكائنات الحية الدقيقة فى التربة.
ويضيف أنه قام بمساعدة فريق البحث بتحضير نوع سماد عضوى ناتج عن تكسير الـ DNA من بعض المصادر الطبيعية رخيصة الثمن وسهلة التحضير، ويتوافر فى هذا السماد كل المميزات للإنسان والبيئة، حيث انه يعطى محصولا عضويا عالى الجودة والإنتاجية، ويزيد الانتاجية أكثر من ٤٠٪، وله تأثير كبير فى خفض نسبة الإصابة الحشرية للنباتات لأقل من 1٪، مع امكانية حصاد المحصول لأكثر من مرة فى الموسم الواحد، لافتا إلى أن هذا البحث استغرق مدة طويلة، لكى يتبلور ويخرج الى النور، حيث استغرق إعداده نحو 15 عاما.
ويشير إلى أن السماد الجديد يتميز ببساطة طريقة اضافته، حيث يضاف بطرق بسيطة جدا بمياه الرى على مدار ثلاث ريات خلال فترة الزراعة، مضيفا أنه تم عمل جميع التجارب والتحاليل والفحوصات والدراسات الخاصة بالسماد المحضر. وقد تم تقديم طلب براءة اختراع بأكاديمية البحث العلمي، وجار الاعداد لنشر مقالة علمية فى كبريات الدوريات العلمية، كما تم إجراء العديد من التجارب على العديد من المحاصيل، منها الفاصوليا والشعير والقمح، والتى أعطت نتائج مذهلة.
ويؤكد عميد كلية الزراعة، أن هذا السماد سوف يوفر للمواطنين المواد الغذائية العضوية، كالخضار والفاكهة طوال السنة، وبأسعار رخيصة، وفى متناول الجميع، كما أنه سوف يوفر على الدولة مبالغ طائلة، يتم إنفاقها فى علاج المواطنين، نتيجة تعرضهم للعديد من الامراض الناتجة عن الأسمدة الكيميائية.
رابط دائم: