غد أفضل..
صحراء غرب إفريقيا واحة خضراء بفضل الذكاء الاصطناعى

مازالت تتوالى المفاجآت التى مازال كوكب الأرض يخفيها عن الإنسان، كان آخرها اكتشافا مذهلا غير فكرتنا التقليدية عن الصحراء «جرداء لا زرع فيها ولا ماء».

وبفضل الذكاء الاصطناعي، فقد توصل الباحثون إلى أن هناك اكثر من 900 شجرة لكل هكتار فى الأماكن القاحلة فى صحراء غرب إفريقيا، بعد أن كانت تلك المناطق تظهر فى معظم الخرائط خالية تماما.

ويرى العلماء أن تلك الحقيقة الجديدة سوف تسهم بشكل كبير فى اكتشاف دور تلك الأشجار فى التخفيف من مخاطر تغيير المناخ على كوكب الأرض، خاصة أن بعض الدول التى تشهد كثافة فى وجود الأشجار بها مثل كمبوديا وغانا اللتين تمارسان عمليات إزالة الاشجار بصورة مكثفة بحجة استخدامها فى العديد من الصناعات مثل إطارات السيارات، وهو الأمر الذى يؤثر مع مرور الوقت بالسلب على صحة الكوكب، ففى غانا مثلا وصلت نسبة إزالة الغابات لـ 60% عامى 2017 و2018 .

وأوضح الباحثون، أن ما كنا نعرفه من معلومات سابقة نتج عن دراسة جزء بسيط من صحراء غرب إفريقيا لا يتعدى 10 ٪ من مساحتها, وذلك لصعوبة دراسة هذه المساحة الشاسعة من قبل لعدم وجود الأدوات الضرورية والتكنولوجية اللازمة، أما الآن فقد أصبح الأمر أكثر سهولة بفضل إمكانية التقاط الآلاف من الصور بواسطة القمر الصناعى .

وفى عام 2009، كانت تقديرات كمية الأشجار فى تلك الصحراء نحو 400 مليار، ارتفعت عام 2015 لتصل إلى ثلاثة تريليونات شجرة، وأرجع البعض صعوبة الوصول لتقدير سليم آنذاك لصعوبة القيام بعملية الإحصاء عندما توجد الأشجار فى كتلة مكثفة. أما الآن ومع التطور التكنولوجى، فقد أصبح بالإمكان القيام بعملية الإحصاء بدقة أكثر للوصول إلى العدد الحقيقى، حيث بات سهلا لأجهزة الكمبيوتر التعرف على الأشكال والظلال التى تشير إلى وجود الأشجار بصورة أكثر وضوحا.

يأتى ذلك الاكتشاف فى الوقت الذى تناشد فيه الجهات المعنية بصحة الكوكب، القائمين على كبريات الصناعات التخلى عن استخدام المواد التى تتطلب قطع الأشجار، مثل صناعة الكراتين والعلب الورقية والملابس أيضا، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تم التواصل مع كبريات شركات الأزياء على مستوى العالم للتخلى عن الأقمشة التى تحتاج للأخشاب ضمن صناعتها مثل الرايون والفسكوز.. وبالفعل استجابت وقللت من استهلاكها، خاصة بعد ان أثبتت الدراسات أن 200 مليون شجرة تختفى سنويا لإنتاج تلك الأقمشة.