رشفت فنجان القهوة وأغمضت عينَّى على الوجه الجميل. فى لحظات التقاء الجفون، سمعت هدهدات صغيرة تنفث فى صدرى، تكنس بقايا العبث. عيناها هادئتان..ساكنتان، تحكى حكاوى الصمت الأبدية.تآكلت داخلياتى فى سكرة وبهجة مختلسة.سرجت بقايا شمعات قديمة فى قلبى، فابتسمت واغتسلت، وسكت الكل وقال الجميع بلسان الصمت: نعم. العينان النازحتان إلى حقول عينيك البعيدة، أجادت لغة السكوت الصعبة.. وطارت أجنحة القلب فى خلوة الكون تبنى بالريش حلم العش الصغير. زغبات العشق الرفيعة شعاع يمتد بين الكيان المغلف لقلبى ومقعدها المقابل.
فى اللحظات التالية للغفلة فى تاريخ إنسان، كانت همسات صغيرة تتناثر على استحياء بأعماقى وتشير إليها صاحبة الحطام والركام فى قلبي:اختلف الاسم والرسم والفستان، لكنه (...) يبقى الوجه الفتان..كل وجه! كالحلم البعيد أتابع انطفاء الشمعات العتيقة داخلى.. وتعالت الهمسات زفرات..اختناقات..سكتات...فتحركت قدماى إلى الخلف فى صرامة الصمت!
رابط دائم: