رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر تفتح كنوزها لكبار الزوار
القاعـات البيزنطية روائـــع القصـــور الملكية المصرية

رياض توفيق;

تشهد القصور الملكية فى مصر الآن تطبيق قرار فتحها لزيارات كبار الزوار من رؤساء الدول والمسئولين الأجانب، الذين يسجلون انبهارهم أمام روعة درة هذه القصور، المعروفة «بالقاعات البيزنطية» التى تموج بالزخارف وصور عديدة من الإبداع تجعل منها أفخم القاعات على مستوى العالم، وداخل هذه القاعات يستمع الزائرون إلى قصة إنشائها وأيضاً لشرح تاريخى وفنى لمحتوياتها من أشهر الفنون العالمية المعروفة بالفن البيزنطى وتكشف الأسرار التاريخية للأسرة الملكية السابقة فى مصر، إن إنشاء تلك الكنوز قد صنعتها مجرد الصدف. حيث تصنع الصدف فى بعض الأحيان صروحاً من الإبداع.


يسجل تاريخ الأسرة الملكية فى مصر تفاصيل إنشاء القاعات البيزنطية فى القصور الملكية، والتى أشرف على تنفيذها الملك فؤاد الأول الذى حكم مصر خلال السنوات من 1917 حتى 1936، ويحكى التاريخ قصة إنشاء هذه الكنوز أن الملك فؤاد خلال إحدى جولاته فى البلاد التقى بالصدفة البحتة «بعرافة» وخضع لحظات لكشفها تفاصيل طالعه النجمى وأسرار حياته وماذا تخفى الأقدار له.

والعجيب أن الملك أصابه الذهول أمام أقوال «العرافة» لما رددته من حقائق حياتية للملك ولذلك عندما طلبت منه تنفيذ أمرين تطالبه بها النجوم والطالع، ما لبث أن وافق على الفور.

كان الطلب الأول أن تبدأ أسماء سلالته بحرف (F) واستجاب الملك وظل هذا الحرف يتداول، حيث أطلق اسم «فاروق» على ولى عهده ثم رزقه الله بأربع فتيات حملن أيضاً نفس الحرف وهن «الاميرة فوزية التى تزوجت بشاه إيران، والأميرات فايزة وفتحية وفايقة، وعندما تزوج ولى العهد فاروق تم تغيير اسم العروسة من صافيناز إلى الملكة فريدة لتحمل بدورها حرف (F).

وكان الطلب الثانى للعرافة أن تكون الفنون القبطية ضمن فنون تشييد القصور الملكية فى البلاد، والغريب أن الملك شرع فى تنفيذ المطلب الثانى وبدأت رحلة البحث عن هذه الفنون، حيث كانت الفنون السائدة فى ذلك الزمان هى الفن الإغريقى والفن الإسلامى والفن المصرى القديم ثم الفن البيزنطى الذى بدأ فى الظهور فى القرن الرابع الميلادى مرتبطاً بنشأة القسطنطينية والتقت فيه الحضارات الشرقية من فارس وسوريا ومصر.

واختار الملك الفن البيزنطى حيث كان فى بدايته فناً مسيحياً، أى بطابع دينى بحت، ثم ما لبث أن تأثر بالحضارات الشرقية، فأخذ من الإسكندرية طابع الخيال على الجداريات، كما أخذ فن البورتريهات» التى اشتهرت بها «الفيوم» والتى كانت الأساس الذى استمد منه فن «الأيقونات»

القصــــور الملكية

ويعود بداية بناء القاعات البيزنطية داخل القصور الملكية المصرية.. إلى قصر رأس التين الذى شيده محمد على باشا 1934 بالإسكندرية والذى بناه فوق أرض كانت تشغلها أشجار التين، وأصبح المقر الصيفى لحكم هذه الأسرة. وهذا القصر الفاخر مقام فوق ستة أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل لوحات كتب بداخلها كلمات عن العدل منها: «العدل ميزان الأمن» و»حسن العدل أمن الملوك» وأيضاً «العدل باب كل خير» وأخيراً «اعدلوا هو أقرب للتقوي» ويكتنف هذا العتب تمثالاً أسدين ونسرين متقابلين.

عـــابدين جوهــــرة القصـــور

ثم كان إنشاء القاعة الثانية الأكبر حجماً والأعظم تصميماً بقصر عابدين جوهرة القصور الملكية والمقر الرئيسى لحكم البلاد، والذى بناه الخديو إسماعيل عام 1874 فى توقيت حفر قناة السويس، ويحتوى 500 غرفة وقاعة، ويعتبر أغنى قصور العالم باللوحات القيمة، وأهم ما يميزه قاعات العرس ومكتب الملك والعائلات الملكية وجناح الحرملك ثم القاعة البيزنطية فاكهة القصر وعروسة القاعات.

وقد حقق الملك فؤاد حلمه بإنشاء هاتين القاعتين ولم يطل به العمر لتنفيذ هذا الفن فى باقى القصور الملكية. إذ رحل عام 1936 ليتولى نجله الملك فاروق عرش مصر والذى شهد عصره قيام ثورة 23 يوليو، والتحول إلى النظام الجمهوري.

رحلــــة العمــــر

وعندما يسعدك الحظ بزيارة هذه القاعات.. فإن الطريق إليها بعد ممرات ومحتويات هذه القصور يصيبك بالإبهار.. ولكن عندما تقف داخل القاعة البيزنطية.. تكتشف أنك وسط مهرجان من الفنون والإبداع تحتاج إلى خبرة مختص، ويسترسل د.محمود عباس خبير القصور الملكية لشرح مقتنيات القاعة قائلاً: القاعة البيزنطية تعد من ابهى واجمل وابدع وافخم القاعات فى العالم على الاطلاق وسميت البيزنطية لاحتوائها على رسومات جدارية بديعة من الفن البيزنطي. وقد شيدها الملك فؤاد لتضم سرايا عابدين كافة الفنون بجميع انواعها وتعد اضافة الفن البيزنطى والقبطى استجابة الملك فؤاد لمطلب الثانى للعرافة القاعة البيزنطية مبدعة ذات فخامة وروعة فى التخطيط والفنون فهى ذات جدران مرمرية مزخرفة بالنقوش الذهبية والفسيفساء والبلاطات الموزايك المعروفة باسم بلاط الخردة لتنتج عنها رسومات فى غاية الروعة والابداع.

وهى مفروشة بالرخام المرمر اما السقف فهو من الخشب المزخرف بزخارف بارزه مطعمة بالصدف والابنوس ويتوسط القاعة فسقية من الرخام الالباستر تنساب المياه من نافورة بوسطها .

القاعة مستطيلة الشكل جدار واجهتها مزخرف بالفسيفساء التى تشكل رسومات راقصات يرقصن حول شجرة يتدلى من اغصانها الزهور .

ويوجد فى هذه القاعة باب على اليمين يدخل منه الى الجناح البلجيكي. ثـــــلاثة مستــــويات ويوجد بالقاعة مقاعد من الخشب المكسو بالحرير وتنتهى يد كل مقعد برأس اسد وامام هذه المقاعد مناضد من الرخام المزخرف على جانبى جدران القاعة مقسمة الى ثلاثة مستويات. المستوى الاول متناظره ومتماثلة فمن اسفل عبارة عن اشكال مستطيلة طولية معقودة من اعلى مزخرفة بزخارف دقيقة . المستوى الثانى عبارة عن اشكال آدمية تمثل راقصات يرقصن حول شجرة يلحق فروعها واغصانها الورد والزهور . اما المستوى الثالث وهو الاعلى والاخير فعبارة عن اشكال هندسية دقيقة . اما ارضية القاعة فهى من الرخام المرمر عبارة عن اشكال هندسيه لاشكال مستطيلات ومعينات ومربعات ومثلثات مختلفة الاحجام متداخله ذات الوان زاهيه بارعة الجمال.

اما سقف القاعة فهو من الخشب المزخرف ومقسم ذات اشكال هندسية بارزة مذهبة وغائرة متتالية متداخلة داخل بعضها البعض ويتدلى من وسط السقف ثلاث ثريات مذهبة اكبرها اوسطها مزخرفه بزخارف هندسيه دقيقه ومفرغة ويتدلى من كل واحدة منها دلايات عبارة عن اشرطة طولية متعددة .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق