رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سر إعطائه شيكا بدون رصيد لنجيب محفوظ!

احمد السماحي;

تم تسميته تيمنا باسم فريد الأطرش فى أغلب أفلامه

كان صاحب مدرسة لا تعرف الخوف أو الارتعاش فى قول الحق، تخرج فيها الذين يدينون له بدين كبير، وهو دين لن يتم الوفاء به إلا بالاستمرار فى حمل رسالته والمضى فى تنفيذ ما بدأه.

سمى على اسم فريد الأطرش

يبدو أن السينما كانت قدره منذ مولده، فعندما ولد لأسرة بسيطة كحال معظم الأسر المصرية أطلق عليه والده كما ذكر هو فى أحد حوارات البدايات إسم «محمد» وظل الكل ينادونه به حتى جاء يوم دق فيه خفير قرية «بنى قريش» مركز «منيا القمح» محافظة الشرقية باب دارهم وطلب من والده ضرورة ذهاب ابنه «وحيد» إلى المدرسة، فأخبره الوالد أن ليس له ابن بهذا الاسم فقط عنده «محمد» هنا تكشفت الأمور فقد كان خال المؤلف الكبير من عشاق السينما وعلى وجه الخصوص كان يعشق «فريد الأطرش» الذى كان يحمل دوما إسم وحيد فى أفلامه، ونظرا لهذا الحب قيد ابن شقيقته فى سجلات الحكومة واختار الاسم الذى يحبه «وحيد» وكان الإسم موضة فى ذلك الزمان لكنه ترك والدايه يناديانه بـ «محمد» كان يعرف أن هناك لحظة سيصبح ابن شقيقته «وحيد» وجاءت اللحظة مع دخول المدرسة وبداية التعامل فى أوراق الحكومة.

عشق شكسبير ومحفوظ وإدريس

فى صباه وشبابه البكر عشق القراءة مثل كثير من شباب القرى المصرية خاصة أن القراءة كانت قبل ظهور الكهرباء فى الريف المصرى هى سلوى الكثيرين، وفى هذه الفترة كان منبهرا بمسرحيات الكاتب العالمى «شكسبير»، وكان يعتبره الأستاذ والمعلم وفى تلك الفترة عشق القصص القصيرة للأديب الفرنسى «إدجار آلان بو»، وكان يعشق «نجيب محفوظ» الذى كان يقضى لياليه فى عوالم شخصياته، كما عشق بشكل لافت أدب بلدياته «يوسف أدريس».

فتوات بولاق الذى ندم عليه

بدأ كاتبنا الراحل «وحيد حامد» حياته الفنية من خلال ميكرفون الإذاعة وقدم العديد من الأعمال الإذاعية التى حققت له تواجدا كبيرا فى الوسط الفنى، وكان مسلسله «طائر الليل الحزين» نقطة تحول فى مشواره الفنى، حيث حقق نجاحا ساحقا جعل أحد المنتجين يحوله إلى فيلم سينمائى شهير قام ببطولته «محمود مرسى، مريم فخرالدين، نيللى، شويكار، محمود عبدالعزيز»، وبعد النجاح الفنى الكبير الذى حققه هذا الفيلم الذى أخرجه «يحيى العلمى»، اختار الكاتب المبدع الراحل «وحيد حامد», كما حكى هو فى إحدى المجلات الفنية عام 1984 أقصوصة للكاتب الكبير «نجيب محفوظ» كانت بلا اسم أو عنوان وكانت منشورة فى مجموعة «حكايات حارتنا»، استهوته هذه الأقصوصة فقرر تحويلها إلى فيلم سينمائى، ووافق أحد المنتجين على فكرتها، فطلب منه «وحيد» أن يشترى القصة من الأستاذ «نجيب محفوظ»، فقال له المنتج: مع الأسف أنا لا أعرف «نجيب محفوظ «على المستوى الشخصى ولا يعرفنى إيه رأيك تشترى إنت القصة منه وأنا أدفع لك الفلوس؟!، وطلب «وحيد» منه الفلوس فأعطاه شيكا بالمبلغ، وذهب فعلا إلى كاتبنا الكبير وأعطاه الشيك مقابل قصته، وبعد أيام اتصل به «نجيب محفوظ» وأخبره أن الشيك بدون رصيد، ويومها وعلى حد قوله: «كنت أكلم نفسى» من الإحساس بالعار والمهانة وظل يردد أنا أعطى الأستاذ شيكا بدون رصيد؟! أنا أكون سببا فى خداعه؟! المهم قام بتدبير المبلغ وذهب إليه معتذرا، وسامحه «نجيب محفوظ» بكل طيبة وحب ونبل.

ويومها تبددت ثقة «وحيد» بمنتج فيلمه الجديد أو الثانى، وعلم بالمصادفة أن معارك بالنبابيت والعصى سيتم تصويرها ضمن أحداث الفيلم، ولأنه لم يكتب مثل هذه المعارك أصلا، فقد قال لنفسه من أين جاءت هذه المعارك؟ وكان أطلق على الفيلم اسما مؤقتا بعنوان «الحب الأزرق» وإذا به يتحول إلى «فتوات بولاق» وبالفيلم ثلاثة معارك طاحنة ودماء تسيل بغزارة والكل مبسوط إلا هو، وعندما يبدى أى اعتراض أو احتجاج كان يسمع جملة لا تتغير وهى «الفيلم لازم يتفلفل»!.

وكان يتمنى أن يوقف تصوير الفيلم لأسباب كثيرة.

أولا: لأن القصة كانت للأديب الكبير «نجيب محفوظ» والذى كتب لها السيناريو هو أحد تلامذته؟ فأى تلميذ هذا الذى يحول أدب الأستاذ إلى مجرد ضرب بالنبابيت؟!

وثانيا: أنه مكث وقتا طويلا مع السينما الجادة وسرعان ما ارتمى فى أحضان السينما التجارية الرائجة فى ذلك الوقت، ولكن كيف يثير مشكلة وقد أنفق نقود السيناريو التى حصل عليها؟ وتم عرض الفيلم وإذا بالسيد المنتج يجمع النقود فى «كراتين وزكائب»، وعندما ذهب «وحيد» لرؤية الفيلم قال له المنتج: إبسط يا عم إنت كده بقيت مؤلف سيما!!.

وبالفعل وبسبب هذا الفيلم أصبح مؤلفا سينمائيا ويومها جلس مع نفسه واتخذ عدة قرارات إلتزم بها طوال مشواره وهى.

أولا: لا يتفق على أى فيلم إلا بعد الانتهاء من كتابته وموافقة الرقابة عليه، وأيضا موافقة الشركة المنتجة وموافقته على المخرج المرشح لإخراج العمل.

وثانيا: أن يكتب سينما تقول شيئا للناس وتمتعهم وبلغة يفهمها الجميع، حيث قدم أفلاما فى بداياته غير راض عنها حتى قدم فيلم «الغول» عام 1983.

هذه بعض لمحات بسيطة من مشوار الأستاذ المبدع الراحل، وإن كان «وحيد حامد» اليوم فى سجل الخالدين فإن أفلامه الشهيرة ومنها «الغول»، «ملف فى الأداب»، «التخشيبة»، «آخر الرجال المحترمين»، «البرئ»، «أنا وأنت وساعات السفر»، «كل هذا الحب»، «الراقصة والسياسى»، «اللعب مع الكبار»، «الإرهاب والكباب»، «المنسى»، «كشف المستور»، «طيور الظلام»، «النوم فى العسل»، «اضحك الصورة تطلع حلوة»، لا تزال وستظل تنبض بالحياة لترسم فى صدق وايمان ملامح الشخصية المصرية بأبعادها ومدلولاتها الواعية التى تستأثر بمجامع القلوب وتستحوذ على الألباب.





والدى كاتب استثنائى وأب استثنائى وأنا أدرك هذا المعنى تماما، فهو لم يتوقف يوما من الكتابة عن البسطاء وظل مهموما بالناس لآخر لحظات عمره، لذلك آثر فى وجدانهم وتماهوا مع شخصياته التى تشبهم.

يرى والدى فيما يقدمه رسالة وأمانة يكافح ويصارع حتى تصل كلمته إلى الناس سواء كانت مكتوبة كمقالات صحفية أو على فى أفلام سينمائية وأعمال درامية».

وأهم شىء عند والدى فى رحلته كانت أمانة الكلمة».
المخـرج مـــروان حامد



شهادة فاروق حسنى فى الكاتب المبدع


كان وزير الثقافة السابق الفنان فاروق حسنى من المقربين للكاتب المبدع وحيد حامد، طالما جمعتهما الجلسات والعديد من اللقاءات ويصف حسنى الكاتب الراحل قائلا: «وحيد حامد مثال للكاتب الوطنى الشريف على جميع المستويات، وكان مغوارا وصادقا فى كل ما يطرحه ويناقشه من قضايا، أو أى أمر يتوجه اليه، اضافة إلى جرأته الشديدة حيث تميز بأنه يأخذ الحقائق من منابعها الأصلية». رحيل حامد خسارة كبيرة ولا تعوض، جمعتنا الكثير من الجلسات ولكنه كان يفاجئنى دائما حيث كثيرا ما كنت أتساءل كيف لرجل يملك كل تلك الجرأة والقوة وفى ذات الوقت يملك حياء لا تخطئه عين. وهو فى النهاية علم كبير، نحترمه ونقدره، وعلينا الا نتوقف عن الاحتفاء به.

وعن أعمال حامد التى يفضلها حسنى قال «أحب كل ابداعات حامد ولكن هناك بعض الأعمال التى تمثل حالة خاصة بالنسبة لى ومنها مسلسل العائلة، والجماعة، وفيلمى طيور الظلام، والإرهاب والكباب»، فهى أعمال تحمل جانبا كبيرا من النقد السياسى والاجتماعى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق