رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«حياة السود مهمة» فى ثوبها الجديد

مها صلاح الدين

هل ستكون سنوات الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن الأربع فى البيت الأبيض هى حقا «عهد حركة حياة السود مهمة»، كما تعهد خلال حملته الانتخابية ؟ وهل تبشر تصريحاته الفورية عقب إعلان فوزه بالبيت الأبيض، حول دعم المجتمع الأمريكى– الأفريقى، بمستقبل مختلف ومرضى لسود أمريكا؟ .

الإجابة للأسف « لا»، لأن ببساطة سقف طموحات الحركة، التى قادت واحدة من أضخم المظاهرات التى عرفها الشارع الأمريكى عقب مقتل جورج فلويد اختناقا أسفل ركبة شرطى فى مينابوليس، قد يتجاوز صلاحيات أي رئيس.

فنزع سلاح الشرطة أو تجريدها من آليات القتل لم يعد من طموحات الحركة، التي طرحتها أواخر عهد الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، بل الهدف الآن أصبح وضع تصور جديد كليا لطريقة عمل الشرطة فى البلاد، مع خفض التمويل المخصص لها، وإعادة توجيه الجزء المستقطع لدعم عدد من الخدمات الاجتماعية تخدم فكرة القضاء على التمييز ضد السود. الخبراء يرجحون أن بايدن بطبيعته «المتشككة» سيحاول «الإمساك بالعصا من المنتصف» بمعنى استبعاد فكرة خفض تمويل الشرطة، لكن مع زيادة الدعم الحكومى المخصص لبرامج القضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية، بل وتحجيم حصانة الشرطة ضد الملاحقات القضائية حتى يتسنى محاسبة أفرادها على أى تجاوزت أو أعمال عنف غير مبررة.

الحركة، من جانبها، بادرت على الفور بمجرد إعلان فوز بايدن ونائبته كامالا هاريس بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بإرسال خطاب مفتوح لهما، للمطالبة باجتماع فورى مع قادة الإدارة الأمريكية الجديدة، قائلين « نريد أن يتم سماع صوتنا وأن تكون أجندتنا ضمن أولوياتكما».

بل وشرعت الحركة، استعدادا للدور الجديد، فى القيام بحزمة من التغييرات الجذرية بدءا من هيكلها وبنيتها، وحتى القضايا التى ستتبناها فى الفترة المقبلة ، مع إعلان انطلاق لجنة « الفعل السياسى» لترجمة «قوة الحركة لواقع ملموس فى صناديق الاقتراع»، على حد تعبير باتريس كولورز إحدى مؤسسات الحركة وزعيمتها الجديدة . فـ « حياة السود مهمة» التى اشتهرت بكونها حركة غير مركزية دون قائد ، قررت أخيرا اختيار قائدة لها تتولى مسئولية « نجاحات الحركة وإخفاقاتها» ، فضلا عن الإشراف على التبرعات الضخمة التى تفد إليها ، وتمريرها إلى فروعها الأصغر المعتمدة فى الولايات والمدن . أجندة الحركة ذاتها لم تسلم من «ثورة التصحيح» ، إذ لن تركز من الآن فصاعدا على قضايا عنف الشرطة والقتل غير المبرر فحسب ، بل الطريقة التي يعيش بها الأمريكيون الأفارقة بشكل عام . فعلى سبيل المثال، تخطط الحركة لبدء حملة واسعة من أجل المطالبة بمزيد من التمويل لخدمة البريد ، التى توظف عددا كبيرا من السود المنتمين للطبقة المتوسطة. كما ستسعى لتأسيس بنك لضخ رأس المال اللازم للشركات المملوكة للسود والجماعات غير الربحية.

فهل ستنجح «حياة السود مهمة» فى استثمار مكاسبها التى حققتها بالفعل فى السنوات والأشهر الأخيرة لصالح «القضية الأم» ، أم أنها ستغتر بتأييد الشارع لها لتدخل فى صدام مع السلطة ؟ قبل الإجابة ، علينا أن ندرس أولا نتائج استطلاعات الرأى التى أظهرت تراجع التأييد لها مؤخرا بنسبة 12% فى الشارع الأمريكى ، ليصل إلى 55%، بعد ارتباط مظاهراتها بالعديد من مشاهد السرقة والنهب وتخريب الممتلكات، مع الأخذ فى الاعتبار أن كثيرين ممن خرجوا فى مظاهرات فلويد كانوا يحتجون بالأساس على سياسات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ، الذى رحل بالفعل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق