رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ثرثرة المرأة أقل خطرا من صمتها

منال بيومي
ثرثرة المرأة

كثيرا ما يلجأ الرجال إلى الصمت فى الحياة الزوجية كوسيلة لتفادى المشكلات أو تقليل التوتر دون أن يكون فى ذلك خطر على صحتهم قدر خطورته على الزواج نفسه لكن عندما تلجأ المرأة للصمت ففى هذا خطر كبير على صحتها وترتفع احتمالات تعرضها للأمراض القلبية لأنها لا تحتمل كتم مشاعرها أو عدم الإفصاح عما يضايقها وهذا ما أكدته دراسة أجرتها جامعة أريزونا استمرت عشرة أعوام وخرجت بتحذير لكل الزوجات «لا تكتمى مشاعرك ولا تختارى الصمت فهو خطر على صحتك»...

 

ولكن لماذا تلجأ أحيانا المرأة للصمت فى الحياة الزوجية يفسر الدكتور أحمد فخرى أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ذلك بأن المرأة فى هذه الحالة تكون مشغولة بدفن بعض المشاعر وهى الحالة الأخطر من حالات الصمت وأخطر من صمت الرجل نفسه الذى يفضل دائما عدم الخوض فى التفاصيل وتفادى المشكلات قدر الإمكان دون أن يكون لذلك تأثير كبير عليه .

ويؤكد أن المرأة لديها قدرة أكبر على التعبير والرغبة فى التواصل والمعروف عنها انها «رغاية» تحب الثرثرة وترغب دائما فى تواصل أفضل مع زوجها وقد تشعر بالغيرة عند انشغال الزوج عنها بمشاهدة التليفزيون أو الموبايل فهو لا يشاركها أحاسيسها ولا مشاعرها ولا يريد الخوض معها فى تفاصيل الحياة اليومية بكل دقائقها بدءا من أكلة جديدة أو فستان أوحتى قصة الشعر التى طرأ عليها بعض التغيير فتتأثر الزوجة بكل ذلك وتشعر بأنها مهملة وأن الزوج لديه اهتمامات أخرى هى ليست من ضمنها مما يجعلها تغضب تصرخ بغض النظر عن اختيار التوقيت والأسباب المناسبة.

ويضيف أن الخطر الحقيقى عندما تصاب الزوجة بحالة من الصمم وعدم التعبير وهنا تكون قد وصلت لمرحلة من فقدان الأمل فى الإصلاح ومن الضغط النفسى الشديد واليأس والشعور بعدم الجدوى من الحديث فهو لن يغير شيئا ولن يحقق أى نتيجة مرجوة بالنسبة لها ويعتبر الخرس لدى الزوجة من أخطر المراحل التى تمر بها فى حياتها الزوجية وتعتبر هذه المرحلة هى النهائية لسلسلة محاولات كثيرة فاشلة للإصلاح ولأن تركيبة عقل المرأة تجعلها دائما هى الطرف المحافظ على البيت وعلى استمرار الحياة الزوجية. 

ومن تقرر الصمت غالبا ما تصاب بالاكتئاب الشديد والاضطرابات «النفسجسمانية» فبدلا من التعبير بالكلام عما يزعجها يبدأ الجسم فى التعبير عنها يعبر فى صورة آلام ومتاعب أساسها نفسى من فرط الكتمان والضغط وعدم التفريغ الانفعالى عما تشعر به من تعب نفسى ولا سبيل إلا جسمها فقط هو الذى يعبر عن آلامها . 

يشير أيضا د.فخرى إلى أنه هناك أسبابا عديدة تدفع الزوجة بجانب المشكلات الزوجية إلى اللجوء إلى الصمت وايثار السلامة إذا شعرت أنها فقدت الامل فى تحقيق حلمها فى بناء أسرة سعيدة واستكمال حياة زوجية بشكل ايجابى كالرغبة فى تنشئة الأولاد فى جو الأسرة فتقرر الصمت بديلا عن هدم الحياة الاسرية.

موضحا أن للعامل المادى دورا كبيرا فى لجوء المرأة للخرس الزوجى فقد يكون لا معيل لها غير الزوج أوانها ليس لديها عمل أو مصدر دخل يجعلها تقدم على خطوة الانفصال فلا مفر من الصمت بالاضافة الى عدم مساندة الأهل لها ورفضهم للطلاق فتشعر المراة أن لا سند لها مما يجعلها تكمل حياتها دون رضا ويكون الصمت والخرس هو الملاذ الآمن لها ويلفت د.فخرى نظرنا إلى أن طريقة تربية البنت فى بعض البيوت يجعلها تعتبر الصبر على إساءات الزوج او قبول الأهانة امرأ طبيعيا فقد اعتادت على ذلك فى طفولتها وتعيش سنوات زواجها على أمل ان تكون نهاية صبرها خيرا وهو ما لا قد يحدث بالضرورة فتكون النتيجة مزيدا من الإحباط وعدم الرضا.

ولعدم الوصول لمرحلة الصمت المميتة ينصح كل زوجة أن تطلب المساعدة فى حالة عجزها عن تأكيد ذاتها وهو أمر مهم جدا فعلى كل امراة ان تطلب ما تراه يحقق لها السلام النفسى وان ترفض ما لا تجده يناسب حياتها وتكوينها وتعبر عن مشاعرها السلبية بأسلوب لائق ومقبول.

ولا تسكت عن الخطأ مهما يكن ومواجهة المشكلات والبحث عن حلول لها بما يقوى من مسيرة البناء الاسرى بدلا من الصمت الذى من شأنه إيجاد أسرة مختلة نفسيا وأم تعسة لا تستطيع أن تربى أبناء سعداء اسوياء. ونصيحة لكل الرجال دعها تتحدث وتعبر عن نفسها فليس كل الصمت مريحا وتجنب المشكلات لا يحلها، فثرثرة المرأة اقل ضررا من صمتها..

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق