فوسفات أبو طرطور على خريطة التصدير

• الخبراء: المشروع يقود قطار التنمية الصناعية الشاملة فى جنوب مصر

يمثل مشروع فوسفات أبوطرطور إحدى القلاع الصناعية كغيره من المشروعات القومية التى تبنتها الدولة المصرية فى بداية من الستينيات من القرن الماضى، ليكون نقطة انطلاق للتنمية الصناعية الكبرى فى الصحراء الغربية ، والحافز الحقيقى لتعظيم الصناعة المصرية ويدعم ثروات مصر التصديرية الاقتصادية، لكن المشروع واجه العديد من التحديات، من بينها نقص الخبرة العلمية والتكنولوجيا الحديثة، ومع ذلك ساهم المشروع فى وضع محافظة الوادى الجديد ضمن المحافظات الكبرى إعلاميا وكان المشروع السبب فى وصول كهرباء الشبكة الموحدة للمكان، وكذلك كان سببا فى وصول خط السكك الحديدية للوادى الجديد.

وبعد سنوات من التعثر، تم الاتفاق على نقل تبعية المشروع من وزارة الصناعة إلى وزارة البترول لما لها من خبرات تعدينية، وبالفعل تم إنشاء شركة للمشروع تتبع وزارة البترول أطلق عليها شركة فوسفات مصر، واستمر المشروع وعمت الفرحة مجتمع الوادى الجديد الذى يبنى شبابه طموحات كبيرة عليه، ومؤخرا تم التنسيق مع عدد من الشركات الأجنبية والمصرية والبنوك، لإقامة أول مشروع لإنتاج حامض الفوسفوريك من خام هضبة فوسفات أبو طرطور باعتمادات مالية تقدر بحوالى 900 مليون دولار، ليكون المشروع نقطة انطلاق حقيقية لثروة صناعية كبيرة وإقامة منطقة لوجستية للصناعة المصرية فى الوادى الجديد.

يقول المهندس محمد عبد العظيم العضو المنتدب ورئيس شركة فوسفات مصر: إن المشروع يمثل أهمية كبرى للصناعة المصرية ويجرى العمل حاليا لاستخراج خام الفوسفات ليتم تصديره إلى عدد من الدول التى تم التعاقد معها، وعند الانتهاء من تنفيذ المشروع الجديد (إنتاج حامض الفوسفوريك) ستكون هناك فرصة كبيرة لتعظيم الاستفادة من خام الفوسفات وتصنيعه بدلا من تصديره خاما، لأن ذلك يمثل جدوى اقتصادية أكبر،  مشيرا إلى أن هناك إجراءات فعلية تجرى حاليا للبدء فى تنفيذ المشروع، وإن كانت الأحداث التى يشهدها العالم أجمع بخصوص فيروس كورونا وانتشاره بين بلدان العالم، أدت إلى قدر من التأخير فى إجراءات بدء التنفيذ.

وأضاف رئيس الشركة، أن المشروع يمثل أهمية كبيرة للصناعة المصرية والشباب المصرى من حيث فرص العمل وإقامة مجتمع عمرانى كبير فى جنوب مصر وتحديدا فى الصحراء الغربية. 

من جانبه، أشاد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد، بالجهود المبذولة من وزارة البترول ومن شركة فوسفات مصر، لاستغلال ثروات مشروع هضبة الفوسفات التى تتعدى 1000 كيلو متر، لافتا إلى أن المشروع يمثل ثروة قومية كبيرة للوادى الجديد، إلى جانب الثروات الأخرى سواء كانت زراعية أو سياحية، ويجرى حاليا العمل على استغلالها لتكون الصحراء الغربية والواحات، المستقبل الحقيقى للأجيال القادمة من الشباب المصرى، مؤكدا أن شباب الوادى ينتظرون الكثير من المشروع من حيث ضخ الاستثمارات وتوفير فرص العمل، والارتقاء بالخدمات التحتية للمحافظة.

يضيف الدكتور عبد العزيز طنطاوى رئيس جامعة الوادى الجديد، أن هضبة أبو طرطور سيمثل كيانا اقتصاديا حال استغلاله بالشكل الأمثل، والشواهد الحالية للدولة المصرية تؤكد أن هناك جهودا حقيقية ليكون أبو طرطور بمثابة صرح صناعى كبير، لافتا إلى أن هضبة المشروع غنية بمقومات متعددة ولمختلف الصناعات ومساحتها كبيرة، وحال استغلالها ستوفر قيمة اقتصادية وفرص عمالة للشباب المصرى، والمشروع بإدارته الحالية مع وزارة البترول، سيكون له مردود إيجابى على الصناعة المصرية.

وأكد الدكتور محمود محمد أحمد العميد السابق لكلية العلوم بالوادى الجديد، أن قيمة مشروع أبو طرطور لا تنحصر فى الفوسفات فقط، بل لأن إمكاناته تؤهله لأن يكون أكبر مجمع صناعى فى جنوب مصر، فهو يحتوى على الأسمنت والحجر الجيرى إلى جانب الفوسفات والطفلات الزيتية الحمراء والزرقاء والسوداء، مشيرا إلى أن الهضبة قد تحتوى على نسب من المواد البترولية، مسترشدا بما حدث مؤخرا فى بلدة الهنداو بالداخلة، والغازات التى خرجت من بطن الأرض بعد أن تم كشفها ورفع الرمال من عليها خلال فصل الشتاء. وخروج غازات من باطن الأرض يشير إلى احتمالية وجود مواد بترولية فيها وهى امتداد لهضبة أبو طرطور، مطالبا بتكثيف العمل لاستغلال هذة الثروات.