رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أحلام «الميدان» .. حولها الإخوان إلى كابوس

كتب ــ إبراهيم سنجاب

كان من المتوقع أن تكون سلبيات أكبر خروج بشرى عرفه التاريخ الإنسانى أكبر مما تصور ثوار ميدان التحرير فى قلب مصر العريقة، زعيمة المنطقة العربية التى تقع فى بقعة جغرافية هى الأهم على وجه الأرض جغرافيا وإستراتيجيا وتراثيا. لم يدرك الحالمون بغد مصرى يليق بمكانة بلادهم الملهمة، فى خيالهم وذكريات الآخرين على مدى آلاف السنين من أول غرس إنسانى على ضفاف أجمل أنهار الدنيا. ولم يقدروا أن أى تغيير فى مفردات شكل الحياة فيها له تأثيره على عشرات الدول والأنظمة ومئات الملايين من البشر.

لم ينتبه الطيبون للخبثاء الذين بين صفوفهم لمن شاركوهم ولكن بهدف خبيث هو سرقة ثورتهم وتسليمها لتنظيم دولى خارج حدود الوطن. لم يدرك عموم المصريين هذه الحقيقة إلا انكشاف جماعة الإخوان عندما تمكنوا من الميادين ثم السلطة فى خطأ تاريخى لا يليق بوطن اسمه مصر. وعندما تلمس بعضهم ذلك متأخرا مع ظهور محاولات التدخل الأمريكى الأوروبى العربى الآسيوى فى تحديد مصير 25يناير. حين تنصل قادة الجماعة الإرهابية من كل الشعارات الإسلامية البراقة التى تشدقوا بها طيلة السنوات، عندما كانوا فى صفوف المعارضة أو خلف أسوار السجون والمعتقلات .

ومنذ اللحظة التى أعلنوا فيها انضمامهم ــ للثورة وكانوا قبلها قد أعلنوا أنهم لن يشاركوا فيها ــ عرفت الميادين رائحة الموت، وسمع المتظاهرون أصوات الرصاص، وشاهدوا نيران الحرائق فى سماء العاصمة والمحافظات وانقلب المشهد لتطيح أنانية وحقد وكراهية أهل الشر بسلمية الثورة وبمشاهدها الحضارية التى حظيت بإعجاب العالم.

انفرد أهل الشر بمصير الثورة وحجموا أهدافها وأطاحوا بالثوار من غير الإخوان والسلفيين، ولم يستجيبوا لكل نداءات الميدان بالوحدة وتحديد أهداف الثورة وأمعنوا فى الخصومة لدرجة حبس شباب التحرير وتعذيب بعضهم فى الخيام وتحكم إرهابييهم فى الدخول والخروج من الميادين، وبعدما صدر الإعلان الدستورى مبكرا فى مارس 2011، وقبل استعداد شركاء الميدان من الشباب والأحزاب السياسية الناشئة التى أعلنت بعد الثورة تطبيقا لشعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وهنا بدأت ملامح المؤامرة عندما انقلبوا على إعلانهم أنهم لن يشاركوا فى الانتخابات البرلمانية على جميع المقاعد، ولكنهم شاركوا بجميع الدوائر. ثم أعلنوا أنهم لن يشاركوا فى المنافسة على مقعد الرئاسة إلا أنهم شاركوا بمرشح ثم بمرشح احتياطى، رغم مناشدة جميع القوى الثورية والسياسية لهم بعدم الاستئثار بالسلطة.

وفى مشهد أثار كثيرا من ردود الأفعال السلبية ظهرت إحدى قيادات الإخوان النسائية لترد على تحفظات ممثلى القوى الثورية بشأن انفراد الجماعة بالسلطة، بأنهم لم ينفردوا بعد بها وسيحدث ذلك عندما يتمكنون من جميع المجالس المحلية وعندما يصبح أصغر موظف فى المحليات إخوانيا.

وفى مشاهد شديدة الاستفزاز ظهرت عدة قنوات دينية تدعى أنها إسلامية تمكنت من نشر الأفكار المسمومة فى زمن قياسى بين عموم الشعب بل وعموم المشاهدين فى العالم حيث يصل إرسالها، وبشكل سريع ظهرت نتائجها فى إحداث حالة استقطاب دينى وفرقة بين عموم المسلمين وصلت إلى حد إشعال الفتن وإثارة نيران الطائفية المقيتة بحيث هدمت بعض المساجد التى بها أضرحة وقتل إمام إحدى الزوايا. ويوما بعد يوم تدحرجت كرة النار التى حرقت أقسام شرطة ومديريات أمن ومبانى مهمة فى قلب العاصمة والمحافظات، وقتلت عشرات المصريين من الجيش والشرطة والمدنيين ولم يسلم منها القضاة والإعلاميون المكلفون بتغطية الأحداث، حتى جاء المشهد الذى تأكدت معه حتمية الخروج على حكم مكتب الإرشاد، وذلك عندما صدر الإعلان الدستورى المكمل ليمنح ساكن قصر الاتحادية صلاحيات أطاحت بأحلام الطيبين فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ثم أطاحت به وبجماعته.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق