أعلنت وزارة الصحة والسكان انطلاق الحملة القومية للكشف عن التقزم والسمنة والأنيميا بين أطفال المدارس من عمر ستة أعوام حتي خمسة عشر عاما، ولا شك أن طول الطفل مشكلة حقيقية للأهل تدعوهم في معظم الأحيان لمراجعة طبيب الأطفال ليسألوه هل هو طبيعي أم لا؟ فيتولي الطبيب قياس طول الطفل ومقارنته بمعدلات النمو الطبيعية لعمر الطفل علي منحنيات النمو فإذا كان طوله أقل من منحني ( 3 %) فهذا يعني نقصا في الطول، وهو مايعرف بالقزامة أو التقزم أو قصر القامة. ومقاييس النمو هي رسومات بيانية يتم إعدادها في كل بلد حسب عرقه وجنسه للقياسات الطبيعية لأفراد ذلك البلد، وذلك بإجراء عمليات مسح وتقييم لمجموعات وشرائح متعددة من الأطفال الذكور والإناث في دراسات متفرقة لعدة سنوات. ويمثل الخط الرأسي طول الطفل، ويمثل الخط الأفقي عمر الطفل، ويحد هذا المنحني منحنيان آخران الأول أعلاه ويعني أن من تتجاوزه مقاييسه أنه أطول من الطبيعي، والآخر أدناه ويعني أن من تقع مقاييسه تحته يدخل في دائرة قصر القامة.
ومن الضروري هنا عدم الخلط بين قصر القامة كحالة منفصلة بذاتها وبين فشل أو تأخر النمو الذي يكون قصر القامة عرضا أساسيا من أعراضه، ولو أن الحالتين قد تترافقان .. ويتم تقسيم حالات القزامة بشكل عام إلي فئتين أساسيتين هما: القزامة غير المتناسقة وفيها يكون حجم الجسم غير متناسق، فتكون بعض الأجزاء صغيرة وأخري متوسطة الحجم وأجزاء ثالثة كبيرة ويكون عادة نتيجة لأمراض في الهيكل العظمي الغضروفي أو خلل في التمثيل الغذائي.. أما القزامة المتناسقة ففيها يكون حجم الجسم ضئيلا بشكل متناسق وجميع أجزائه صغيرة بالدرجة نفسها، وتبدو متناسقة، وتكون أسبابه ما بين وراثي، جيني، هرموني، أو نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة. ويتم تشخيص حالات القزامة بإجراء فحص طبي شامل للطفل مع مجموعة من التحاليل والأشعات، أما العلاج فيكون بمعالجة السبب وهو ما يقوم به التأمين الصحي مجانا الآن.
د. أنس عبدالرحمن الذهبى ـ طنطا
رابط دائم: