رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الزين والزينه

سكينة فؤاد;

ارتفعت الزغاريد والطبل والغناء لتستعد لمغادرة دارهم إلى دار الزين.. استعادت سنيين الحبس والضرب التى هانت من أجله.. لا أحد فى القرية لم يشارك برقص أو غناء.. الرجال بالعصى ورقصات التحطيب والنساء يخرجن أشواق أجسادهن المكبوتة للفرحة والرقص والغناء.. كلهم يحبون الزين اليتيم كما كانوا يطلقون عليه والزينة الجميلة وقصتهما يتهامس بها الكبار حتى لا يسمعها الشباب الصغير فيتشبهون بهما.. والشباب يعرفون أكثر مما يعرفه الكبار فلا سر يختبئ فى قريتهم الصغيرة التى تتلاصق بيوتها الطينية وتبدو كأنها تتساند إلى بعضها وكل شاب يحلم أن يكون الزين وكل بنت تحلم ان تكون الزينة وليلة دخلة الزين والزينة كأنها تحقق أحلامهم بأن يتزوج كل شاب من البنت التى يحبها وكان للاثنين خاطر ومعزة عند كل أهل قريتهم أبو الزينة وأبو الزين قبل ان تأخذه ولا تعيده النداهة الملعونة كما أصبحوا يطلقون على اختطاف وغياب وتراحيل أبنائهم فلماذا لا تكون الليلة للجميع يحيون فيها الفرح الذى مات فى عيشتهم.. حتى الأرض كأنها تصخب بالفرحة من أوجاع الرحيل والغياب والوباء والفقر وذل عسكر الوالى والعساكر الأتراك والخواجات الذين يسلفونهم بالربا وعندما يعجزون عن سد ما عليهم فى أوانه يستخدمونهم كعبيد فى أراضيهم.

وسط صحبة من الأهل والاحباب أخذوا الزينة إلى الدار الجديدة التى بناها ابوها للعروسين ودخلت معها أمها وام ابراهيم وأغلقا الباب.. وهم يمددونها فى فراشها ركبها رعب الدنيا مما سمعت البنات يحكينه عما يحدث ليدخل عريسها بها.. هل سيفعل الزين مثلهم.. صوته الذى كان يرد فيها الروح لماذا يجعلها ترتجف الآن.. فتحت عيونها لتراه.. الواقف أمامها له ملامح الزين وإن كان كبر ونحل جسمه.. صرخت أمها تستعجله شرف بنتها بعد أن مال بختها.. حاولت أن تقاوم أمسكت أمها بذراعيها وفتحت أم ابراهيم ساقيها.. سمعته يبكى ويطلب منهم أن يتركوه ويتركوها وحدهما عادت أمها تصرخ وتطلب إعلان شرف بنتها مد اصابع مرتجفه.. دوت صرخة الزينه.. وخطفت امها المنديل المدمم وخارج الدار رفعت أم ابراهيم راية الشرف وهدأ صخب ونميمة الواقفين حول الدار وانفضوا.

أخرج لها ما ادخره من عسلية بالسمسمية وظل يهدئ روعها ويمسح دموعها بدموعه وشفتيه واشواقه وعشقه.. أنضجه الوجع والحرمان والبعاد فهم ما لم يكن يفهم.. استعاد البنت التى أحبها وأرادت أن تراوغه وتجرى منه كما كانا يفعلان بين الحقول.. أوجعها الوجع بين ساقيها والدار ضيقة وحضنه أوسع وأصبحا جسدا واحدا.. لا يعرفا كم من الوقت أو الايام مر عليهما إلا عندما لسعه الكرباج الذى تضعه زوجة عمه فى فمها.. اعتاد أن يتحملها لأجل خاطر الزينة وعمه.. ظلت تطلق شتائمها وتحكى عن رقبتها التى أصبحت كالسمسمة بين أهلها وجيرانها بسبب تجاهل الملعونين لعادات وتقاليد أهلهما ومضت أيام وهما يغلقان بابهما عليهما.. دفعت إليهما بكل ما أمرها زوجها أن تحمله للزين والزينة مما أعدته من طيور تربيها وعيش تخبزه فى دارهم لا تفهم ولا تعرف ولا ذاقت غموس العشق والشوق الذى يشبعان منه.

أرسل أصدقاؤه له فى السبوع ليروه فى صلاة الفجر ويحتفلوا به بعدها مع من تبقوا من زملاء الاغتراب والوجع والخدمة والاستذلال فى الخدمة فى اقطاعيات افندينا أو الباشوات الملاك أو فى حفر الترع أو بناء الجسور على شواطئها أو على ضفتى النيل أثناء الفيضان وحراستها طوال موسم الفيضان أو زراعة الأرض بعد أن ينحسر مياه الفيضان وجعلهم الوجع والغربة والخوف من المجهول الذى لا يعرفون متى يهاجمهم واين تذهب وهل يعودون أو لا يعودون إخوة يقسمون الحزن والفرح ويريدون أن يفرحوا به فى سبوعه.

لا تعرف لماذا انهدم قلبها فى صدرها.. ما حكاه الزين لها أزال عذرية وطفولة عقلها وروحها.. وعرفت أنها لم تكن إلا عروسا من القماش التى كانت تخيطها لها جدتها من القماش وتملؤها بالخرق القديمة أو العروس كانت تقصها جدتها من الورق وتخرقها بالدبابيس من عيون كل حاسد وتحرقها مع البخور على الفحم.. فى أيام عرفت من الزين دنيا غير الدنيا التى عرفتها وهى طفلة وعذاب ووجع اكبر من وجع ضربها وحبسها فى دارهم.. بدأت تفهم أن النداهة بريئة من خطف شبابهم.. أحست خوفا لم تحسه قبل ما حكاه الزين.. حاولت أن تمنعه من الخروج لأصحابه وعدها ألا يغيب ويعود كما اعتادت أن يعود لها.

أقسموا أن يذهبوا به الى جامع قريتهم محمولا على أكتافهم.. وهم يقتربوا من الجامع فزعوا على أصوات أعادت لهم ما كان يحدث فى حملات خطف مجموعات منهم ارتفع صوت الخيول وهرولة الجمال وراء شباب ورجال من أهلهم ومعارفهم.. إندفعوا وسط الحشد الذى يتخبط فى بعضه.. سمعوا من يقول أنهم عسكر أفندينا أمره الخواجة سبس أن يجمع كل الفلاحين الموجودين على ارض المحروسة ليحفروا ترعة جديدة فى مجاهل بعيدة... وجدوا الخيول والجمال تدوس من يقعون أثناء محاولات الجرى والهروب والكرابيج تجلد الظهور ويلقون شباكا من الحبال يجمعون بهم الشيوخ والشباب كأنهم حيوانات يصطادونها.. واصلت أرجل الخيول والجمال المشى فوقهم وواصل العسكر ربطهم بالحبال وجرهم فى الأرض وراء الخيل والجمال والهروب بسرعة بعيدا من القرية بعد أن بدأ جميع سكانها يستيقظون ويتجمعون حولهم.

طل عليهم صبح بشمس تبكى عليهم ومعهم اختلط ندب النساء بصراخ وصياح الرجال.. الأرض تمتلئ بمن داسهم العسكر.. جرحى ينزفون وموتى.. وطوال نهار أسود من سواد ليلهم قضوه ما بين دفن موتاهم وربط رءوس أو أذرع أو سيقان كسرت وخرج كبار من القرية يبحثون عمن اختفى من الشباب وفى مقدمتهم خرج عم الزين.. عرف ان ابن اخيه أخذوه مع من اخذوا من الشباب.. تعثر فى شبح أسود يبكى وينوح وينادى على الزين.. احتضن ابنته ونقلوه عاجزا عن الكلام إلى داره.. ومثل كثيرين غيره من الشيوخ لحقوا بمن ماتوا ليكتمل السواد والاحزان التى يحسون أنها قدرهم ومكتوب عليهم مثلهم مثل كل القرى المحيطة يهم.. ثقل حزنها وطال حدادها على زوجها وتنبهت على سؤال ابنها عن الزينة وأنها لا عادت لدارهم ولا وجدوها فى دارها.. خرجت أمها وأخوها يبحثان عنها.. كل دار فيه غائب أو جريح أو ميت ومن شاهدوها قالوا انها خرجت كالمجنونه تبحث عن الزين وتسأل عن المكان الذى يروح فيه الشباب ليحفروا البحر الجديد ومكان الصحراء البعيدة التى قالوا أنهم سيحفرونها فيها وأن يقولوا لمن يسأل عنها إنها ستعود مع الزين.

اندفعت الزينة فاقدة لعقلها تسأل عن عنوان البحر الذى يذهب عسكر الوالى والخواجات بالشباب إليه.. ذهبت الى اهلها فى قرى بعيدة كانت تزورهم مع أبيها.. حالهم مثل حال قريتهم.. جاء الشياطين والأبالسة واخذوهم ولا يعرفون طريقهم والحزن يملأ بيوتهم على موتاهم وعلى من دكتهم الخيول ويعجزون عن مداواتهم ويموتون بين أيديهم ومثل الزينة يبحثون عمن يدلهم على مكان سمعوا أن الخواجات أمروا الوالى أن يحفرالعمال والفلاحون فيه بحرا جديدا فى صحراء بعيدة.

وجدت الزينة أنها ليست وحدها التى تبحث عمن أحبت ووعت على الدنيا وهى تبحث عنه منذ أكلت العسلية بالسمسمية من يده.. كل من تقابلهم لهم أحباب راحوا منهم ولا يعرفون أين ذهبوا.. اندفعت مع كل من خرجوا يبحثون عنهم.. جمعهم ووحد بينهم الوجع والحزن والغلب وقلة الحيلة وتحولوا الى عروق تربط بينهم.. تقاسموا الكفاف والعيش الحاف ورشفات مياه من آبار اذا استطاعوا الحصول عليها لا يدرون بعدد الأيام والشهور التى مرت عليهم ويضلون الطرق ويعودون ليعيدوا المشى فى طرق مشوا فيها من قبل ويفقدوا الأمل ويتوقفوا ويقرروا العودة ويشدهم أمل العثور على أحبابهم لمواصلة البحث.. كانوا على شفا موت جماعى من العطش وسط صحراء ظنوا أنه لا أول ولا آخر لها.. الخضه أوقفت قلوبهم بعضهم لم يصدقوا إلا عندما القوا بأنفسهم ووجدوا أنها مياه حقيقية وليس ما اعتادوا أن يخدعهم من خيالات لمياه غير حقيقية فى الصحراء وبعد ان شربوا واغتسلوا وجدت الزينة ثوبها الواسع ملتصقا بجسدها وبطنها على غير ما اعتادت تتكور أمامها احتضنتها السيدة العجوز الطيبة التى أصبحت اكثر من أم لها بعد أن عرفت حكايتها مع الزين وأنها خرجت تبحث عنه وحكت لها العجوز الطيبة حكاية وشقاء ابن عمرها الذى أخذه أبالسة الوالى والخواجات مع من أخذوهم من شباب قريتهم.. وحكت لها الزينة عن الزين وأنه كان طيبا وجميلا ورحيما وطوب الأرض يحبه ولقمته لجيرانه واصدقائه وأهله وأنها وعت على الدنيا وهو يحملها ويضعها فى صدره وبعد أن فطمتها أمها عن لبن صدرها كانت لا تسكت عن الصراخ إلا اذا وضعها فى صدره وتلعنها أمها لأنها لا تسكت وتهدأ إلا فى حضن ابن عمها الملعون مثلها وأنه كان اليد اليمنى لأبيها وابنه الحقيقى ولأهل قريتهم.. وأنه كان لا يغيب فى ترحيله إلا ويعود لأنه يعرف أنها تنتظره وستموت إذا غاب.. وهذه المرة أيضا ستجده وتعود معه.. احتضنت بطنها وقالت لأمها العجوز الطيبة الزين الصغير فرح بما سمعه وتقلب فى بطنى.. كما يفعل عندما أقول له سنعود ثلاثة الزين الكبير وأنت وأنا معكم.. مسحت العجوز على بطنها وقالت خمسة وخميسة بطن سبعة..وتدويرة البطن لصبى.. قالت لها أعرف رأيته فى منامى الخالق الناطق الزين الكبير.

يقطعون المشى الطويل باستراحات من المشى فى الطرق الطويلة التى دلهم عليها أولاد الحلال ليصلوا مكان شق البحر الجديد الذى قالوا لهم أنهم يأخذون ابناءهم اليه.. عرفوا أنهم اقتربوا منه عندما شاهدوا خلقا كيوم القيامة لا أول لهم ولا آخر.. لا يتوقفون عن ضرب الأرض بفئوس ولا يتوقف عسكر عن ضربهم بالكرابيج.. ومجاميع منهم قيدوا أيديهم وأرجلهم بالحبال وقالوا أنهم حاولوا الهروب وحكوا عنهم أنهم فى أوقات قليلة كان يخطفها بعضهم بعيدا عن أعين ورقابة العسكر كانوا يحكون حكايات وجعهم وقصص اختطافهم ويزدادون تعاطفا ومحبة لبعضهم.. على شواطىء المياه التى وصلوا عندها وعرفوا أن اسمها بحيرة المنزلة.. وجدوا أكواخا من البوص تمتلئ بنساء يصرخن ويلطمن خدودهن ويشققن صدور ملابس بالية ويحكين عن رجالهن من صيادى البحيرة أخذهم عسكر الافندى والخواجات لما ظهر اثناء شق البحر الجديد اكوام من طين لين أسود وقالوا لهم أن الصيادين الذين يسكنون البحيرة يستطيعون تخليصهم منها.. وأن الصيادين احترقوا بنار مشتعلة فى قلب الطين لم يفهموا انه كان فسفورا حارقا وان العسكر يبحثون عمن تبقى أو هرب من الصيادين .. حاولت الزينة أن تواصل المشى فى متاهة الرمال الصفراء التى بدت لها كبحر لا أول لها ولا آخر.. وجع لم تعرفه من قبل فى جانبيها وظهرها أعجزها عن المشى ومواصلة النداء على الزين اقتربوا من مجموعات جديدة من الخلق تذكرت يوم الحشر الذى كانت تسمع من جدتها أن الله سيجمع الناس فيه ليدخل الطيبين الجنة والاشرار النار.

ضاعت نداءاتهم وصرخاتهم على الغائبين عنهم وسط أصوات الخلق الذين لا أحد يرى لهم أول ولا آخر يحفرون وقوافل جمال تدوس من يقفون فى طريقها ليشربوا من المياه التى تتسرب من الحمولات التى تحملها على ظهورها لا أحد يسمع أو يجيب.. أصوات الكرابيج وهى تلهب ظهور الحفارين أعلى الأصوات.. يجمعون ما يجدون فى طريقهم من عظام وجماجم يربطونها فى خرقهم الممزقة ربما تكون من رائحة أحبابهم.. بقالون يونانيون نصبوا أكشاكا خشبية لبيع العيش والجبن.. لا يشترى منهم غير العسكر والخواجات.

كل المخلوقات أصبح لها من بعيد ملامح الزين.. ارتمت فى صدر العجوز الطيبة التى عرفت فيها لأول مرة معنى صدر الأم.. اشتد وجعها ولم تعد قادرة على كتم صراخها.. أطلقت كل ما حبسته من صراخ وبكاء.. نصبوا دروة من خرق ممزقة يبدو أنها كانت جلاليب لفلاحين ماتوا وتركوها.. ساعدتها العجوز الطيبة على وضع مولودها وخلعت جلبابا كان تحت جلبابها وأحكمت لفه به وقالت لها ابقيه فى صدرك حتى لا تأكله الفئران التى ملأت الناحية وهى تبكى وتضحك أعطته صدرها.. بكفه الصغير تعلق به وبدا فى مص لبن لا تعرف كيف امتلأ به صدرها رغم جوعها وعطشها.. كان كل من حكت لهم حكايتها يتسابقون لمساعدتها.. فى الليل وهى تخبئه فى صدرها تحكى لأمها الجديدة شكل فرحة الزين الكبير فالزين الصغير جاء الخالق الناطق منه.. ما أن استطاعت أن تقف على قدميها حتى عادت وهى تربطه على صدرها تواصل البحث عن الزين أو من يدلها عليه أو واحد من شباب قريتهم شاهده أو سمع عنه.

وراء دروة أخرى من البوص نصبتها أمها لها لترضع وليدها وتحميها من عيون عسكر جائعة بدأت تحوم حولها.. كأنه فحيح ثعبان كان صوت العسكرى الذى يحاول ان يرفع ثيابها انتفضت الزينة تصرخ وتضع فى صدرها وليدها الذى حاول العسكرى وهو يصلح ملابسه أن يختطفه.. كادت الزينة بحجر تضع رأسها عليه أن تكسر رأسه لولا أنه جرى مبتعدا عن رجال استيقظوا على صراخها.. قالت لها أمها.. لم يعد لنا مكان هنا.. عيونهم وأجسامهم الجائعة سيعودون بعد أن عرفوا طريقنا.. سيأخذون ابنك وينهشون لحمك بعد أن شموا رائحته.. فى الليل سنبعد عن المكان كله قبل أن يحسوا بنا فى طريق عودتها لا تعرف هى سندت العجوز أم هى سندت عليها.. لاحظت أنها بدأت تنسى اسمها والناحية التى جاءت منها وتنتهى محاولاتها لتذكر قريتها بالبكاء.. قالت لها الزينة أنا والزين نحتاج إليك والزين بدأ يتعلق بحضنك الذى عرفت فيه لأول مرة صدر ورحمة أم لم أجدها طول عمرى.. واصلت المشى فى الطرق التى تذكرت أنها تعيدها الى قريتها.. ضلت الطريق اكثر من مره.. احتمت ببيوت الغلابة وما يجودون به من طعام.. كلهم مازالوا يبحثون عن أحبابهم الغائبين ويبكون عليهم والشياطين والأبالسة من عسكر الافندى والخواجات يختطفون من تصل أيديهم إليه من عمال وفلاحين.. احتضنت الزين فى صدرها وأرضعته لبنا ملأ صدرها النحيل وقالت سأقطع اليد التى تمتد عليك وسأجعلك لما تكبر تقطع ايديهم مع ابيك الذى يقول لى قلبى كما قال لى فى كل مرة غاب فيها أنه سيعود.. ابتسامة عريضة غطت وجه الزين الصغير.

قالت له لك طلة وعيون النسر مثله أعرف أنك تسمعنى كما كان أبوك فى غربته عنى يسمع وجعى من ضرب أمى وأخى ويطلب منى أن أصبر وانتظره.. كنت اسمع فى الحواديت عن النداهة الطيبة وأنها مهما بعدت المسافات يصل صوتها الى من تنادى عليهم ولا تتوقف عن حكى الحكايات وسأفعل مثلها وأحكى لك كل يوم حكايتنا اسمع قلبى يقول كما قال فى كل مرة غاب فيها أبوك سيعود ليحكى لك ما نسيت أن أحكيه عن الترحيلات التى كان يذهب فيها الشباب ليحفروا الترع أو يحرسوا النيل أو يبنوا الجسور أو يزرعوا حدائق الأفندية والباشوات والخواجات وكانوا يموتون من الضرب والجوع والمرض.. وأنه فى كل مرة قتلوه فيها أحياه وأعاده الله لى.. كما سيعيده لك ولى ومع الشباب يرجع حق المظلومين والغلابة من كل من ظلمهم وسرق أولادهم ولقمتهم وأرضهم وشرفهم.. آخر ما سمعته يقوله قبل أن يخرج لصلاة الفجر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق