رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وداعا 2020.. أهلا 2021

إعداد ــ ‎دينا عمارة ــ ياسمين أسامة فرج

‎تهانينا, لقد نجوت من عام 2020! الأمر يدعو للاحتفال بالفعل, فقد كان حقا عاما مليئا بالأحداث القاسية والمرعبة التى تشعرك بأنه استمر لما يقرب من ألف عام, فى السطور القادمة سنختبر ذاكرتك لأحداث وقعت, فلا تنزعج إذا وجدت نفسك لا تتذكر معظمها, ربما انشغلت بالقلق لإصابة شخص عزيز عليك بكورونا, أو كنت منهمكا مع أولادك فى أنشطة الحجر المنزلي, وربما لا تزال تحت تأثير صدمة أنك عايشت عاما تجرد من الكثير من معانى الانسانية, وقد تجد نفسك رافضا حقيقة أن كل ذلك قد حدث فى غضون 12 شهرا فقط, وبينما تحارب لتفعل ذلك، حاول أن تتفاءل قليلا بقدوم عام جديد. لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض الأحداث الجيدة التى وقعت فى هذا العام الاستثنائى تجعلنا نأمل فى 2021 يحمل لنا كل ما هو أفضل للبشرية وربما يحمل كلمة النهاية للكثير من المعاناة . وفيما يلى بعض من هذه الأحداث :

 

‎عام تجرد من الإنسانية.. نجم بلا منازع

‎قبل خروجه من مقاطعة ووهان الصينية, لم يكن العالم يعرف مصطلحات مثل «التباعد الاجتماعى» و«الحجر المنزلي» و«الإغلاق», تلك الكلمات التى باتت جزءا لا يتجزأ من قاموسنا اليومى. لذلك استحق كورونا فور أن وضع أقدامه داخل أجهزة العالم المناعية, لقب «نجم عام 2020» بلا منازع, ففى أشهر معدودة قلب الحياة رأسا على عقب, وغير شكلها الذى اعتدناه. ‎ أجبر الفيروس المليارات على إخفاء أفواههم بأقنعة خانقة, لكنه مزقها كاشفا عن ضعف قادة الدول الكبري, كورونا أظهر الوجه القبيح للبشرية فزاد التنمر ورفض الآخر, ودخلت بعض الدول فى عمليات «سطو وقرصنة» لمستلزمات الدول الأخرى الطبية, كما أحدث خسائر بشرية هائلة (وفاة مايقرب من مليون شخص حول العالم), ‎لقد حرم الفيروس الأجداد من دفء أحضان أحفادهم, ومنع الأبناء من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على آبائهم, وقطع عن الأطفال الفقراء الوجبات المدرسية المجانية بسبب إغلاق المدارس (حوالى 1.5 مليار طالب خارج المدرسة فى الموجة الأولي), وأدى الحجر المنزلى الطويل إلى زيادة معدلات العنف الأسرى لأكثر من 50%.الأمل فى مستقبل أفضل‎لقاح يقضى على كورونا

‎منذ بداية تفشى فيروس كورونا المستجد، خرجت تحذيرات من أن إنتاج لقاح ربما يحتاج لسنوات. وبعد مرور ١٠ أشهر فقط، تمكن العلماء بعد جهود مضنية من تطوير عدة لقاحات. وبدأ بالفعل العديد من الدول فى إطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق وسط آمال بأن تكتب تلك اللقاحات كلمة النهاية للجائحة خلال عام 2021.

‎وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يخضع أكثر من ٢٠٠ لقاح للتجارب فى عدة دول، فيما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه تم ترخيص ٩ لقاحات حتى الآن، أبرزها لقاح «فايزر ــ بايونتك» الأمريكى الألمانى، و«موديرنا» الأمريكى و«سبوتنيك 5» الروسى ولقاحا «سينوفاك» و«سينوفارم» الصينيان. ويخضع حاليا ١٨ لقاحا للمرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية.

‎قلب لبنان يحترق

فى الرابع من أغسطس عام 2020, نزفت لبنان أبناءها, وفى أقل من 3 دقائق تحولت بيروت, المدينة التى كانت تضج بالحياة, إلى مدينة منكوبة تصرخ وجعا. فقد هز انفجار هائل مرفأها نتيجة نشوب حريق فى العنبر رقم «12» الذى كان يحتوى على 2750 طنا من مادة «نترات الأمونيوم» ذات القابلية الشديدة للاشتعال, والمخزنة بشكل «غير آمن» لأكثر من 6 سنوات! ليترك الانفجار المدينة بمرفأ محطم وأحياء أشبه بالأنقاض, وجروح عميقة, حيث فقد الكثيرون أحباءهم فى تلك الكارثة المروعة. وأسقط الانفجار, الذى صُنف على أنه واحد من أعنف الانفجارات وأكبرها فى التاريخ, أكثر من 200 قتيل وجُرِح ما لا يقل عن 6 آلاف شخص, كما أدى إلى تشريد نحو 300 ألف بعدما باتت منازلهم غير قابلة للسكن, وتسبّب بخسائر اقتصادية تقدر بحوالى 15 مليار دولار، وفق تقديرات البنك الدولي، الأمر الذى دفع بحكومة حسان دياب لتقديم استقالتها.

إفريقيا تنتصر على الأمراض

تدخل إفريقيا عام 2021، وقد تخلصت تماما من عبء مرض شلل الأطفال، وكلها أمل فى التخلص من المزيد من الأمراض خلال الأشهر المقبلة. فقد أعلنت الأمم المتحدة فى أغسطس ٢٠٢٠ القضاء على فيروس شلل الأطفال البرى فى إفريقيا، واصفين الخطوة بأنها علامة فارقة للقارة. وأوضحت اللجنة الإقليمية المستقلة لإفريقيا المعنية بتتبع استئصال شلل الأطفال فى القارة، أن ٤٧ دولة فى الإقليم الإفريقى لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة خالية من الفيروس بعد برنامج طويل من التطعيمات ضد المرض.

وتم اكتشاف آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البرى فى إفريقيا فى نيجيريا عام 2016.

ووصفت ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا الأمر بأنه إنجاز تارخى ،وقالت « الآن يمكن لأجيال المستقبل من الأطفال الأفارقة أن تعيش بدون شلل الأطفال.»

خسائر اقتصادية بالجملة

الأزمة الاقتصادية التى عانى منها العالم خلال شهور الإغلاق، ربما تعتبر الأسوأ فى التاريخ منذ الكساد الكبير فى الثلاثينيات من القرن الـ20. فقد توقع البنك الدولى منذ بداية الإغلاق أن معدلات النمو الاقتصادى فى الدول الكبرى ستتراجع بنسبة 7٪، فى حين توقع تراجع فى الاقتصاديات النامية والصاعدة بنسبة 2٫5٪. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فصناعة الطيران فى العالم كانت الضحية الكبرى لجائحة كورونا. فقد أكدت الرابطة الجوية للنقل الجوى «إياتا» أن شركات الطيران ستنهى عام 2020 بخسائر تصل إلى 118 مليار دولار، فى أسوأ أداء لها على الإطلاق. وعانى الملايين من المواطنين حول العالم من البطالة، وأضاف أكثر من 130مليون شخص إلى الفئة الأكثر فقرا فى العالم.

الحكومات.. ومهمة الإنقاذ

‎على عكس ما حدث خلال الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨، أظهرت الحكومات والبنوك المركزية دعما غير مسبوق للعمال والشركات التى عانت بشدة من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، لتدخل هذه الشركات العام الجديد بأقل قدر من الخسائر ‫. ووفقا لوكالة بلومبرج قدر هذا الدعم المالى وبرامج التحفيز الاقتصادى بأكثر من ٢٠ تريليون دولار ومازال الدعم مستمرا‫. وفى بعض الدول مثل فرنسا وبريطانيا ، ساهمت خطط التحفيز الاقتصادى فى خفض معدلات البطالة والحفاظ على سوق العقارات والأعمال واقفة على قدميها‫. ‬‬‬ ‎كما شكلت الصين نموذجا يحتذى به، بعد أن تمكن اقتصادها من التعافى بسرعة مذهلة من الركود العالمى الذى تسببت فيه جائحة كورونا، إذ حقق نموا بنسبة تقترب من ٥٪ مع تزايد الصادرات بنسبة ٩٪ وذلك فى ظل تعزيز البنك المركزى الصينى للنمو والتوظيف.

حياة على الكوكب الأحمر

يبدو أن العام الجديد سيكون عن جدارة عام تأكيد الحياة خارج كوكبنا «الأرض» وتحديدا الكوكب الأحمر «المريخ». ففى شهر واحد فقط وهو يوليو ٢٠٢٠، أطلقت ثلاث دول مهمات غير مسبوقة لاستكشاف كوكب المريخ أملا فى رصد مؤشرات على وجود حياة سابقة على سطحه، وتمهيدا لإرسال مهمات مأهولة مستقبلاً. بدأت الإمارات العربية السباق بإرسالها أول مسبار عربى لاستكشاف الكواكب يحمل اسم «أمل» لدراسة الغلاف الجوى للمريخ ثم لحقت بها الصين التى أطلقت أول رحلة لها إلى الكوكب الأحمر فى مهمة أطلقت عليها اسم «أسئلة إلى السماء».‎حرب عالمية ثالثة!

‎مع بداية عام 2020, كان الكثيرون قلقين من أن الولايات المتحدة كانت على شفا حرب مع إيران. ففى 2 يناير الماضي, وبناء على أوامر من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب, قٌتل الجنرال الإيرانى قاسم سليماني, قائد فيلق القدس فى الحرس الثوري، والرجل المهم فى سياسات طهران الخارجية بالمنطقة, وذلك عبر غارة أمريكية بطائرة مسيرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي, جاء ذلك بعد شهور من الحوادث التى أثارت التوترات بين البلدين وشهدت قيام إيران بالرد فى 7 يناير بضربة صاروخية باليستية استهدفت القوات الأمريكية فى العراق, مما جعل البعض يتوقع نشوب حرب عالمية ثالثة!

‎صيف أسترالى أسود

‎قبل الوباء, كانت استراليا تعيش مأساة إنسانية مرعبة, فقد أدت درجات الحرارة القياسية والجفاف الشديد, إلى تأجيج سلسلة من حرائق الغابات الهائلة فى جميع أنحاء البلاد, بدأت فى نهاية عام 2019 واستمرت مع مطلع العام الجديد.

‎تأثر أكثر من نصف الأستراليين بشكل مباشر بأزمة الحرائق أو ما يعرف بـ «الصيف الأسود» بالإضافة إلى احتراق ما يقدر بنحو 18.6 مليون فدان وتم تدمير أكثر من 5900 مبنى, وقتل ما لا يقل عن 400 شخص جراء التلوث الدخاني. ليس هذا وحسب, بل تسببت الحرائق أيضا فى نفوق ونزوح حوالى 3 مليارات من الحيوانات، وكبّد الاقتصاد الأسترالى نحو سبعة مليارات دولار أمريكي، بحسب تقارير سابقة.

‎الانفصال عن «الكيان»

‎بعد أكثر من ثلاث سنوات من المداولات السياسية, غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبى رسميا فى نهاية شهر يناير الماضي, لتصبح بذلك أول دولة تغادر ذلك «الكيان» بعد علاقة استمرت 47 عاما. الانفصال التاريخى احتفل به أنصار الـ «بريكست» فيما أثار مشاعر الحزن لدى مؤيدى أوروبا, وقتها قال بوريس جونسون, رئيس الوزراء البريطاني: «هذه ليست النهاية بل بداية فصل جديد وتغيير وطنى حقيقى».

84

مليون إصابة تقربيا بكورونا حول العالم حتى الآن ، والأرقام فى تزايد مستمر خاصة فى الولايات المتحدة وأوروبا.

‎الطبيعة تتنفس

‎شهد ٢٠٢٠ تعافيا حقيقيا للطبيعة من المنتظر أن تجنى 2021 ثماره. فعلى الرغم من أن تراجع السياحة وتوقف الإنتاج الصناعى جراء جائحة كورونا كان له آثار اقتصادية سلبية، لكنه أتى أيضا بنفع كبير على البيئة ، إذ انخفضت معدلات تلوث الهواء بنسبة ٦٥٪ فى عدد من الدول خلال بضعة أشهر. وعاد العديد من أنواع الحيوانات إلى الشواطئ وظهرت بعض الأنواع المهددة بالانقراض فى البحار مع توقف حركة الصيد. كما تعهد الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن بعودة الولايات المتحدة لاتفاقية باريس للمناخ خلال الأشهر الأولى من 2021، والتى كان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن انسحاب بلاده منها عام ٢٠١٧، كما تعهدت الصين، أكبر مصدر لانبعاث غازات الاحتباس الحراري، بخفض الانبعثات الكربونية إلى صفر بحلول ٢٠٢٦.

التكنولوجيا.. للجميع

سيحمل عام 2021 نظرة جديدة للتكنولوجيا الرقمية، والتى واجهت من قبل الكثير من الاتهامات بأنها تسببت فى قطيعة بين البشر. ففى ظل إجراءات العزل العام والالتزام بالبقاء فى المنزل، ظهرت التكنولوجيا كأهم وسيلة للتواصل بين البشر. فإلى جانب الشباب الذين كثفوا استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، دخل جيل الآباء والأجداد أيضا عالم التكنولوجيا للتواصل مع أحبائهم بل وأصبحوا ماهرين فى استخدامها.200

لقاح ضد فيروس كورونا من المنتظر إقرارها خلال العام الجديد، وآمال واسعة فى حصول الملايين حول العالم على التطعيم، وسط توقعات باحتواء الفيروس بحلول الخريف المقبل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق