ليس كل جديد مقلقا ، فمن قبل أن يبدأ عام 2021 المنتظر، بدأت بعض الأدلة تؤكد أنه سيأتى ببعض الخير.
وتجمع المؤشرات على أن « النوافذ الذكية» ستكون من أبرز التقنيات التى ستفرض نفسها على صعيد العالم اعتبارا من العام المقبل. ومن المنتظر أن يتم تغيير زجاج النوافذ سواء بالمنازل أو الشركات، بألواح خاصة لامتصاص أشعة الشمس وتوظيفها فى توليد الطاقة الكهربائية. ولا يعنى ذلك أن نوافذ العالم ستكون بليدة الشكل بلا لمسة جمالية، بل أن الألواح التى ستتصدر النوافذ مستقبلا ستكون بألوان مختلفة وذلك تفعيلا لدور الألوان فى امتصاص الضوء.
يوضح الدكتور أحمد بشير، أستاذ هندسة نظم القوى الكهربائية بجامعة مدينة السادات، أن النمط الجديد فى المعمار أصبح قائما على تصميم المبانى ذات الألواح الزجاجية الملونة، التى تعمل كوسيط لتخزين أشعة الشمس فى بطاريات مدمجة، لإعادة استخدام هذا المخزون من الطاقة فى عملية الإنارة ليلا.
وتعرف هذه التنقية بمسمى «الزجاج الكهرو-ضوئى»، وتتميز الألواح المستخدمة فيها بالشفافية والبرودة فى أجواء الإظلام، ولكنها تكتسى تلقائيا بدرجات داكنة اللون عند سطوع الشمس. وقد زاد فى الآونة الأخيرة استخدام هذه التقنية بالدول الأوروبية.
ويرى دكتور بشير أن شيوع استخدام هذه التقنية دوليا سيكون التطور الحتمى فى الشهور والسنوات المقبلة، خاصة أن «الطاقة الشمسية» حسمت الجدل خلال العقد الأخير لصالحها، كمصدر أساسى للطاقة. وساعد على ذلك تحول كبير فى الأدوات المساعدة لتوظيف الطاقة الشمسية، فقد انخفضت التكلفة الفعلية للألواح الشمسية مابين 40 و50% من التكلفة الأساسية. كما أن توافر المواد الأساسية المستخدم فى تصنيع تلك الألواح ، يسهم فى نشر هذه التقنية بشكل سريع. وفى مقدمة هذه المواد، السيلكون، والمتوافر محليا بكميات كبيرة فى منطقة شبه جزيرة سيناء.
وتأتى «النوافذ الذكية» تطويرا لبعض محاولات سابقة فى مصر باستغلال الأسطح لوضع الألواح اللازمة لتخزين الطاقة الشمسية. ولكن هذه المحاولات كشفت عن الحاجة لمساحات كبيرة ، مما حال دون نشر تلك التجربة، فضلا عن التكلفة المرتفعة لها.
ولكن الحل تمثل فى تكنولوجيا جديدة تتكامل مع المبانى منذ مرحلة الإنشاء الأولى، وتتضمن وحدات تخزين تعرف بـ «الخلايا الشمسية»، والتى تقوم بوظيفتين، وهما توليد الكهرباء وتسخين المياه. كما أن التطور فى شكل «الخلايا الشمسية»، بحيث أصبحت قابلة للطى، جعلها سهلة التركيب فوق أى سطح، مستوٍ أو غير مستوٍ، ووفر سببا جديدا بحيث تكون « النوافذ الذكية» من أهم التقنيات التى يتم تعميمها فى 2021.
رابط دائم: