رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وفقا للأهرام.. بدايات 113 عاما من تاريخ النادى «الأهلى»
فتح باب العضوية عام ١٩٠٨ .. وشهادة عبدالخالق ثروت حول « أعاصير» هددت مشروعا وطنيا

يسرا الشرقاوى
النادي الاهلي

استعدنا فى هذه المساحة الأسبوع الماضى بدايات نادى «الزمالك»، احتفالا بمرور 110 من الأعوام على تأسيس القلعة البيضاء، وكان ذلك مدخلا لأكثر من قصة جاذبة، حيث أعادت الفصول الأولى لتاريخ «الزمالك» حكايات التمصير المقصود والتدريجى للأندية الرياضية والكروية، والتى بدأ أغلبها بأياد أجنبية. وتذكر القراء فصول المنافسة «العتيدة» بين الأهلى والزمالك، كإحدى موجهات التاريخ الرياضى المصرى، أو كما وصفهما الكاتب الكبير يوسف إدريس: «إن الأهلى والزمالك أقوى حزبين فى الشارع المصرى».

ولترسيخ مبدأ الروح الرياضية نستعيد هنا بدايات النادى «الأهلى» وأهم إنجازاته الأولى، هذا النادى العريق الذى تأسس قبل 113 عاما - 24 أبريل 1907 - ووجب التوقف أمام تاريخ «القلعة الحمراء».

 

فى كتابه «الأهلى والزمالك: قصة المنافسة والصراع وأشهر المباريات»، ينفى الكاتب الرياضى الكبير حسن المستكاوى ما يتردد أحيانا من أن «الأهلى» بدأ تحت مسمى «نادى طلبة المدارس العليا»، والذى فتح أبوابه عام 1905، وترأسه المحامى البارز عمر بك لطفى، الصديق المقرب من الزعيم المصرى مصطفى كامل. ويوضح المستكاوى فى كتابه أن الخلط يرجع إلى أن لطفى هو نفسه صاحب فكرة إنشاء النادى «الأهلى، والذى تم اختيار مسماه عن نية واضحة لتأكيد هويته الوطنية.


وكان عمر بك لطفى يسعى إلى نقل وتطوير تجربة «نادى طلبة المدارس العليا» الذى تحول إلى منتدى لممارسة طلاب وشباب المدارس مختلف أشكال الرياضة، وجعل مضمار الرياضات مجالا إضافيا لتنظيم وتكريس حركة المقاومة الوطنية ضد الحضور الأجنبى المتغلغل فى مختلف نواحى الحياة المصرية بداية القرن العشرين. لكن «الأهلى» بدأ مستقلا عام 1907 تحت مسمى «النادى الأهلى للألعاب الرياضية». ووفقا للمستكاوى فى كتابه، أن المسمى طرأ عليه تغيير طفيف عام 1908 بأن أصبح «النادى الأهلى للرياضة البدنية». ورغم أن الفكرة كانت للطفى، إلا أن أول من تولى رئاسة «الأهلى» كان ميتشيل أنس، مواطن إنجليزى كان يعمل وقتها بوزارة المالية المصرية، وذلك سعيا وراء توفير الدعم النقدى للنادى الجديد.

150 قرشا ومكانة خاصة للطلاب

ومن أوائل ما نشرته «الأهرام» حول بدايات النادى «الأهلى» كان بتاريخ 29 ديسمبر عام 1908، تحت عنوان: «افتتاح النادى الأهلى للرياضة البدنية بالجزيرة»، وجاء فيه: «قد أوشكت لجنة النادى على اتمام الاعمال التحضيرية لافتتاح النادى وقررت قبول الاشتراكات من اول يناير العام المقبل ويقبل عضوا فى النادى: أولا: طلبة المدارس العليا وقيمة اشتراكهم السنوى مائة وخمسون قرشا ما عدا نادى المدارس العليا فان لهم اتفاقا خاصا مع رئاسة النادى المذكور...»، وذلك قبل أن يوضح الخبر أن قيمة الاشتراك السنوى بشكل عام يقدر بخمسة جنيهات مصرية.


وبتتبع القارئ ما نشرته «الأهرام» حول بدايات «الأهلى»، يجد المنشور فى عدد 23 مارس عام 1916 بعنوان «مبرة سلطانية». وكانت مصر فى ذلك الوقت قد تحولت إلى نظام « السلطنة» تحت الحماية البريطانية، إذا عزل البريطانيون الخديو عباس حلمى الثانى، آخر خديو لمصر، ورفعوا عمه حسين كامل سلطانا لمصر بين عامى 1914 و1917، وذلك لإنهاء فكرة تبعية الحكم المصرى للدولة العثمانية، مع بدايات الحرب العالمية الأولى.

وموضوع «المبرة السلطانية» هو فى واقع الأمر رسالة تلقتها الأهرام من فؤاد النور، سكرتير «النادى الأهلى» وقتها، والذى قال فيها: «يهتم عظمة مولانا السلطان اهتماما متواصلا بترقية الأمة المصرية فى كل وجوه الحياة حتى تتمكن من مجاراة الامم الغربية .. وقد رأى عظمته حفظه الله ما يعود من الخير على المصريين اذا هم اهتموا برياضة ابدانهم التى تؤهلهم للصبر على العمل والجد فى الحياة فتفضل اطال الله بقاءه وشمل النادى الأهلى للرياضة البدنية بفيض من فيوضه التى عمت سكان مصر وخلدت له حسن الذكر فتكرم حفظه الله واصدر امره الكريم بصرف مبلغ اربعين جنيها مصريا لهذا المعهد الأهلى وان فى هذه المبرة السلطانية لمعنى عاليا وهو رضا عظمة مولانا السلطان عن هذا العمل المفيد» .

قصة «ثروت» .. ودعم «حرب»

فى العام التالى 1917، نشرت «الأهرام» تحت عنوان «النادى الأهلى وانتخاب عمدته»، ما كان من انتخاب مجلس إدارة النادى والذى انتهى إلى الإبقاء على جميع أعضاء المجلس، يتقدمهم رئيس النادى وقتها عبدالخالق ثروت باشا (1873-1928)، رئيس وزراء مصر فترتين فى العشرينيات. وكان ثروت قد تولى رئاسة النادى خلفا لعزيز عزت باشا، الذى تولى بدوره خلفا لأنس الإنجليزى. وأشارت «الأهرام» إلى قضية ديون النادى التأسيسية، فقال: «النادى الأهلى فى الجزيرة ناد كبير يزيد عدد اعضائه على 300 عضو من الناشئة الراقية ومن الشبان المتعلمين فهو فى نظرنا اكبر ناد فى القطر المصرى وانفع ناد بمقاصده الرياضية وقد كان هذا النادى حين انشئ مدينا بمبلغ الفى جنيه فضمن هذا الدين حضرة صاحب السعادة عمر باشا سلطان وحضرة صاحب العزة طلعت بك حرب وقد استهلك من الدين 600 جنيه فالباقى 1400 جنيه. ورأت وزارة المعارف نفع هذا النادى فاعانته براتب سنوى قدره 200 جنيه..» ويوضح الخبر أن وزارة المعارف، وبوصفها ممولا للأهلى، كان يحق لها تحديد أمين صندوق النادى، وذلك عن طريق عرض ثلاثة أسماء على مجلس الإدارة ليختار بينهم.


ولتمويل «الأهلى» وبدايته قصة طويلة أوجزها عبدالخالق ثروت فى كلمة ألقاها بعد عقد الجمعية العمومية للأهلى، ونشرت أخبارها «الأهرام» بتاريخ 14 فبراير 1919، فكان مما جاء فى كلمة ثروت، وكان وقتها وزيرا للحقانية (العدل): «فان اول ما ينطق به لسانى فى هذا الحديث هو اسم المرحوم عمر لطفى بك ذلك لانه الواضع لهذا النادى وصاحب الفكرة فى تأسيسه. كان المرحوم عمر بك لطفى وكيلا لمدرسة الحقوق وكنت فى هذا العهد موظفا بوزارة الحقانية.. حضر ذات يوم وقال لى انه كثيرا ما فكر فى احوال طلبة المدارس العالية وكيفية تمضيتهم لاوقات فراغهم وفى علاقات خريجيها ببعضهم البعض.. وقال انه يرى ان خير دواء لها تأسيس فناء فى نقطة صحية خارج المدينة تكون منتدى لطلبة المدارس العليا وخريجيها يقضون فيها اوقات فراغهم ويتمرنون فيه على الالعاب الرياضية .. ولكن لا اخفى عليكم ان املى فى نجاح المشروع كان اقل بكثير من تخوفى من عدم امكان تنفيذه او من سقوط النادى بعد تأسيسه. وعذرى فى هذا التخوف انى جريت فى حكمى هذا على قياس الحاضر والمستقبل بمقياس الماضى. فكم من مشروعات وطنية قامت بضجة عظيمة وأقبل عليها الناس أيما إقبال، لكنها ما لبثت أن أخذت فى التلاشى والفناء حتى اصبحت أثرا بعد عين .. لا أريد ان اشرح لكم بالتفصيل الادوار التى مرت عليه منذ نشأته فهو كغيره من المشروعات هبت عليه اعاصير كادت تودى بحياته ولكن الله سبحانه وتعالى اراد له السلامة فقضى هذا الدور من حياته وخرج من تلك الازمة تحوطه عناية من الحكومة..» وذلك قبل أن يشكر ثروت وزارتى المعارف والمالية على دعمهما لهذا المشروع الوطنى، ويخص بالشكر طلعت بك حرب على مساعدته المالية للأهلى.

سر «حجازى» وبطولات البدايات

أما عن بداية المنافسة الشهيرة بين العملاقين «الأهلى» و «الزمالك»، فيحكى المستكاوى فى كتابه سالف الذكر، أن أول فريق لكرة القدم بالأهلى تأسس عام 1909، وأن أول لقاء كروى جمع الناديين كان عام 1917، ولكن زيادة حدة المنافسة بينهما كان سببها الأول حسين بك حجازى. وحجازى لاعب كرة بارع عاد لمصر بعد اللعب لمصلحة نادى «فولهام» الإنجليزى، حسب المستكاوى، ليؤسس فرقة «حجازى إلفن» أو «حجازى 11»، ونجح فى تحقيق انتصارات موجعة ضد الفرق الإنجليزية فى مصر، قبل أن ينضم إلى النادى الأهلى مع مجموعة من فرقته، فيما توجه باقى فريقه إلى «الزمالك». وكان ذلك بداية حركة تنقلات مستمرة لحجازى ما بين الأهلى والزمالك على مدى سنوات، مما زاد من جذوة المنافسة بين الفريقين.


وفى سياق هذه المنافسة حقق «الأهلى» الكثير من الانجازات، فمنها ما أورده «الأهرام» بتاريخ 21 أبريل 1938 تحت عنوان «الأهلى يفوز بكأس فاروق»، وجاء فيه «تبارى أمس نادى الأهلى والمختلط ( فى إشارة إلى ثانى مسمى تسمى به نادى الزمالك) على كأس التفوق المصرى للامير المحبوب (فاروق).. واسفرت النتيجة عن تفوق الأهلى باصابة واحدة (فى إشارة إلى إحرازه هدفا واحدا) فى الشوط الثانى.. وبهذه النتيجة نال النادى الأهلى الكأس .. ونال المختلط شرف الوصول اليها واللعب بالمباراة النهائية».

ولا ينتهى حديث البطولات الأولى للاهلى هنا، فمن أبرز ما حققه «الأهلى»، كان فوزه فى 1947 بكأس الملك فاروق، فوفقا لعدد الأهرام الصادر فى 25 مايو 1947، ورد خبر مصحوبا بصورة الفريق محمد حيدر باشا، وزير الحربية فى عهد الملك فاروق، وهو يقدم كأس الملك إلى رئيس فريق الأهلى. ويوضح الخبر أن المباراة دارت بين الأهلى وفريق المصرى، وكادت تنتهى بالتعادل، لولا تفوق الأهلى ونجاحه فى حسم المباراة إلى صالحه. وكان ذلك التاريخ العريق بداية لمسيرة مميزة زاده الانتصار والتفوق وحسن تنظيم الصف.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق