أجهد المفكرون والفلاسفة والمربون أنفسهم وتفكيرهم وهم يحاولون صياغة تعريف متكامل للتربية، فهى إعداد بنى الإنسان بهدف القيام بواجباتهم المختلفة، وهى عملية شاقة تستنفد الكثير من الأوقات والجهود والأموال، ويخطئ بعض المربين عندما يخططون لكى يتعلم الطفل فى أقصر مدة زمنية ممكنة وبمجهود يسير متجاهلين أن الطفل كالزهرة لابد من مرورها بالمراحل الطبيعية لكى تتفتح ونستفيد بعد ذلك من أريجها وشذاها وبهائها وجمالها.. أما الحرص على تفتيحها قبل الأوان الطبيعى، فإنه مسلك يفسدها ولا يجعل منها أبدا زهرة ذات أريج أخاذ أو عطر فواح.. إن الأمم والمجتمعات الناهضة تطيل التفكير فى المسألة التربوية وتحتاط لأبنائها ومستقبلهم بمراجعة البرامج وتنقيح المناهج لكى تجنى أفضل وأغنى مردود من العملية التربوية، وأمتنا العربية مدعوة بكل مؤسساتها إلى الإبداع فى هذا الحقل، فإن أعظم استثمار هو الاستثمار فى الإنسان عنصر بناء الحضارة والتقدم والازدهار، وبإمكان خبراء التربية فى أمتنا أن يقدموا عصارة تجاربهم للأجيال الجديدة بشرط ربطها بمسألة نهضة الأمة وتوظيفها بشكل صحيح فى عملية التطوير والتجديد والبناء.
جمال المتولى جمعة ـــ مدير بأحد البنوك الوطنية سابقا
رابط دائم: