رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الشياطين الثلاثة كتبوا نهاية عجوز المنوفية

علاء عبد الحسيب

لقد كانت لحظة صعبة جدا عاشها «العم محمود» البالغ من العمر 60 عاما، عندما وقعت عيناه على جثة طافية فى مياه المصرف حين ذهابه فى الصباح الباكر إلى الحقل.. الدماء تجمدت فى عروقه من هول الموقف وذهنه شرد تماما عن التفكير حتى بدأ يستعيد ذاكرته من جديد.. ماذا يفعل؟.. هل يكمل فى طريقه دون الالتفات إلى تلك المصيبة التى تحملها المياه؟.. أم ينتشل الجثة من المصرف قبل أن يجرفها التيار؟.. لقد قرر إبلاغ الشرطة.

المشهد كان صعبا.. فقد حضرت على الفور سيارة إسعاف وفريق من رجال الشرطة لمعاينة الجريمة، الجثة كانت لسيدة عجوز، مصابة بعدة طعنات متفرقة وترتدى كامل ملابسها.. لقد كانت مواصفاتها مطابقة للمواصفات التى أدلى بها شقيق «أم عبده» فى بلاغه أمام رجال مباحث مركز شرطة بركة السبع بمديرية أمن المنوفية، بشأن تغيب العجوز منذ ثلاثة أيام.. لقد تأكدت المواصفات لحظة استدعاء أسرة المجنى عليها للتعرف على الجثة.. من قتل هذه السيدة المسكينة بهذه الوحشية؟.

أقوال أسرة القتيلة أمام فريق التحقيق، لا تشير حتى بشكوك أو احتمالات لتورط أحد فى ارتكاب تلك الواقعة البشعة.. بل أجمعوا على أن المجنى عليها تربطها علاقة محبة واحترام بين جميع الأهل والجيران.. وقد كانت دائمة المساندة للمحتاجين وأسر المقبلين على الزواج عن طريق إقراضهم مبالغ مالية من أموالها.. لكن يبدو أن أعمال الخير التى كانت تفعلها حملت الخيوط الكاملة لفك طلاسم العثور على جثة «أم عبده». لكن العثور على صورة ضوئية لحكم صادر من محكمة، وجدتها الأسرة بمتعلقات الضحية، تفيد بحبس سيدتين.. كانت كفيلة بأن تشير بالشكوك حول علاقاتهما بالحادث.. وهذا ما أكدته المعلومات التى توصل إليها فريق البحث الذى أمر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وقاده اللواء محمد شرباش مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، بعد أن تبين أن السيدتين سبق أن اقترضتا مبالغ مالية من المجنى عليها بموجب إيصالات أمانة ولدى تأخرهما عن السداد فى الموعد المتفق عليه، منحتهما الضحية فرصة أخرى للسداد، إلا أنهما ماطلتا للمرة الثانية حتى قررت تحريك دعوى قضائية ضدهما بموجب تلك الإيصالات، وبالفعل أصدرت المحكمة حكما بحبسهما.

محاولات المتهمتين لإقناع الضحية بالتنازل عن بلاغها ضدهما لم تنجح، حتى قررتا تنفيذ خطة شيطانية كتبت السطور الأخيرة لحياة «أم عبده» فاتفقتا مع شخص مشهور بشراسته وسبق اتهامه فى عدة قضايا، على استدراج المجنى عليها إلى الطريق المؤدى إلى ترعة القاصد بقرية جنزور التابعة لدائرة مركز شرطة بركة السبع، بحجة التوجة جميعا إلى نجلة إحداهما التى قررت رد المبالغ المطلوبة للضحية مقابل التنازل عن القضايا المرفوعة.. لكنها وقعت فى فخ الأشرار. 

لحظة وصول الشياطين الثلاثة بصحبة الضحية إلى مكان الواقعة، استل المتهم الثالث سكينا كانت بحوزته وباغت المجنى عليها بطعنات متفرقة فى جسدها أودت بحياتها، فقرروا التخلص من الجثة فى مياه المصرف، واستولوا من الضحية على إيصالات الأمانة التى أحضرتها لتسليمها مقابل الأموال المتفق على استردادها.. نجحت مأمورية من رجال مباحث بإشراف اللواء عبدالله جلال مدير المباحث فى القبض على المتهمين الثلاثة وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وقررت النيابة حبسهم على ذمة التحقيقات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق