يبقى التجريد مساحة رحبة للتحليق بالخيال فى افق واسع. وساحة غير محدودة للجمال والمتعة, ولا يتوقف كثيرا امام المقصود والمبتغى.
....................
يعتبر الفنان التشكيلى «بخيت فراج» «1939_1997» احد الكبار حيث اسس وابدع من خلاله وكون منه عالمه الخاص. كما انه أول مصرى يعرض بالكلية الملكية للألوان المائية مع نخبة من رواد التصوير بالألوان المائية العالميين 1988.
وهو آخر سلالة فنانى جمعية الرسم بالألوان المائية التى أسسها الفنان حبيب جورجى.. فهو تلميذ مخلص لمنهج استاذه «شفيق رزق سليمان» نال بخيت فراج شهرته من خلال لوحاته التى تركز على دراسة المنظر الطبيعى _ لن تجد له ولو لوحة واحدة فى مكان مغلق _ والاهتمام بكل التفاصيل فى كل أعماله التى يصورها.
فجميع لوحاته كعادة التجريديين تتخذ من البراح معتركا ومحورا اساسيا، فالنخل والاشجار والبيوت الريفية والغيطان والزرع من عناصره المحببة.. تثير وتضىء دواخل المتلقى.
رسالته هى فتح عيوننا لإدراك الجمال فى الطبيعة حولنا حتى ان أكثر الأماكن فقراً وبدائية والأشكال الهامشية فى الواقع تتحول عند نقلها إلى لوحاته إلى رسالة حس ووعى.
ان التأثريين المصريين ومن بينهم بخيت فراج اتخذوا موقفا وسطا بين الواقعية والتأثرية.. فلا هم التزموا الاسلوب الواقعى كما أعلنه الفنان الفرنسى «كوربيه» ولا هم استسلموا للأسلوب التأثرى بحذافيره وانما انتخبوا من المذهبين ما يتفق والطبيعة المصرية.. كما قال عنه كبار النقاد.
فشخصيته الفنية وهو ما تبوح به لوحاته تعبر عن مدى حبه وهيامه وعشقه للطبيعة وانحيازه لها. ويبقى فى اعتقادى ان اللوحة الواحدة ابلغ من كل كلمات النقاد وتذوق المحبين.
وفى النهاية لن نجد له لوحات فى قصر ثقافة اسيوط الذى عمل به كمؤسس ومشرف للفنون «1962 _ 1972» وقت ما كانت الثقافة الجماهيرية تقوم بدورها فى هذا الشأن. ولا تجد له لوحه فى كلية تربية وهو من علم طلابها «1969 _ 1973».. انما تجدها كمقتنيات رسمية فى متحف الشارقة ومتحف الفن المصرى الحديث وعمل محفوظ بمعهد الكومنولث ببريطانيا عن السلام ولدى بعض تلاميذه ومحبيه فى السعودية واسيوط.
رابط دائم: