2184 «شجارا» سنويا يخوضه الآباء والأمهات مع الأبناء فى المرحلة السنية من عامين الى 12 عامابمعدل 182 «شجارا» شهريا و42 اسبوعيا و6 يوميا، ويقضى الاباء والامهات نحو 50 دقيقة يوميا فى الجدال والصراخ مع أبنائهم هذا ما اظهره استطلاع للرآى نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية وتتعدد أنواع الشجار لكن أشهرها على الإطلاق شجار عدم رغبة الابناء فى تناول الطعام أو إصرارهم على تناول ماهو غير صحى أو مشروبات غازية، تليها خلافات عدم ترتيب الغرفة ثم شجار الاشقاء مع بعضهم البعض وتناول الحلوى والسكريات وعدم إنهاء واجباتهم أو رفضهم لأداء المهام المطلوبة منهم وفقدان حاجياتهم ومشاهدة التليفزيون وممارسة الألعاب أكثر من الوقت المسموح وطلب شيء غير ممكن وعدم الذهاب للنوم. نصف الاباء والامهات فى عينة الاستطلاع اعترفوا بأنهم يعجزون عن جعل أطفالهم ينفذون ما يطلب منهم و6 من كل عشرة اعترفوا بأنهم يضطرون إلى تقديم تنازلات أو البحث عن حلول وسط ومساومات للتخلص من صراخ الابناء وإحلال الهدوء فى المنزل.
الدراسات النفسية تؤكد أيضا أن الصراخ والعصبية مع الأطفال له تأثير سلبى عليهم وهو نوع من الإيذاء المعنوى ودرجة من درجات التنمر يماثل الإيذاء البدنى فى تأثيره، كما انه يدفعهم للتصرف بطريقة عكسية تماما لمزيد من العصبية والصراخ المعاكس وان اتباع طريقة الصراخ والعصبية فى التربية يؤثر على نموهم العقلى وطريقة استيعابهم للمعلومات وترجمة المخ للأوامر ومن الممكن ان يؤدى بهم إلى الاكتئاب وكما تقول جمعية طب الاطفال الامريكية فان الصراخ فى الاطفال يرفع معدلات التوتر لديهم ويؤدى لحدوث تغييرات المخ، فاذا اردت ان يستمع أطفالك لكلامك فعليك التوقف عن الصراخ اولا والبحث فى الاسباب التى تؤدى بك الى الصراخ والعصبية فغالبا أنت لا تصرخين فيهم بسبب سلوكياتهم ولكن لسبب آخر لا ذنب لهم فيه مثل يوم عمل شاق أو خبر سيئ او مشكلة تواجهينها ويقول الطبيب النفسى جوزيف شراند فى كتابه «التفوق على الغضب» عندما تثور أعصابك وقبل ان تبدئي فى الصراخ اضغطى براحة يدك على جبينك فهذه الحركة البسيطة تهدئ الجهاز العصبى وتجعلك أكثر قدرة على التحكم فى أعصابك وتعيدك للتفكير العقلانى ولايعنى عدم الصراخ فى الاطفال تركهم يفعلون ما يحلو لهم وعدم استخدام صوتك كوسيلة فعالة للتوجيه ولكن تحدثى إليهم بهدوء وصرامة وأعطيهم تحذيرا قبل الصراخ بأنهم قد يضطرونك إلى ذلك وهو ما يجعلهم مستعدين ذهنيا للأمر وامنحى نفسك وقتا مستقطعا بتغيير المكان أو غسل الوجه أو التنفس بعمق قبل إعادة الطلب منهم ولا تتصورى أن الوقت مناسب لتعليمهم درسا فاثناء الصراخ لن يتعلموا شيئا بل انتظرى حتى تهدأ أعصابك واجعلى توقعاتك مرنة ومنطقية منهم فلا تصدرى الكثير من الاوامر ويكفيك طلب واحد فى المرة واعلمى أن عصبيتك تتعلق بك وهى سلوكك انت وليست متعلقة بسلوكياتهم او رد فعل لتصرفاتهم بل هى طريقتك أنت التى تحتاج إلى تعديل واذا حدث وفقدت اعصابك وصرخت فلابد من الاعتذار لهم ليفهموا انه سلوك خاطئ وغير مقبول تجاه اى شخص آخر والحالة الوحيدة المسموح لك بالصراخ فيها هى تنبيههم فى حال تعرضهم لخطر محدق يهدد سلامتهم.
ويؤكد د. صالح عبدالكريم استشارى الطب النفسى أن العصبية مشاعر غضب ناتج عن أفكار سلبية تتحول إلى تعبير لفظى أو عملى ولا يوجد مرض نفسى اسمه العصبية فهى عرض لعدة أمراض وهى رد فعل مكتسب للأفكار ينتقل من الآباء للأبناء وقد ينعكس فى صور جسدية مثل ارتفاع الصوت و(قرقضة) الأظفار وهز الأرجل وهى نتاج لضغوط فكرية شديدة لذا فان تغيير الوضع والنشاط الحاضر يوقف التأثير العصبى للأفكار .
وأضاف أنه لابد من وضع برنامج لمراقبة الذات للتخلص من العصبية وتدريب أنفسنا على ردود الأفعال السليمة فمثلا اذا رفض ابنك اغلاق التليفزيون أو التوقف عن اللعب فبدلا من العصبية اخبريه أن امامه خمس دقائق لتفعل كذا ثم أمامك دقيقة واحدة ثم اغلقه الآن فتلك الطريقة تجعل الأبناء أكثر استعدادا للأستجابة للأوامر.
وتدريب النفس على المواقف الحياتية فالهدف هو وضع خطوط دفاعية للتخلص من العصبية منها عدم الاستسلام للأفكار السلبية وتحويل التفكير لتفكير الإيجابى والحديث للنفس بصورة بناءة فإذا بدأت الأفكار السلبية فعلينا فورا التوقف عنها وتحويل مسار الأفكار.
رابط دائم: