رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«و للجثث رأى آخر» داخل مشرحة زينهم

مى إسماعيل

دموع واوجاع وصمود وغدر وحب ورعب وراحة... أحاسيس كثيرة ومتناقضة تشعر بها وأنت تُبحر بين ضفاف العدد الأول من سلسلة «والموتى يتحدثون ايضا» للطبيب محمد الشيخ بعنوان «وللجثث رأى آخر»، الصادرة عن دار شهر زاد للنشر؛ وبينما تمر بين الفضاء الأدبى لمحتوى الكتاب تتجسد أمامك بين السطور كل المشاهد لترى تفاصيل كل شيء ولكن بعين طبيب مشرحة زينهم الشرعى، الذى صور بجدارة تفاصيل نعوش وأحزان وصرخات ألم النهاية الممزوجة ببداية معرفة الحقيقة.

بين أيدينا اليوم كتاب صنفه البعض أنه ينتمى بدرجة ما إلى أدب الرعب، والبعض الآخر يرى أنه واقعى يرصد حكايات وتجارب حقيقيه من عالم ما وراء الطبيعة المثير.. وبين هذا وذاك سندفع باب المغامرة والتشويق والمعرفة معا عزيزى القارئ ولكن بحذر.فقط أطلق لخيالك العنان واترك الأفكار لتداعبها الكلمات لترى الشخصيات والأحداث المرسومة بين السطور، فأنت على موعد خلال الأسطر القليلة القادمة للغوص داخل تجربة خاصة تمنحك الكثير من الإمتاع والمعرفة؛ فرغم أن الكتاب يحمل بين صفحاته أربعا وعشرين قصة واقعية بها الكثير من التفاصيل والشخصيات والأحداث المختلفة إلا أنه مُنظم ومُنمق بشكل جيد؛ الكلمة الأولى كانت للغُلاف المُصمم بشكل مختلف وجذاب يمنحك الحالة المُناسبة لمُعايشة مشاهد من قصص حياة جثث من مشرحة زينهم، الذى استطاع الكاتب بأسلوبه السلس والصادق أن يخطفك مُنذ الوهلة الأولى دون الشعور بين صفحات الفصول بالملل أو التشتت ولو لحظة حتى النهاية. بدأ الكاتب بمقدمة تحترم عقلية القارئ وتؤهله نفسياً لمعرفة الحكاية الأولي؛ «قصة افتتاح الكتاب» التى حدثت بالفعل للطبيب محمد الشيخ خارج المشرحة لتمنحه فرصة بأن يصبح طبيبا شرعيا داخل مشرحة زينهم والراوى المشارك فى عرض طبيعة العمل للمكان المحورى للأحداث وتفاصيل حكايات ومعلومات لا يعرفها الكثيرون، تارة بشكل مهنى كطبيب شرعى، وتارة أخرى بأسلوب ادبى بسيط جدا لا يخلو من الفكاهة لكسر حدة المشاهد المُرعبة المنسوجة داخل الحقائق والصور المعروضة داخل الكتاب.

المحتوى يتحدث عن قصص شخصية وواقعية حدثت بالفعل مع الطبيب الراوي؛ مشاهد لجثث مختلفة تحكى عن ابتسامة شهيد، وعن رصاصة غدر، وصبر أم، وقسوة زوج، ودموع أهل؛ حكايات الحياة المختلفة تُحكى من جديد لكن من قلب الموت، للوهلة الأولى يشعر القارئ بأن لكل جثة حكاية منفصلة عن الأخرى حتى النهاية ليصل إلى أن مهما اختلفت الأحداث والروايات فللجثث داخل مشرحة زينهم رأى آخر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق