فى نشاط وهمة وحماس، تفترش «الشغيلة» من السيدات ــ اللاتى تخطين الأربعين من العمر ــ الأرض من السابعة صباحا وعلى مدار خمس ساعات، فى موسم حصاد ملكة خضراوات الشتاء، البسلة.
تحت أشعة الشمس الدافئة يندمجن فى العمل بدأب، دون كلل أوملل، والسعادة تملأ الوجوه، تقودهن «العهدة» المسئولة عن تجميعهن وتشغيلهن.
فى قرية قها، يقول الحاج جلال عزت نقيب الفلاحين بالقليوبية، إنه رغم معاناة المزارع، وتكبده مشقة زراعة المحصول ورعايته والإنفاق عليه، وفى النهاية يباع الكيلو بـ 2٫5 جنيه، ولا يأتى بثمن تكلفته، لكن الفلاحين مستمرون فى زراعة البسلة، التى لا يستغنى عنها أى بيت.
ويروى صاحب الأرض محمود الشيخ، رحلة البسلة
التى تزرع فى شهر أكتوبر وتستمر من ثلاثة لأربعة
أشهر، حتى تصل لمشهد ظهور القرون الممتلئة بالحبوب. مشيرا إلى أن الفدان يحتاج نحو 70 مزارعا من الشغيلة.
ومن عادات أهل القرية المتوارثة، أن من يزرع البسلة لابد أن يوزع عددا من «شكاير» المحصول على أهل بلدته، ممن لايزرعونه كنوع من البركة.
فللبسلة فوائد كثيرة، لو علمناها لما خلت منها مائدتنا، فهى غنية بالبروتين والكربوهيدرات ومضادات الأكسدة والفيتامينات، وتعزز من مناعة الجسم وتقى من أمراض كثيرة، من بينها سرطان المعدة وأمراض القلب، فما أحوجنا لها هذه الأيام.
رابط دائم: