رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«اللقاحات».. فصل جديد من العنصرية

ياسمين أسامة فرج
ترامب

جاءت جائحة كورونا لتكون خير دليل على أن إرث العنصرية في مجال الرعاية الصحية مازال يتغلل بقوة داخل المجتمع الأمريكي، فإلى جانب الأبحاث التي أثبتت أن السود واللاتينيين هم الأكثر إصابة بالفيروس المستجد، طغى التمييز العرقي بقوة على برنامج التطعيم الحكومي ضد كورونا وهو ما أكدته بعض الوقائع والكثير من التقارير واعترافات المسئولين. فقد كشف تقرير لوكالة أنباء «أسوشيتدبرس» الأمريكية عن «فجوة عرقية» في حملة التطعيم ضد كوفيد- ١٩إذ تبين أن الأمريكيين من أصل أفريقي في العديد من المناطق تخلفوا عن البيض في تلقي اللقاحات. وأظهرت بيانات ١٧ ولاية ومدينتين خلال شهر يناير الماضي أن السود تلقوا جرعات من اللقاح بمعدلات قليلة للغاية مقارنة بالنسبة التي يشكلونها من التعداد السكاني العام، بل إن هذه التفرقة شملت أيضا السود العاملين في القطاع الطبي المفترض أن لهم الأولوية في حملة التطعيم التي أطلقتها الإدارة الأمريكية منتصف ديسمبر الماضي. فعلى سبيل المثال، في ولاية كارولينا الشمالية، يشكل السود ٢٢٪ من السكان و٢٦٪ من العاملين بالرعاية الصحية ورغم ذلك تلقى ١١٪ فقط منهم اللقاح، وذلك مقارنة بتلقيح ٨٢٪ من البيض من سكان الولاية. و اعترف بيل دي بلاسيو عمدة نيويورك بوجود عنصرية في توزيع لقاحات كورونا بين سكان المدينة، حيث قال إنه على الرغم من أن السود يشكلون ٢٤٪ من سكان نيويورك، لكنهم لم يتلقوا حتى الآن سوى ١١٪ من اللقاحات مقابل ٤٨٪ تلقاها البيض. ووفقا لأسوشيتدبرس، تخلف الأمريكيون من أصل لاتيني أيضا في برنامج التطعيمات، غير أن أعمار اللاتينيين تقل في المتوسط عن باقي الأمريكيين فمعظهم ضمن فئة الشباب الذين يأتون في مرتبة متأخرة في قائمة أولويات التطعيم. وفي ديسمبر الماضي، أثار فيديو لطبيبة أمريكية سوداء تحتج فيه على التمييز العنصري الذي عانت منه خلال تلقيها العلاج من كورونا في مستشفى بولاية إنديانا، حالة من الجدل الشديد، حيث قالت الطبيبة سوزان مور، التي توفيت بعد نشر الفيديو متأثرة بوباء كورونا، أن كونها طبيبة لم يحمها من التمييز العنصري في العلاج، قائلة إن المستشفى حاول التخلص منها مبكرا رغم اشتداد المرض عليها. ويقول الخبراء إن هناك العديد من العوامل تكمن وراء هذه الفجوة العرقية في التطعيمات من بينها انعدام ثقة الأمريكيين السود في المؤسسة الطبية بسبب التاريخ الطويل من التمييز العنصري في الرعاية والعلاج ، فضلا عن عدم توافر اللقاحات بكميات ملائمة للأحياء التي يقطنها السود. وأمام هذه الحالة من التفرقة، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتحقيق المساواة في تلقي اللقاحات لكل المواطنين، داعيا حكام الولايات لاستهداف الأحياء الأكثر ضعفا باستخدام أدوات مثل مؤشر الضعف الاجتماعي الذي يقدم معلومات عن العرق والفقر والأماكن المكدسة بالسكان وغيرها. من ناحية أخرى، فإن العنصرية أحد الأسباب «الخفية» وراء كون «الملونين» في الولايات المتحدة الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا. فوفقا لتقرير نشره موقع مستشفى مايو كلينيك الأمريكية، ثبت عدم وجود دليل على أن السود أو اللاتينيين لديهم عوامل وراثية أو بيولوجية تجعلهم أكثر عرضة للتأثر بكورونا، ولكن الخبراء يرون أن مكان السكن والعمل والقدرة على الاستفادة من الخدمات الصحية من العوامل التي تضاعف من مخاطر الإصابة بالوباء، والحقيقة أن الملونين في أمريكا ليسوا في أفضل حال سواء فيما يتعلق بالسكن أو العمل أو الخدمة الصحية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق