رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العيون اليقظة

بريد;

هناك أسباب عديدة تدفعنا إلى إعادة النظر في مفهوم العلاقة بين الآباء وأبنائهم بعد أن استقر في ذهن أغلبية الآباء أن وظيفتهم تنحصر في تحقيق المتطلبات الحياتية من ملبس ومأكل، وطبقا لهذا التصور تحولت مسئولية الآباء إلى وظيفة مداها لا يتجاوز دائرة صغيرة من اهتماماتهم في الوقت الذى حدث لهم فيه للأبناء تحوّل نوعى في طبيعة حياتهم وأفكارهم خارج هذه الدائرة تماما، وهو ما يتطلب أدوات وآليات جديدة لاحتوائها قبل أن تعصف بهم اجتماعيا وإيمانيا، وأعتقد أنه لا يوجد شىء يعوض الآباء عند انحراف أبنائهم وارتكابهم سلوكيات شاذة أو انفلاتا أخلاقيا يجرهم إلى ما لا تحمد عقباه ويصعب تضميد آثاره، وهكذا يتوارى الآباء من القوم من سوء ما يفعله أبناؤهم، وقد علت جباههم علامات الخجل والعار، وبالتالى أصبحنا فى حاجة ملحة إلى خطاب جديد بمفردات مباشرة تُمثل زادا إيمانيا وروحيا يُكسبهم قوة مُضاعفة كخطوط دفاع استباقية، فنُحبب فيهم فعل الخير ونحاصر داخلهم مساحات الشر، وأن يجتنبوا قول الفواحش وفعلها وجُلساء السوء وأفعالهم، ونطلعهم على المعنى الثرى للرجولة بأنها سلوك ومسئولية تنقل الإنسان من فضيلة إلى أخرى وأن نزرع في نفوسهم روح الحب والوئام ونخلصهم من روح الحقد والانتقام، ونزكى فيهم مفاهيم الواجب والأصول، ومساعدة الضعيف واحترام الكبير، وصلة الأرحام وأن نملأ وجدانهم بمبادئ القيم والفضائل والأخلاق الرفيعة والصدق والسير على الطريق المستقيم، وكل ما يؤجج هويتهم الدينية والوطنية، وأن يحترموا القانون ليس من باب خشية العقاب بل لكى يتحول إلى سلوك وواقع مُعاش، فيلزمون الصواب فى كل تصرفاتهم وألا يبُدر منا أمامهم ما يُناقض نصائحنا لهم وأن نكون حولهم كعيون يقظة تراقب سلوكهم، وعند مشاهدة أى بوادر انحراف أو انفلات نتدخل بلباقة وحسم لتقويمه.. صحيح أن ذلك يتطلب جهدا مُضنيا وصبرا وجلدا، لكنه لا بديل أمامنا عن القيام به بما يُشكل حماية لهم من كل أشكال الانحراف، فكلنا راع، وكل راع مسئول عن رعيته.

عبدالحى الحلاوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق