هل يستطيع « أفشة» ورفاقه تكرار تجربة وإنجازات الجيل الذهبى؟
بعيدا عن عبارات الإشادة التى صدرت من جانب مدرب ولاعبى بايرن ميونيخ تجاه الأهلى ولاعبيه، والتى جاءت فى إطار المجاملات المعتادة والروح الرياضية، وبغض النظر عن نتيجة مباراة اليوم أمام بالميراس، فقد كشفت المواجهة أمام العملاق البافارى عن أن الفارق بين الكرة المصرية ونظيرتها الألمانية شاسع للغاية، وهو أمر لم يكن سرا ولا مفاجأة حتى للأهلى ولاعبيه أنفسهم، لكن ما كان مفاجأة بحق هو مستوى عدد من لاعبى ممثل مصر فى المونديال.
فعلى الرغم من أن الفريق يضم عددا من أفضل اللاعبين الموجودين على الساحة الكروية المصرية، إلا أن الأداء الفردى تباين بشك كبير، فهناك من قدم مستوى جيدا، وهناك من كان بعيدا عن مستواه، والغريب أن من كانت الجماهير تعوّل عليهم لصناعة الفارق فى مثل هذه المواعيد الكبرى غابوا عن المشهد، برغم أن المطلوب منهم لم يكن الفوز على بايرن ميونيخ، ولكن فقط تقديم أفضل مستوى ممكن يعبر عن قيمة النادى الأهلى وتاريخه وشخصية لاعبيه فى التحديات الكبرى، غير أن ما حدث فعليا خيّب آمال الكثيرين، فلم يظهر ثمة لاعب بالأهلى بإمكانه تقديم نفسه على أنه قائد حقيقى، يمكنه أن يقود زملاءه وينهض بالفريق فى أصعب الأوقات.
لقد كان هناك الكثير من الآمال المعقودة على مجدى أفشة، الذى يعتبر من اللاعبين المميزين، فى قيادة الفريق نحو تكرار إنجاز مونديال 2006، وهو الإنجاز الذى لا يتمثل فقط فى الفوز بالمركز الثالث، ولكن فى تقديم صورة ناصعة البياض للأهلى والكرة المصرية، لكن المباراتين اللتين لعبهما الأهلى حتى الآن أظهرتا بما لا يدع مجالا للشك أن الفريق لايزال يفتقد اللاعب القادر على لملمة شمل الفريق، من خلال لعب دور القائد لفريق كبير بحجم الأهلى، وبالتالى فإن الفريق يحتاج لعمل كبير، وإعادة بناء مع البحث عن لاعب ذى شخصية قيادية فريدة تتناسب مع فريق بحجم الأهلى.
ولا يمكن التحجج بأن تواضع مستوى عدد من لاعبى الأهلى، جاء بسبب تفوق بايرن ولاعبيه، لأن غالبية لاعبى الأهلى لم يتمكنوا من تقديم الإضافة فى مواجهة الدحيل، بل يمكن القول إنهم «تاهوا» فى الشوط الثانى، وكان من المفاجئ قيام لاعبين كبار بفريق مثل الأهلى بارتكاب أخطاء ساذجة تنم عن نقص فى المهارات الأساسية للاعب كرة قدم، فلا تمرير دقيقا، ولا تمركز سليما، ولا تبادل مراكز، إلى غير ذلك من الأخطاء كادت تكلف الأهلى الكثير أمام الدحيل وبايرن ميونيخ.
والنتيجة إنه برغم من مرور 15 عاما على فوز الأهلى بالمركز الثالث فى مونديال الأندية عام 2006، إلا أن الجماهير مازالت تذكر هذا الجيل الذهبى، الذى تمكن من مقارعة أفضل فرق العالم، وحتى حين خسر أمام إنترناسيونال البرازيلى بهدف مقابل هدفين، كانت خسارته بشكل مشرف للغاية، وكان أكثر من ند للبرازيليين، وتمكن من تقديم أداء جيد عبر من خلاله بوضوح عن امتلاك اللاعبين قدرات فنية وبدنية عالية، وكيف لا وهو جيل يضم عصام الحضرى، ووائل جمعة، وعماد النحاس ومحمد بركات، وجيلبرتو، وفلافيو، وغيرهم من النجوم الذين كانوا على قدر المسئولية والمنافسة مع فرق عالمية.
والخلاصة أن الجيل الحالى من لاعبى الأهلى بحاجة إلى النظر فى المرآة، والاعتراف بالأخطاء وتصحيحها والعمل على تطوير الذات، والأهم تطوير الشخصية الكروية لكل منهم، لأن أى لاعب بفريق مثل الأهلى معرّض للدخول فى مواجهات عالمية، مثل تلك التى نشاهدها فى مونديال الأندية مع فرق كبيرة مثل بايرن ميونيخ، ولا يمكن أن تتوقف طموحات لاعبى الأهلى عند الفوز بالدورى والكأس ودورى أبطال إفريقيا.
رابط دائم: