«الإعلام الأمريكي بحاجة إلى علاج جذري سريع»، هذا ما أكدته مجلة فورين بوليسى الأمريكية فى تقرير للكاتبة «اليزابيث براو»، موضحة أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الإعلام الذي يتمتع بالحياد و الموضوعية.
وضربت «براو» مثالا على ذلك بهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، مشيرة إلى انتشار متابعتها بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة، كاشفة عن نهم الشعب الأمريكي لإعلام حيادي يعرض أخباراً بعيدة عن الاستقطاب.
وأشارت «براو» إلى أنه في وقت تتصدر فيه الاستقطابات عناوين الأخبار، فإن غالبية الأمريكيين يبحثون عن منافذ إعلامية أخرى لمعرفة الحقيقة.
وفى ختام التقرير، أكدت «براو» أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تأخذ فى الاعتبار ما تحتاجه كدولة من تداول أخبار «الخدمة العامة» أو»إعلام الدولة»، مشيرة إلى اقتراح يتضمن توحيد جهود وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الإخبارية والحكومية لتمويل عدد من منافذ هذا النوع من الأخبار مجانا مع إلزامهم بالحياد، هذا بالإضافة إلى التفاعل الشخصي بين منافذ الأخبار والمواطنين والسماح لهم بمراقبة عملية صناعة الأخبار مثلما فعل عدد من الصحف الألمانية والنمساوية.
ووفقا لتقرير صادر عن معهد «رويترز» لدراسة الصحافة بجامعة أكسفورد العام الماضى، أعرب ٥٦٪ من الأمريكيين عن ثقتهم في الـ»بي بي سي»، وحصلت تغطيتها الإخبارية للأحداث الأمريكية على ٦٠٪، في حين حصلت «سي بي سي» و «إيه بي سي» الأمريكيتان على ٥١٪ من ثقة الأمريكيين، مقابل ٤٩٪ عبروا عن ثقتهم فى «إن بي سي» و»إم إس إن بي سي» و ٤٧٪ فى شبكة «سي إن إن» . وتؤكد هذه الأرقام أن «بي بي سي» باتت من أكثر المؤسسات الإخبارية غير المحلية ثقة في الولايات المتحدة وبذلك يصبح الأمريكيون الآن ثاني أكبر جمهور دولي لهيئة الإذاعة البريطانية بعد الهند، حيث يبلغ عددهم نحو ٥٠ مليونًا. وكشف باحثو أكسفورد عن أنه خلال أزمة كورونا الراهنة، فإن نسبة مشاهدة القنوات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية في الولايات المتحدة قد انخفضت وتكاد تكون توقفت.
وبالمقارنة، أصدرت «بي بي سي» فى يوليو الماضى أرقاما تشير إلى حصولها على نسب مشاهدة عالية لجميع قنواتها الإخبارية والترفيهية حيث تابع ٤٣٨ مليون شخص «بي بي سي نيوز» و٣٥١ مليونا خدمة «بي بي سي» العالمية و ١٣٧ مليونا «بي بي سي جلوبال نيوز» وذلك بدون الاعتماد على «الاستقطاب» كنموذج عمل على عكس بعض القنوات الإخبارية الأمريكية ومنصات الإعلام الإلكترونية.
رابط دائم: