«حليف ميركل المخلص»، « رجل الكرنفالات الضاحك» .. هكذا وصف الكثيرون أرمين لاشيت الليبرالي المعتدل الذي تم انتخابه زعيما لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ليصبح أقوى مرشح لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما تتنحي عن منصبها في سبتمبر المقبل بعد 16 عاما قضتها على رأس السلطة.
يعرف لاشيت بشغفه بالاتحاد الأوروبي وبدفاعه القوي عن التعددية الثقافية في ألمانيا. كما أنه تعهد بالسير على خطى ميركل وأنه، إن حدث وأصبح مستشارا للبلاد، فستكون ولايته « امتدادا» لحكمها.
وصفته الصحافة الألمانية بأنه « حارس ميركل الشخصي» عندما دافع بقوة عن موقف المستشارة الألمانية خلال أزمة اللاجئين عام 2015، حيث واجهت ميركل انتقادات حادة من أعضاء حزبها بسبب تبنيها سياسة «الباب المفتوح» لفتح حدود ألمانيا أمام مئات الآلاف من المهاجرين. يرى لاشيت أن تعدد الثقافات والأديان هو مكسب للبلاد وليس العكس، ويعرف بآرائه الليبرالية وعلاقاته الوثيقة بالجاليات المهاجرة، لدرجة أن زملاءه في الحزب لقبوه بـ «أرمين التركي» في إشارة إلى أصوله التركية، لينتمي لأكبر جالية مهاجرة في ألمانيا. وترى بعض وسائل الإعلام العربية أنه سيكون «أبو المهاجرين» القادم بعد «ماما ميركل» التي احتضنت اللاجئين .
عارض لاشيت أيضا اقتراحات حظر النقاب في ألمانيا. ودافع عدة مرات عن الاعتراف رسميًا بالإسلام كمكون من مكونات المجتمع الألماني. ويحظى لاشيت «المرح» بشعبية كبيرة داخل الاحتفالات الكرنفالية التقليدية، حيث دائما ما يشارك بحماسة في هذه الكرنفالات مرتديا زيها الملون المبهج.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، انتقد لاشيت – الذي تولى رئاسة حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا منذ عام 2017 - الولايات المتحدة عام 2014 لدعمها جبهة النصرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وحذر من « شيطنة» روسيا ودافع عن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» الذي تحاربه دول أوروبا الشرقية لأنها تعتبره مشروعًا جيوسياسيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما دعم الأصوات المنادية بتعميق العلاقات الألمانية مع الصين، وطالب أيضا في مارس 2020 الحكومة الألمانية بتبني موقف صارم ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوقف «لعبة» الأخير المتمثلة في ابتزاز أوروبا والضغط عليها باستخدام ورقة اللاجئين.
ولد لاشيت في مدينة أخن بولاية شمال الراين وستفاليا، عام 1961. درس الحقوق وعمل بالمحاماة كما عمل بالصحافة أيضا قبل أن يتحول إلى السياسة. ومن عام 1994 إلى عام 1998، كان عضوا في البرلمان الفيدرالي الألماني، ومن عام 1999 إلى عام 2005 كان نائبا في البرلمان الأوروبي. ومنذ عام 2010، عمل لاشيت في برلمان ولاية شمال بولاية شمال الراين وستفاليا، وهي الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في ألمانيا. و كان لاشيت، أحد النواب الخمسة لرئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي منذ عام 2012.وكانت ميركل تعتمد عليه كنائب لها عندما كانت رئيسة الحزب حتى عام 2018، وكذلك خليفتها أنيجريت كرامب كارينباور. وتولى لاشيت منصب رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا في 27 يونيو عام 2017.
رابط دائم: