رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الكونجرس.. بين الديمقراطية و«الترامبية»

رحاب جودة خليفة

صحيح أن دونالد ترامب لم يعد رئيسا لأمريكا، وربما لن يكون لديه فرصة لخوض الانتخابات مجددا، لكن عواقب سياساته قد تبقى لسنوات طويلة، بل إن العنف والكراهية والعنصرية قد تحمل اسمه فيما بعد ليتم تعريفهم بـ «الترامبية» و «الترامبيون». لقد حرك اقتحام أنصاره الكابيتول مشاعر الصدمة في داخل الولايات المتحدة وخارجها. فـ «غزوة الكونجرس ـ كما يطلق عليها- هزت صورة «الديمقراطية» التي طالما اعتبرت الولايات المتحدة نفسها المتربعة الوحيدة على عرشها. فهذا الوضع يشكل مفارقة بكل المقاييس لبلد يفتخر منذ أكثر من قرن بمميزات نظامه الديمقراطي في مواجهة الأزمات، والذي وصفه الرئيس الأسبق رونالد ريجان بأنه «مدينة مشعة أعلى ربوة». وهى المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الكونجرس منذ عام 1814 عندما أحرقه البريطانيون. وخلال السنوات التالية، سجل التاريخ أحداث عنف فردية على أعضاء الكونجرس أوغرفه من قبل بعض المعارضين أو أجانب، لكن هذه المرة كانت الأولى التي كان مصدرها البيت الأبيض.

المشكلة الحقيقية الآن كما تؤكد نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب أن «العدو موجود داخل» المجلس، مما يعني أن هناك أعضاء في الكونجرس يريدون حمل أسلحة ويهددون باستخدام العنف ضد أعضاء آخرين، بل إن بعض «المتطرفين الداخليين» قد يجدون في حادث الكابيتول مصدر إلهام وتشجيع. وبالفعل تم نصب جهاز لكشف المعادن لتفتيش النواب بعد العثور على مسدس بحوزة النائب الجمهوري أندي هاريس لدى دخوله المجلس. كما خضعت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين لإجراءات تدقيق بسبب تأييدها على وسائل التواصل الاجتماعي للعنف ضد السياسيين الديمقراطيين، بمن فيهم بيلوسي نفسها. ولذلك، وقع أكثر من 30 عضوا بالكونجرس على خطاب يطالبون فيه بزيادة الحماية في مناطقهم، بعد زيادة التهديدات ضدهم في السنوات الأخيرة، مع قيام شرطة الكابيتول بالتحقيق في نحو ٥ آلاف تهديد على مدار الفترة الماضية. وقبل تنصيب بايدن، أُقيم سياج بارتفاع ٢٫٤ متر حول مبنى الكابيتول، وتم الدفع بأكثر من 20 ألف جندي من الحرس الوطني إلى واشنطن، ومن المتوقع أن يبقى آلاف الجنود في العاصمة حتى مارس المقبل. وأصبحت الثقة شبه منعدمة بين العاملين في المبنى نفسه، مما دفع بيلوسي لتعيين ضابط متقاعد من الجيش لقيادة المراجعة الأمنية للكابيتول. وكما قال الرئيس السابق باراك أوباما، فإن أعمال العنف مخزية لكنها لم تكن مفاجئة، إذ أظهرت الانتخابات الرئاسية أن أمريكا دولة منقسمة. وهو ما يأتي كتتويج لسنوات من الكراهية والمضايقات العنيفة للسود التي أزيح عنها الستارالآن. في الواقع، لم يكن الاعتراض من جانب الديمقراطيين فقط بل من جانب الجمهوريين أيضا مثل السيناتور البارز ميت رومني والرئيس السابق جورج بوش الذي شبه الأحداث بـ «جمهورية الموز»، وصوت 10 أعضاء جمهوريين في مجلس النواب تأييدا لعزل ترامب . ربما خسر ترامب منصبه، لكن الترامبيون لم يفعلوا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق