أيامه الأخيرة تضع أمريكا فى مفترق طرق..
الديمقراطيون يطرحون اليوم مشروع قانون لعزل ترامب .. والانقسام يعصف بالمعسكر الجمهورى

بنس لا يستبعد دعم المحاكمة..والبيت الأبيض يستبعد الرئيس الأمريكى «عمليا» من الحكم

مع بدء العد التنازلى لرحيل الرئيس الجمهورى دونالد ترامب عن البيت الأبيض وتنصيب جو بايدن رئيسا للبلاد ، هيمنت الفوضى والارتباك على المشهد السياسى بالولايات المتحدة فى ظل تصاعد المخاوف من اندلاع موجة عنف جديدة يوم التنصيب المقرر ٢٠ يناير الحالى، فضلا عن تفاقم حالة التردد والانقسام بين المشرعين الجمهوريين بشأن دعم تحركات الديمقراطيين بالكونجرس للبدء فى إجراءات مساءلة ترامب لتحريضه على أحداث اقتحام الكابيتول الأخيرة.

فمن جانبه، نقلت شبكة «سي. إن. إن»عن مصدر مطلع قوله إن مايك بنس نائب الرئيس لا يستبعد الموافقة على تفعيل التعديل الخامس والعشرين بالدستور الأمريكى الذى يسمح بعزل الرئيس إذا أصبح عاجزا عن القيام بواجباته الرسمية ، إلا أنه يفضل الاحتفاظ بهذا الخيار فقط فى حالة أصبح ترامب خارج السيطرة .وقال المصدر «إن بنس توصل أخيرا إلى الرغبة فى الانتقام من ترامب»، وذلك بعد تصاعد التوتر بينهما لرفض بنس الاستجابة لضغوط الرئيس الجمهورى بشأن قلب نتائج الانتخابات.

لكن المصدر أوضح فى الوقت نفسه، أن أعضاء فريق بنس أعربوا عن قلقهم من أن تفعيل التعديل ٢٥ وعزل ترامب ربما يعرض البلاد للمخاطر، حيث قد يتخذ ترامب نوعًا من الإجراءات المتهورة التى تعرض الأمة للخطر.

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان مسئول كبير بالإدارة الأمريكية، أن بنس يعتزم حضور حفل تنصيب بايدن، وذلك بعد يومين من إعلان الرئيس المنتخب أنه سيكون سعيدا إذا ما حضر بنس فى يوم التنصيب.

فى سياق متصل، كشف موقع «أكسيوس» الأمريكى عن أن البيت الأبيض عزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب على أرض الواقع ، حيث يتجاهله المسئولون فى اتخاذ القرارات، وذلك فى أعقاب الفوضى التى شهدتها العاصمة واشنطن ومبنى الكونجرس «الكابيتول» يوم الأربعاء الماضي. وأشار مراسل «أكسيوس» جوناثان سوان نقلا عن مسئولين داخل الإدارة إلى أن الوزراء يعملون كأن عزل ترامب أمر واقع، وذلك فى محاولة لمنعه من اتخاذ أى قرار خطير أو غير قانونى خلال الـ ٩ أيام المقبلة قبيل تنصيب بايدن. وأشار إلى أنه على الرغم من ذلك، إلا أن ترامب مازال يمتلك الأكواد النووية وسلطة إصدار أوامر للجيش الأمريكى طالما مازال فى منصبه بشكل فعلي.

فى غضون ذلك، يستعد الديمقراطيون بمجلس النواب اليوم لطرح تشريع يدعو لمحاكمة ترامب.وشملت مسودة المحاكمة اتهام ترامب «بالتحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة» فى محاولة لقلب نتيجة الانتخابات التى خسرها أمام بايدن.

وقال الديمقراطى تيد ليو، عضو الكونجرس، لشبكة «سى إن إن» :هناك 180 داعما لتشريع لمحاكمة الرئيس. وكتب ليو على «تويتر»:«سيكون هناك جمهوريون سيصوتون لصالحها»، مضيفا أنه يجرى محادثات مع بعض الجمهوريين للمشاركة فى رعاية القرار ولكنه لم يذكر عددا محددًا.

وفى المقابل ، قالت متحدثة باسم ليو إن مشروع القانون لم يؤيده بعد أى من الجمهوريين.

وانضم عدد صغير لكنه يتزايد من الجمهوريين إلى الدعوات المطالبة بتنحى ترامب، واستقال العديد من كبار مسئولى الإدارة احتجاجا على ما حدث.

وتسبب دور ترامب فى التشجيع على الفوضى فى صدع يزداد اتساعا داخل الحزب الجمهوري. فمن جهته، قال السناتور الجمهورى بات تومى من ولاية بنسلفانيا لشبكة «فوكس نيوز»: إن ترامب ارتكب جرائم تستوجب مساءلته، لكنه امتنع عن الالتزام بالتصويت لصالح الإطاحة بترامب.

لكن حلفاء ترامب ومنهم السناتور لينزى جراهام وزعيم الجمهوريين بمجلس النواب كيفن مكارثي، دعوا الديمقراطيين إلى وقف مسعى المحاكمة بدعوى الحفاظ على الوحدة.وقال جود دير، المتحدث باسم البيت الأبيض: «عزل الرئيس دونالد ترامب قبل 12 يوما من انتهاء رئاسته لن يؤدى إلا إلى زيادة الانقسام فى البلاد».