فى فيلم «المراهقات» تلتقى «ندا» بشاب جاء إلى الحفلة يرتدى ملابس ضابط طيار، وتظل عينا «ندا» متعلقتين بعينيه وتضطرب وهو يتقدم منها، ولا تستطيع رفض دعوته الصامتة للرقص معه.
تضع رأسها على صدره فى حركة حالمة، وتغمض عينيها وتظل ترقص بلا توقف فترة طويلة، وكل من فى الحفلة من فتيات وشباب فى دهشة من تصرفها، ثم تستفيق على دقات الساعة التاسعة، وهو موعد انصرافها فتخطف حاجياتها وتنطلق إلى الخارج.
هذا المشهد الذى يماثل حكاية «سندريلا» الذى قدمته المبدعة «ماجدة» ــ التى نحيى هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيلها ــ واحد من أدوار كثيرة قدمتها وعالجت من خلالها قضايا مهمة تخص المرأة المصرية، من أهمها مشاكل المراهقات، وتبعتها بأفلام وأدوار أخرى ناقشت من خلالها موضوعات شائكة مثل زواج القاصرات من كهول فى «أين عمرى»، وقضية الزواج من رجل عاجز جنسيا فى«السراب»، وقضية تحرر المرأة فى «دنيا البنات» و«بنات اليوم»، و«النداهة»، وقضية الأرملة الحائرة بين الحب وواجباتها كأم فى «مع الأيام»، وقضية المرأة العانس المثقفة التى أنستها مسئوليتها الاجتماعية حقوقها كأنثى فى
فيلم «جنس ناعم».
وبعيدا عن القضايا الاجتماعية، قدمت ماجدة أفلاما وطنية مهمة، حيث وثقت لجرائم الاحتلال الفرنسى للجزائر فى فيلم «جميلة» الذى كتب عنه «جان بول سارتر» قائلا: «عندما شاهدت هذا الفيلم انفعلت به كثيرا، وقد هزتنى الممثلة الصغيرة الكبيرة، وانتزعت منا الدموع، وأنستنا جنسيتنا».
كما احتفت ببناء السد العالى ومحاولات إنقاذ آثار النوبة فى «الحقيقة العارية»، ووجهت تحية لشهداء مصر وجنودها وضباطها الذين صنعوا ملحمة الصمود والتحدى والعبور فى «العمر لحظة».
ماجدة لم تكن مجرد نجمة تمتلك أداء تمثيليا خاصا جدا مرت فى تاريخ الفن السينمائى المصرى، فهى مؤسسة سينمائية متكاملة، حيث قامت بالإنتاج ، والإخراج، واكتشاف المواهب، وتميزت بأداء رقيق ملىء بالضعف الأنثوى وصوت به «بحة» خاصة ، لا تنساها الأذن.. رحم الله نجمتنا المناضلة.
رابط دائم: